الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرعية للميدان .. ولا إقصاء للبرلمان

حسين عبد المعبود

2012 / 2 / 15
حقوق الانسان


الشرعية للميدان .. ولا إقصاء للبرلمان
كثر الجدل حول شرعية الميدان وشرعية البرلمان ، فالبعض يرى أن الشرعية الحقيقية للميدان ، والبعض الأخر خاصة التيار الديني : أقصد الإخوان والسلفيين ( باستثناء بعض الشباب منهم ) يرى أن الشرعية للبرلمان باعتباره المؤسسة الوحيدة المنتخبة والمعبرة عن إرادة الشعب من خلال أول انتخابات صحيحة وحرة ونزيهة لم تشهدها مصر منذ عشرات السنين ، وبمجرد الدعوة لانعقاد البرلمان لم يعد هناك شرعية لأحد : فرد كان أو جماعة أو حركة ، وأصبح البرلمان هو الجهة الوحيدة صاحبة الشرعية الحقيقية والوحيدة ، وعلى كل القوى أن تذهب ، وعلى ثوار ميدان التحرير وثوار كل ميادين التحرير في مصر أن يعودوا إلى منازلهم وأعمالهم ويتركوا الفرصة للبرلمان ، فلم يعد لوجودهم مبرر ، ولا شرعية لوجودهم بالميدان فدورهم قد انتهى . فلنناقش ذلك بهدوء وروية دون استعلاء أو إقصاء لأحد ولا إقصاء للبرلمان .
هل هناك خلاف على أنه لولا ثورة 25 يناير التي فجرها الثوار ما كان هناك برلمان ؟ الأمر في ذلك محسوم ومقطوع به ولا جدال ، فلولا الثوار ما سقط حسني مبارك ، وما حكم بحل الحزن الوطني ، وما تم حل مجلسي الشعب والشورى ، ولظل برلمان : عز وسرور ، وجمال وسوزان جاسما على صدورنا ، وما كان هناك : د / الكتاتني ولا د / العريان ورفاقهما ، ولا د / أشرف ثابت ورفاقه ، ولا صرح لأي من الفصيلين بالظهور العلني وتشكيل الأحزاب ذات المرجعية الدينية ، ولظل رجال تيار الإخوان ورجال التيار السلفي مضطهدين يعملان بلا شرعية .
هل نسي هؤلاء أنه كان ينكل بهم ؟ ظلما وطغيانا ، وحبسا وتعذيبا ولم يخلصهم من ذلك إلا هؤلاء الثوار ، نسينا أن جماعة الإخوان كان يطلق عليها ( المحظورة ) ونوابهم كان يطلق عليهم نواب ( المحظورة ) ؟ أما التيار السلفي فلم يكن له وجود على الساحة السياسية ، وأدنى درجات الوفاء أن نحفظ لهؤلاء الثوار الجميل بلا جحود ولا نكران لدورهم ، ولا مانع أبدا أن يمارس البرلمان دوره التشريعي ، ودوره الرقابي من خلال شرعيته المستمدة من الشعب صاحب الشرعية الأصيلة ، وصاحب الميدان ، وأبو الثوار .
أما عن الانتخابات ونزاهتها فذلك مجال أخر ، فحديثنا عنها سوف يطول لا تشكيكا في نتيجة الصندوق الانتخابي ، ولا بطلانا لعضوية أي منهم ، ولكن لأننا نرى أنها انتخابات صحيحة ، وليست نزيهة ، وليست حرة بسبب تواطؤ العسكري وحمايته للفلول واحتضانه للإخوان منذ اللحظة الأولى ، وتقسيم الدوائر الانتخابية بطريقة لا تسمح بتكافؤ الفرص وصعوبة المنافسة لأنها من الاتساع بحيث لا يستطيع المنافسة إلا من يمتلك قدرة مالية كبيرة ، أما المرشح الذي لا يمتلك أموالا طائلة فلن يستطيع المنافسة وإن كان صالحا ، بالإضافة للانتهاكات التي تمت أثناء العملية الانتخابية والتي لم يتم التصرف بشأنها حتى هذه اللحظة ، وعدم وجود دستور ، وتخبط العسكري في إدارة أمور البلاد مما أعطى الفرصة لنزلاء طرة ، والفلول داخل النظام وخارجه ( الطرف الثالث أو اللهو الخفي ) من إعادة ترتيب أوضاعهم مما زاد الأمر ارتباكا أدى إلى الانفلات والفوضى التي تسببت في المزيد من الشهداء مما جعل الكثير يسعى طلبا لحالة من الاستقرار ، واستغل العسكري هذه الحالة ليوجهها حسبما يريد .
وإذا نظرنا إلى هؤلاء نجد أن الإخوان لم يشاركوا في بدايات الثورة باستثناء البعض منهم ، والبعض من السلفيين ، ومن شارك منهم شارك بشكل فردي ، لا جماعي ، بل شارك الإخوان كجماعة يوم 28 يناير وبعد أن تأكدوا أنها ثورة حقيقية لا انتفاضة ، وأن النظام تهاوى ولم يعد له قدرة على الصمود ، وتركوا الميدان عقب التنحي مباشرة ،أما السلفيون فكانت مشاركتهم متأخرة جدا ، وبعد أن أصبحت الثورة حقيقة واقعة منقلبون بذلك على قناعتهم الثابتة بعدم الخروج على الحاكم ، وكلنا يعلم فتاوى مشايخهم بعدم الخروج على الحاكم ( وإن جلد ظهرك ، وأخذ مالك ، وقتل ولدك ، وهتك عرضك ) .
أما قولهم بأنهم قد حازوا على ثقة الشعب بأغلبية تفوق أغلبية الميدان وأن عدد الموجودين بالميادين لا يمكن أن يكون معبرا عن الشعب الذي أعطاهم ثقته ، فبحسبة بسيطة نستطيع أن نعرف من صاحب الأغلبية الحقيقية :
أولا : عدد : من أدلوا بأصواتهم في المرحلة الأولى 10.634.076 ناخبا وناخبة من أصل 17.522.583 ناخبا وناخبة ، ومن أدلوا بأصواتهم في المرحلة الثانية 7.489.191 ناخبا وناخبة ، من أصل 17.383.177 ناخبا وناخبة ، ومن أدوا بأصواتهم في المرحلة الثالثة 8.656.657 ناخبا وناخبة ، من أصل 14.039.300 ناخبا وناخبة ، أي أن جملة من أدلوا بأصواتهم في الثلاث مراحل 26.779.924 ناخبا وناخبة .
ثانيا : وعلى افتراض حصول الإخوان والسلفيين على نسبة 65 % من جملة الأصوات وهي نسبة لايمكن بأي حال من الأحوال أن يتجاوزوها ، يكون إجمالي الأصوات التي حصلوا عليها حوالي 17 مليون ، على افتراض أن كل الأصوات صحيحة ولا توجد أصوات باطلة ، أي أن للإخوان من 11 إلى 12 مليون صوت ، وللسلفيين من 4 إلى 5 مليون صوت ، فكيف لأي منهما أن بدعي أنه صاحب الأغلبية التي تعطيه الشرعية الوحيدة مقارنة بشرعية الميدان التي زادت عن 22 مليون في كل ميادين التحرير في مصر ، دون النظر إلى مؤيديهم ومن حالت ظروفهم دون النزول إلى الميدان .
وإذا سلمنا جدلا بأن شرعية البرلمان هي الشرعية الوحيدة ، ولا شرعية للثوار حسب ما يزعمون ، فعلى هؤلاء الأعضاء أن يذهبوا إلى بيوتهم وليذهب برلمانهم هذا ليعود برلمان عز وسرور الذي أسقطته شرعية الثوار ، فشرعية الثوار هي التي أسقطت هذا وأتت بهذا ، وما دام هؤلاء لا يعترفون بالثوار وشرعيتهم فمنطقهم يقضي ببطلان برلمانهم الذي أتى على أنقاض مجلس العز والسرور الذي أسقط بفعل الثوار فاقدي الشرعية ، فكيف نقبل بشرعية الثوار هناك ، ولا نقبل بشرعيتهم هنا ، وليعود مبارك ، وكأنك يا أبو زيد... ما غزيت !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر