الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسات في عيد الحب

نارت اسماعيل

2012 / 2 / 14
الادب والفن


يمر عيد الحب حزينآ على بلدي
يمر مثل المتلصص، خجولآ، يخفي وجهه خلف جدران البيوت المحترقة
كنت قد عاهدت نفسي ألا أغازل حبيبتي حتى يرحل الأشرار
كيف أقول لها أحبك وهناك معذبون خلف الأسوار؟

يخجل الإنسان من نفسه، يخجل لأنه إنسان
يتمنى لو كان حشرة، شجرة، صخرة، أي شيء سوى إنسان
يعيش الإنسان مجللآ بالعار لكونه إنسان
يخجل إن تكلم، إن صمت ، إن ضحك
يشعر بالخجل لأنه يتنفس وهناك في أحد الأقبية أناس محرومون حتى من البكاء
محرومون حتى من الصراخ، محرومون حتى من الشعور بالألم

أعتذر منكم أيها المعذبون في بلدي ولكن كيف يمر عيد الحب ولا أقول لرفيقة دربي: كم أحبك؟

زوجتي صعبة المراس
مع أنها كثيرة المرح، مشرقة الوجه، مبتسمة معظم الوقت، إلا أنها تجد صعوبة في إظهار مشاعرها نحوي، مهما ألقيت عليها من قصائد الغزل والاطراء فإنها لا تظهر مشاعرها وتتظاهربعدم الاكتراث
لا أدري إذا كانت تفعل ذلك عن قصد لكي تحصل على المزيد، أم أن هذه هي طبيعتها
مع الوقت تأقلمت مع الوضع، أعرف أنها تبادلني الحب وأن لها طريقتها المختلفة بالتعبير عن مشاعرها، أنا أيضآ طورت أساليبي لكي أحطم دفاعاتها وأجعلها تظهر مشاعرها
صرت أعرف أنها لن تبدي استجابة فورية وستبدي عدم الاكتراث ولكنها لن تستطيع اخفاء مشاعرها على خبير صار يعرف كل خرائط أسرارها
صرت أعرف مشاعرها من تبدل خفيف بلون وجهها، من حركات يديها، من ابتسامة مكتومة
صرت أعرف مشاعرها من حركات عيونها وهي نائمة، من تقلبها في الفراش وهي مبتسمة
وأنا ذلك المخلوق الذي لاينام بسبب اضطراب النوم المزمن عندي
عندما أفاجئها في الصباح بتلك الملاحظات تتهرب وتقول ضاحكة: بل كنت أحلم بالرجل الذي جاء إلى عيادتي بالأمس وأبدى إعجابه بي
أقول لها: مع مرور الزمن سوف يتناقص عدد الرجال الذين يبدون اعجابهم بك، ولكن إطمئني، سيبقى هناك رجل لن يتوقف أبدآ عن ذلك مهما طال الزمن
هل تعرفين من هو ذلك العاشق الأبدي؟
عندها تنهار دفاعاتها وترتمي علي وتعانقني
أشعر بالسعادة لأنني حصلت أخيرآ على الرحيق الذي كنت أبحث عنه، حصلت على زهرتي السحرية
ليس سهلآ الحصول على رحيق الأزهار
ليس سهلآ الحصول على غذاء الملكات
كم أشفق على الرجل الذي لا يعرف كيف يجني رحيق زوجته

لو لم أكن رجلآ لتمنيت أن أكون إمرأة
ليس سهلآ قول ذلك في مجتمع ذكوري ينظر إلى المرأة نظرة دونية، وأعرف أن البعض قد يفهم من قولي أشياء أخرى، ولكن عندما يسألوني: إذا لم تكن رجلآ فماذا كنت تتمنى أن تكون؟ فإنهم يتوقعون أن يكون ردي: فراشة، نسر، أسد(أجاركم الله منه)
ولكني أفاجئهم بردي: لو لم أكن رجلآ، لتمنيت أن أكون إمرأة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع اخي العزيز نارت اسماعيل
مرثا فرنسيس ( 2012 / 2 / 14 - 19:15 )
همساتك رائعة اليوم استاذ
تفهم ورقة مشاعر واحتواء
اشعر بما تقول عن عيد الحب وشعوبنا البائسة التي نسيت طعم الابتسامة
ولكننا لن نكف عن الحب لأنه هو الحياة
تهنئتي لك ولزوجتك الجميلة بعيد الحب
محبتي وتقديري


2 - لن تستمر الحياة بلا حب وأنثى وذكر
الحكيم البابلي ( 2012 / 2 / 15 - 00:06 )
رائع أخي نارت
رائع وأكثر من رائع ، ولا تهتم لما يقوله بعض العكاريت من مَيِتي الشعور والإحساس ، ولا تُبالي بأفكارهم العفنة التي تعجز عن كتابة كلمة حب واحدة
المرأة كائن رائع بكل المواصفات ، ولا أعتقد الحياة كانت ستكون ذات قيمة حقيقية لو خلت من المرأة ، ثم ما الذي يُعاب في المرأة كي يخجل بعض السادة المحترمون من أن يكونوا أي شيئ إلا المرأة !؟
طيب ... أقترح عليهم أن يكونوا حماراً مثلاً ، أو نعجة ، أو خروفاً نطاحاً يعود لزريبة الراعي والرعية !! يا لبؤس بعض الرؤوس الخاوية أخي نارت
مبارك حبكما ، ومبارك من قام بتربيتكما ، ومبارك البيت الذي بينيتموه بالحب والفكر ، فبالحب سيبقى ويدوم ويزدهر ...... آمين
عيد حب سعيد لك ولنصفك الجميل يا جميل الروح والفكر والوجه
تحياتي


3 - ردود
نارت اسماعيل ( 2012 / 2 / 15 - 04:11 )
السيدة مرثا المحترمة، شكرآ لك يا أختي على كلماتك اللطيفة
نعم كما قلت أنت، الحب هو الحياة
علينا أن لاننساه حتى في أكثر الظروف توحشآ
شكرآ لك وكل عام وأنت وأسرتك بخير

أخي العزيز الحكيم ابابلي، أشكرك كثيرآ على كلماتك وأحاسيسك الصادقة والمعبرة، حقآ لن تكون للحياة قيمة حقيقية بدون المرأة
أتمنى لك ولزوجتك المحترمة ولكل أفراد الأسرة حياة كلها حب وفرح وكل عام وأنتم بخير


4 - الأستاذ نارت الجميل
ليندا كبرييل ( 2012 / 2 / 15 - 08:00 )
أخي المحترم
أرجوك عزيزي ألا تتمنى أن تكون إلا هذا الرجل الذي نعرفه ، فما أقلّ الرجال الذين هم بهذه الطوية النقية
كل واحد فينا يعبر عن طريقته في الحب بأسلوبه ، لكنك تستطيع أن تتلمس الصدق عندما ينهل من واقع الحب لا من أوهام الحب
وكلما اقترب الإنسان من واقع المحبوب كلما تفجرت ينابيع العطاء
وكلما سلّم عقله للأوهام والأحلام وجد نفسه يقف على أرض من الرمال المتحركة سرعان ما تبتلع السادرين في الوهم والخيال
أهنئك وأهنئ رفيقة عمرك وأتمنى لكما السعادة الدائمة ويا نيال وسعادة من تربيّان


5 - الأخت العزيزة ليندا
نارت اسماعيل ( 2012 / 2 / 15 - 10:02 )
كم أكره كلمة أستاذ، ويا ليتك تريحيني منها
أشكرك على تعليقك الجميل وأؤيدك تمامآ بأنه كلما اقترب الإنسان من واقع المحبوب كلما تفجرت ينابيع العطاء
وأرجو أن لاتجف ينابيع العطاء مع كل هذه المجازر الرهيبة التي يعاني منها أهلنا وأحبتنا في سوريا
أتمنى لك ولأسرتك كل الخير
تحياتي لك

اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب