الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أحب.. إذن أنا إنسان

أحمد عبد العزيز

2012 / 2 / 15
الادب والفن


بالحب نحيا، بالحب نمضي بعيداً، لا يتركنا الحب، يظل يطاردنا أينما نذهب.. الحب سمة إنسانية أصيلة، لا حياة بلا حب، ولا تقدم بلا حب.. الحب هو الأصل، هو السحر الذي يزيل العوائق والصعوبات، هو الابتسامة التي تضيء الوجوه، هو الأمل المتجدد الذي لا ينتهي.

حاجتنا للحب أولوية، لا غنى لنا عنه، ليس اختراعاً نبحث عنه، أو نطلب استيراده، بل تلك المشاعر الكامنة بداخلنا التي لا يمكن رؤيتها أو تدوينها أو حسابها، فقط يمكننا أن نستثمرها، نعيش الحياة بحب، نعمل بحب، نتعلم بحب، نختلف بحب؛ فقط نضغط على زر الحب.

لطالما كان الصراع العرقي في المجتمعات دافعاً لاندلاع حروب لم تنتهِ؛ تنتشر الكراهية والحقد، ومن ثم الغضب، ثم القتال، وسفك الدماء، وفي النهاية يخسر الجميع، يُقتل البعض بأيدي إخوانهم، ويبقى البعض حياً بقلب ميت، يبقى ويداه ملوثتان بدماء ستبقى تؤرقه، وتبدو له أشباحاً تأتيه كل حين لتسأله: بأي حق فعلت هذا؟

ما تحتاجه المجتمعات دوماً هو الحب، أن يعيش الجميع في حب، أن يكون الحب هو ما يتلاقى عنده الجميع، ليسوا بحاجة لأن يكونوا على نفس الشاكلة والمنهج، لكنهم بحاجة لأن يعيشوا في حب، المصير واحد، الهدف واحد، الحلم واحد، الأمل واحد، فليكن الحب ما يوحدهم.

لنفتح نوافذ قلوبنا للحب، لنترك الحب يطوف بيننا، يمر بقلب هذا، ويخرج ليلتقي بقلب ذاك، ويمارس طقوسه في لم شمل الجميع، وفي تنمية إنسانيتنا، ليصبح كل واحد منا إنساناً، يشعر بغيره، يحب الجميع، الحب هو القيمة الكبرى التي تنبعث منها العديد من القيم، الحب هو العدل، الحب هو الخير، الحب هو الحق، الحب هو الجمال، الحب هو الحرية؛ الحب هو الحياة، الحياة تحوي بين جدرانها مليارات البشر، والحب يسري بينهم، من أراده فليمسك به، ومن تركه فليعش بلا حب، وعليه أن يستعد جيداً لموجات الكراهية التي ستعلو وترتفع، وقد تغرقه مرات ومرات، إلى أن تحمله موجات الحب لتلقي به على شاطىء الحب الذي لا يحمل على كفيه إلا المحبين الذين آمنوا بالحب، وتخلصوا من الخطايا والآثام التي زرعتها الكراهية في نفوسهم، وتبرأوا منها، وعادوا تائبين، محبين، راضين؛ رضوا بأن يعيشوا في سلام آمنين.

الحب يختلط بالهواء الذي نتنفسه، والكراهية تسعى لتفسده، الهواء يصل إلى الجميع سواءاً بسواء، فيستنشق المرء الهواء النقي، ويطرد ما لا يلزمه من الهواء، ويفتح قلبه للحب أو للكراهية، بالطبع لن يجتمعا سوياً وهما المتنافران، أحدهما يدخل القلب مع ما يستنشقه المرء من هواء، والآخر يخرج مع ما لا يلزمه من هواء؛ لنبدأ مع الحب عاماً جديداً محملاً بالأمل والسعادة والحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07