الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد السواد سواد!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2012 / 2 / 15
كتابات ساخرة



بالأمس، بينما كنت أواصل قراءة أحد كتب التراجم، قرأت هذا المثل الفارسي: "ليس بعد السواد سواد"!
لم أكد اتجاوز هذه الكلمات، حتى لمسني روح "كولمبسيّة" استكشافيّة، فأخذت على عاتقي مهمة البحث عن السواد فيما وراء السواد!
وجاءتني خواطري، تتبختر بالاسود في اسود، تذكرني :
بعبارة: "ياخبر اسود"، التي يطلقها من اتاه نبأ سيء!
وبعبارة: "سأجعل نهارك أسود من قرن الخروب"، التي يصرخ بها كل غاضب موتور!
وإذ بدأت أفكر في كيف يرى هؤلاء: الخبر أسوداً، والنهار أسوداً، بل وكيف يصنعون سواداً أكثر من لون الخروب، حتى ادركتني ذات الرداء الاسود، قائلة: هذا ليس موضوعنا!
نعم، أنه هو:
كيس الاعدام الاسود، الذي طوح برؤوس كثير من ابناء الوطن الشرفاء؛ لتستقر اجسادهم في سواد ظلام القبر!
والجزء الأسود في علم بلادي، الذي وُضع اساساً؛ للتذكير بما وصفوه بالعهد البائد السيء قبل يوليو1952، فاذا بهذا السواد جاء بعده سواداً أكثر من سواده!
وآه من الكيس الأسود، الذي يستخدمه التاجر بحرفيّة؛ فيضع لي فيه الكثير من الثمر الرديء مع القليل من الثمر الجيد، فيسوّد وجهي أمام أهل بيتي!
ألا يكفي هذا؛ لصناعة مثل جديد، يقول: "ان بعد السواد سواد"؟!...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي التونسي سليم عبيدة: -قضايا انسانية ،فكرة مشروعي الج


.. الفنان بانكسي يفاجىء جمهور فرقة موسيقية بإلقاء قارب مطاطي عل




.. كاظم الساهر: الجمهور المصرى راق وحفلى كان بمثابة -عرس


.. العراق. أيام التراث الموصلي مهرجان لنشر تقاليد وثقافة الموصل




.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا