الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالرياضة تنهض الأمم

بشير ناظر حميد

2012 / 2 / 15
عالم الرياضة


بعيداً عن السياسة وأزماتها المستمرة في بلدي العراق، وبعيداً عن مجال تخصصي العام، وكمتابع رياضي منذ الصغر، فقد استنهضتني روحي الرياضية عندما كنت أتابع من على شاشة قناة الكأس والدوري الاحتفال باليوم الرياضي لدولة قطر، واستذكرت الرياضة في مجتمعنا العراقي والتي تعد اليوم هي المتنفس الوحيد لأبناء المجتمع العراقي، وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع دولة قطر فيما يتعلق بسياستها الخارجية اتجاه البلدان العربية، إلا أنها تعد نموذج رياضي وإعلامي لا بد من الوقوف عنده، مع إيماني إن الأمم تنهض من خلال هذا الجانبين. فبعد الثورة الإعلامية ومن بعدها الرياضية تعد قطر اليوم من البلدان العالمية في هذا المجال، وبالأمس تعلن قطر إن كل يوم ثلاثاء من الأسبوع الأول من شهر فبراير من كل سنة يعتبر عطلة رسمية بمناسبة اليوم الرياضي للدولة. وبعيداً عن المقارنات بين بلدي العراق وقطر من خلال المساحة وعدد السكان والعمق التاريخي، فأننا اليوم نعيش في عصور رياضية مظلمة وإعلامية كذلك. هذا هو المنتخب الاولمبي يخرج من حلم الوصول إلى عاصمة الضباب بسبب أخطاء إدارية يرتكبها أصحابها وهم غير واعين لما يرتكبون، بغض النظر عن المشاكل التي تعصف باتحاد كرة القدم بين جماعة فلان وفلان كما تسمى اليوم في قاموس الاتحادات العراقية(صراع مصلحي بين الجماعات القديمة والجديدة وبعيداً كل البعد عن المهنية والروح الرياضية)، ودوري هو الأقل مستوى في المنطقة العربية، أو على الأقل بالنسبة للبلدان المجاورة للعراق. ناهيك عن المستوى الرديء الذي ظهرت به اتحادات كثيرة منها اتحاد السلة واليد والسباحة وغيرها في منافسات الدورة العربية التي أقيمت مؤخراً في دولة قطر. وحال اتحاد الرماية وما تعصف به من مشاكل لا يسر السامع المهني ولا حتى المسئول الرياضي في وزارة الشباب الموقرة، فبيع الذخيرة على اللاعبين يتم من خلال بائعة الشاي، أو من خلال الإداريين والمدربين، وبأسعار لا تصدق بالنسبة لسعرها الرسمي الموجود في الأسواق العراقية(شارع الرشيد)،( تخيل عندما يكون التاجر هو الحاكم فستكون جميع سلطاته مسخرة لإدارة تجارته) وكذلك ما موجود به من صراعات تكون في الغالب عائلية، لأن اغلب المتسلطين على هذا الاتحاد جلبوا جميع ابناهم وبناتهم كلاعبين وهم إما إداريين أو مدربين أو حكام( لك أنت إن تتخيل الأب هو الحكم على الابن). هذا هو حال الرياضة في العراق. فما يحدث في اتحاد الرماية هو نفسه قد يكون في جميع الاتحادات الرياضية الأخرى، وبهذا سوف تكون الكثير من المواهب الرياضية التي لا تملك لها احد في مجالها الرياضي في خبر كان. مع إيماني بوجود أشخاص أكفاء ويشهد لهم بالنزاهة في الكثير من الاتحادات العراقية ومنها ما موجود في اتحاد الرماية، ولكن الكثرة غلبت الشجعان. اليوم نحن بحاجة إلى ثورة رياضية وعلى جميع القطاعات، على الأشخاص البراغماتيين والذين لا يفقهون في الرياضة شيء، سوا الايفادات والسفرات والاختلاسات نتيجة لوجودهم في أماكن لا يستحقونها، نحن بحاجة إلى يوم رياضي للدولة العراقية، وبحاجة إلى اتحادات فعاله ونزيهة، وبحاجة إلى أندية رياضية مهنية، وبحاجة إلى صحفي رياضي لا يعرف قلمه المجاملات، وبحاجة إلى نهضة رياضية، والاهم من ذلك بحاجة إلى نعترف بأن الوسط الرياضي يعاني من مشاكل كثيرة وصراعات شخصية وغير مهنية ولا حتى رياضية. وكمتابع أرى لا ضير من السير على هدي بعض الدول والاقتداء بتجاربها، فالحضارة الإنسانية المعاصرة حضارة كونية، والباب مفتوح إمام الجميع ليسهم فيها، ومفتوح بالقدر نفسه إمام كل طرف ليفيد منها، وأؤكد انه مفتوح أيضا لمن يريد إن ينشق عنها، ويلقيها وراء ظهره ويتجاهلها، وكذلك الركود ممكن، والتخلف مباح، ولكن الجهاد من اجل مستقبل أفضل لمجتمعنا، يفيد من تجارب البشر الآخرين هو ميدان التضحية الحقيقية. وما تملكه قطر قد يكون قطره في بحر من ما يملكه العراق من رأس مال بشري واقتصادي واجتماعي وسياسي، إليكم هذا يا وزارة الشباب والرياضة وانتم على مشارف انتخابات الاندية مع إيماني بأنكم الأقدر لحل مشكلات الرياضة في العراق والمضي بها إلى الإمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نصائح جميله يا ريت تتحقق
ابو عبد الله ( 2012 / 2 / 20 - 15:59 )
حقا دكتور بشير .. وازيد ..العقل السليم بالجسم السليم بل الوطن السليم بالشباب السليم
تحياتي لمحبي العراق وانت واحد منهم


2 - صراع مصلحي
زياد العتابي ( 2012 / 2 / 22 - 13:23 )
نعم لك حق عزيزي الكاتب فيما قلته، فجميع اتحادتنا الرياضية عبارة عن جماعات وتجمعات وتكتلات ، جماعة فلان ضد جماعة فلان، علماً ان فلان وفلان هم اشخاص معروفين في الاتحادات العراقية ويتم الصرف المالي والسفرات والامتيازات بناءاً على مقررات الجماعة الاقوى وبعيداً كل البعد عن الروح الرياضية والمهنية، ولهذا اليوم وفي ظل هذه الجماعات لا اعتقد يتم اصلاح وضع الرياضة العراقية، دمت أخي العزيز وأسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي


3 - اليوم الرياضي للدولة العراقي
مصطفى التميمي ( 2012 / 2 / 22 - 17:51 )
نحن بحاجة حقيقية الى يوم رياضي للدولة العراقية لأن الرياضة اليوم هي المتنفس الوحيد للشعب العراقي وبالنسبة لهذه الجماعات لا بد من ان يأتي يوم وتكون الروح الرياضية هي الغالبه ويذهب هؤلاء الفاسدين الى مزبلة التاريخ ان شاء الله

اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة