الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسكرة العراق من جديد

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2012 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تتعالى بين الفينة والاخرى نداءات مختلفة النوايا والدوافع حول بناء جيش قوي وتسليحه بارقى انواع الاسلحة... واعتقد انني قد مسكت يوما لاحدهم وهو يكاد ان يقول ( جيش قوي ومبني بناءا عقا.......) لكنه تدارك الامر بسرعة تفوق سرعة البرق لكي لايُشمل بالاجتثاث وغيّر نداءه الى( قوي يستطيع حماية الحدود ويأمِّن البلاد من الاخطار الخارجية.. ويقف بوجه التحديات الكثيرة التي تواجه العراق...لان العراق يمر بمرحلة صعبة ويتعرض لأجندات خارجية ) انا في الحقيقة لا اعرف عن اية اجندات يتكلم هذا السياسي الذي تبوأ موقعه خطأ لن يغفره التاريخ لمن اودى به في هذا المكان القيم الذي لايتسع امثاله السيئيين الذين لايعرفون سوى الازمات مدعاة لحياتهم..وهو بتعبير اخر عيش على اكتاف الاخرين...
لو تمعنا قليلا فيما قال جزءا جزءا...قوي.. لمن؟ من اجل ماذا يريد تلك القوة ؟ هل مازال هناك من يفكر بان يجتاح الكويت ثانية او يفكر بدخول حرب مع ايران مثلا ؟؟ لا ادري !! ولماذا هذا الاستغراب ؟ ربما ! نعم لان العقليات العفنة التي اودت بهذا البلد الى الحضيض واودت بالالاف من شبابه الى محارق ومهالك لا طائلة منها ولا جدوى من ورائها سوى الدمار والخراب والرجوع الى الوراء في حين كان الاخرون يتقدمون علينا كثيرا كثيرا... الهذا يريد هذا النكرة هذا السياسي الخطا جيشا قويا؟!
التحديات !! اية تحديات يقصدها...اتمنى على اولئك الانصاف من الرجال ان يسترسلوا في تصريحاتهم ويكونوا اكثر دقة بحيث افهم انا المواطن البسيط المسكين اية تحديات؟ واذا كانت هناك وهو الادرى من الاخرين بها ..اذن لماذا لايطرحها على البرلمان لكي يرفع الاخير بدوره شكوى الى المراجع الدولية او يجري متابعة الامر وحله بالطرق الدبلوماسية وان نحكم العقل ولو مرة لكي اشعر قبل ان ارحل عن هذه الدنيا انني في بلد متحضر كما عباد الله في اصقاع الدنيا!!...
أجندات !! اموت وفي نفسي شيء من اجندة ! تلك الكلمة التي لم ار لحد الان سياسيا واحدا استخدمها ايجابيا ، ولهذا فهي كلمة سيئة وكما كتبت في احد مقالاتي والله اعلم استطيع ان اجزم انها فعلا اسوأ كلمة في اللغة العربية..لقد جلبت لنا هذه الكلمة ويلات منذ 2003 ولحد الان..واعتقد ان كثيرا ممن يستخدمها يطلقها فضفاضة تملأ فمه العفن لكي يصور لنفسه انه اهلا لما يتبوأ من مكانة.. وبطبيعة الحال يرادف هذه الكلمة دائما كلمة خارجية..وانا هنا اتسائل عن الخارجية...وبابسط عبارات التحليل نقول : الخارجية لايمكن ان يكون القصد منها دولة غير ملتصقة بالعراق.. وهذا امر غاية في البساطة...لنبدأ : تركيا ؟ سوريا ؟ الاردن ؟ السعودية ؟ الكويت ؟ ايران؟ مَن من هؤلاء يريد ان يهجم على العراق ويريد ان يحتله مثلا؟ انا اعتقد ان الوضع الدولي اليوم لايسمح بمثل تلك التجاوزات كما في السابق وان حصلت فهناك الكثير من المناخات والاجواء التي كانت تحكمها ظروف وواقع غير مايحكمنا الان وبهذا فلا خوف من هذه الناحية..اما التجاوزات الحدودية ان حصلت سواءا كانت مبررة او لم تكن.. فهذه امور تحصل بين الدول المتجاورة ويلجأ عندها الطرفان الى القنوات الدبلوماسية لحلها...واعتقد كذلك ان بعضا من السياسيين لايعرف لحد الان مفهوم لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للازمات ان حصلت... كلفتنا الرعونة فيما مضى مالايمكن تعويضه البتة..فهل هناك من عاقل يريد ان يجر البلد الى ما آلت اليه الانجرارت السابقة.. من يريد هكذا، ليس له مكانا في برلمان او في سياسة..وعليه التخلي لغيره لمن يفكر بابناء هذا البلد المدمر على الدوام .. نحن مع من يخطط لسنين ومن يشيد لسنين لا لمن يريد العودة الى مالاتحمد عقباه..
وانا من موقعي البسيط (مواطن) اتمنى ان يقرأ هؤلاء ما كتبت ويبحثوا لهم عن مادة اخرى غير تلك التي ذكرنا اعلاه لكي يجتروا بها الى ان يرث الكرسي وارث جديد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العسكرة لا للدفاع عن بل لنهب الوطن
صادق البلادي ( 2012 / 2 / 16 - 00:11 )
الجيش العراقي بكل تاريخه كان عونا للطغم الحاكمة ضد الشعب، وأضاف له حكم البعث مهمة الغزو والإحتلال. ولكنه عندما صارفعلا أمام تحقيق الدفاع عن الوطن شلّح خاكيه، كما شلح أقرانهم الآخرون الزيتوني وهربوا مختبئين، وكانوا محقين فلم يبق من وطن. العمل الوطني الوحيد في تاريخه هوالقيام بإنقلاب 14 تموز1958الذي نجح وتحول الى ثورة بفضل جبهة الإتحاد الوطني. غير أن إنهيار الجبهة وتمسك الذهنية العسكرية بالحكم أتاح للبعث الفاشي إستخدام الجيش لضرب ثورة تموز، ولم يدافع عنها سوى الجماهير المحبة لقاسم وبقيادة الحزب الشيوعي العراقي
ومنذ الخطيئة الكبيرة ، خطيئة إعادة الجيش، ولن يحتاجه العراق لسنوات قادمة إلا لمساندة
قوات الأمن الداخلي لفرض الأمن وتحقيق الأمان.، كم من مئات الملايين من الدولارات أهدرت بحجة إعادة تسليح الجيش، وكم منها نهبت وراحت رشاوى؟ أين البدران؟
الأهم من دعوة هؤلاء الساسة لقراءة مثل هذا المقال أن نستثير المثقفين للعمل ضد العسكرة، وسنوات الحرب والحصارينبغي أن تكون كافية لجعل المثقف ضد الحرب ، الموقف الذي يتطلب بالأساس الوقوف ضد العسكرة، والإلتزام بالدستورالداعي لـحل النـزاعات بالوسائل السلمية.

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا