الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمتنا المركزية اليوم: الثورة من جديد

بشير الحامدي

2012 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



يوما بعد يوم يتأكد أن لا شيء قد تغير في تونس بعد 14 جانفي 2011 . يوما بعد يوم يتأكد أن المطلوب كان ثورة تقلب الأمور جميعا. يوما بعد يوم يتأكد أن ثورة الحرية والكرامة كانت تتطلب أن تكون قواها الفاعلة ومنذ 17 ديسمبر 2010 أكثر وضوحا وأكثر تنظما وأكثر إصرارا. يوما بعد يوم يتأكد أن نهج الثورة يختلف عن نهج الإصلاح وأن لا انتصار في الثورات دون مراكمة شروط الانتصار منذ انطلاق الفعل الثوري. يوما بعد يوم تتأكد الصرخات التي دوت بها أصوات وحناجر كل الثوريين على امتداد التاريخ من سبارتكيس إلى سان جوست إلى ثوار الكومونة إلى دانتون إلى جيفارا إلى آخر شهيد ثائر [ لا تحفروا قبوركم بأيديكم. متى بدأتم بالفعل الثوري لا تتراجعوا. اعملوا بأشد الحزم. بادروا للهجوم دائما. الدفاع زمن الثورة فعل موت. مصيركم ومصير الثورة الهلاك إن أخذتم موقف الدفاع الدائم. الثورة تتطلب انتصارات جديدة دوما وإن صغيرة. الرضاء بالمنجز والوقوف عنده زمن الثورة يطيح بالثورة لصالح أعادائها. قد يخفت الصراع وقد تنقلب موازين القوى في طور من أطوار السيرورة الثورية ولكن لا تسلموا بان ذلك وضعا أبديا ودائما لأن مهمتكم هي بالضبط قلب ذلك الوضع . لا تركنوا للمساومات. لا تتوقفوا عند أي مكسب جزئي. لا تتوقفوا ولا تلتفتوا للوراء إلا من أجل السير خطوة إلى الأمام. تسلحوا بما أمكن لأن أعداءكم لا يعوزهم السلاح. أعلنوا مبادئكم ومشروعكم الثوري دون تردد. حطموا السلطة التي استعبدتكم ولا تبقوا على أي خلية منها. لا تستهينوا ببقاياها الكامنة. استولوا على البنوك. حلوا أجهزة القمع ووزعوا سلاحها على الجماهير. لا ثورة بدون سلاح ولا انتصار وقوى الثورة المضادة مسلحة. الجرأة ،الجرأة أيضا . الجرأة دوما]
وكما تأكد أن لا شيء تغير لغياب كل ما ذكرنا يتأكد كذلك يوما بعد يوم أن لا شيء حسم بشكل نهائي، فالأوضاع اليوم بعد 14 شهرا من حادثة حرق البوعزيزي لجسده أسوء مما كانت عليه.
فدائرة الفقر والتهميش توسعت. والبطالة ارتفعت نسبها. والقدرة الشرائية للجماهير ازدادت تدهورا والخدمات العمومية ساءت أكثر مما كانت عليه. وهو وضع ولئن يتعامل معه المواطن المسحوق اليوم من موقع أنه استثنائي ويتحمل وطأته ويقبله فإنه سيرفضه لما تتوضح له الرؤية ويعي أن ما كان يعتقده استثنائيا ما هو إلا وهم وسراب وأنه كان ضحية لعبة سياسية للثالوث الحاكم ولكل الأحزاب التي باعت الثورة بانتخابات التفافية هندس لها الأمريكان وبقايا نظام بن علي ومولتها دوائر مشبوهة وقتها سيتحرك المارد ويخرج من قمقمه ليحطم كل شيء ويكشف الأكذوبة أكذوبة الجنة الموعودة التي حملته إلى وضع حزب النهضة والماسكين بتلابيبه في السلطة.
هكذا نرى أن لا شيء تحقق وأن لا شيء حسم وأننا لفي طور من أطوار السيرورة الثورية لاشك سيضعنا من جديد في المربع الأول للثورة. فهل سنستخلص ومن الآن الدرس،درس الاستقلالية عن الليبراليين والإصلاحيين والإنتهازيين والاستناد للجماهير والعمل في صلبها ومعها من أجل الثورة وليس من أجل الإصلاحات. إن الدرس يتطلب منا كما ذكرت أن نستحضر صرخات الثوار من سبارتكيس إلى سان جوست إلى ثوار الكومونة إلى دانتون إلى جيفارا إلى آخر شهيد ثائر. إنه وقت إدراك ذلك لنواجه في معركتنا القادمة في ظل شروط أفضل. هذا ما يجب أن ننكب عليه اليوم مع كل الثوريين الحقيقيين الذين لا رهان لهم غير رهان :ننتصر أو نموت.
مهداة لأم جيفارا
ـــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. جهود أميركية لخفض التصعيد | #غرفة_الأخبا


.. مساع مكثفة سعيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل قتلت لونا الشبل؟


.. بعد المناظرة.. أداء بايدن يقلق ممولي حملته الانتخابية | #غرف




.. إسرائيل تتعلم الدرس من غزة وتخزن السلاح استعدادا للحرب مع حز