الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدوار الرابع ( دوار المعلمين )

عمر قاسم أسعد

2012 / 2 / 15
الحركة العمالية والنقابية


بدء حراك المعلمين يأخذ منحى أخر من التصعيد ، وبدأت وتيرة الحراك من خلال إتباع آلية جديدة لإيصال رسالة لرئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بشكل خاص ، بأن المعلمين ليسوا الحلقة الأضعف ولن يكونوا بعد اليوم المطية التي يحاول المتسلقون الصعود على أكتافهم .

في الدوار الرابع ــ أو كما أطلق عليه المعتصمون (( دوار المعلم )) كانت وقفة الرجولة ، وقفة الكرامة والعز ، وقفة المظلوم المقهور الذي انتفض على نفسه ومسح غبار السنين التي تثقل كاهله ، انتفض على نفسه وأعلنها للجميع أن المعلم هو الرقم الصعب في معادلات وأرقام الحكومة ، وأنه رقم لا يقبل القسمة على مسائل الحكومة ،
أعلنها المعلمون وقفة فقدان الثقة برئيس الحكومة ووزير التربية وتم الإعلان صراحة بوجوب رحيل الحكومة ، وهتفت الحناجر ( إرحل ، إرحل ، إرحل ) .
جماهير المعلمين ومن كل أرجاء الوطن الغالي تسارعوا لتلبية نداء القهر والجوع والظلم ، تنادوا من كل حدب وصوب ، تجمعهم أواصر المحبة والانتماء لتراب الوطن وتجمعهم كلمة ( لا للظلم ، نعم لاسترداد الحقوق ) .

اعتصام ولا أروع وقد اختلطت فيه مشاعر المعلمين وامتزجت بدموعهم .
اعتصام ولا أجمل من منظر توحدت فيه جماهير المعلمين مع مناصريهم .
اعتصام ولا أقوى من حناجر صرخت مطالبة بالحق .
اعتصام ولا أرقى من تنظيم على أعلى المستويات .
اعتصام بلا مزايدات في عشق تراب هذا الوطن .

لأول مرة في تاريخ حراك الشعب الأردني يتجاوز العدد أكثر من خمسة عشر ألف معلم ، أكثر من خمسة عشر ألف قلب وروح انصهرت في قلب وروح واحدة ، هي قلب وروح المعلم الإنسان ، المعلم السيد ، المعلم الأب والأخ .

يهتفون بلسان واحد لتسقط حكومة لا تقدر معلميها . فهل وصلت الرسالة ؟؟؟

هي حقيقة ثابتة لا مجال للشك فيها . المعلمون قرروا ولا عودة عن قرارهم ، ولتتكسر كل الأقلام الصفراء ولتخرس كل الألسنة المزايدة على المعلمين الذين سطروا أروع الأمثلة في الانتماء لهذا الوطن الغالي عندما قاموا بحملة نظافة مكان اعتصامهم ، وشمروا عن سواعدهم المعطاءة وأعادوا إلى الدوار بريقه وألقه الزاهي أفضل مما كان .
فماذا تنتظر حكومة قد هضمت حق المعلم ؟
آن الأوان أن تعترف الحكومة بأنها أخطأت بحق المعلم وأن تعيد صياغة خطابها باتجاه المعلم ، لا أحد من المعلمين يتمنى أن يستمر الإضراب ، ولا أحد من المعلمين يتمنى أن يصل الأمر إلى مستقبل يؤدي بنا جميعا إلى هاوية .

يكفى أن حراك المعلمين ـ لغاية هذه اللحظة ــ هو حراك مطلبي ، ونتمنى جميعا أن لا تكون الحكومة سببا في انحراف الحراك ــ إلى ما يتمناه ألبعض ــ من حراك مطلبي إلى حراك سياسي .

أعتقد أن الحل قادم لا محالة ، ويجب أن يكون حلا توافقيا يلبي تطلعات المعلمين ،
ليبدأ الجميع عهد جديد بثقة وتفاؤل للمستقبل الذي ينتظرنا ، وسيبقى المعلمون كما هم شموع تحترق لتنير ملامح مرحلة جديدة .
وسيبقى المعلمون رافعي رؤوسهم بعزة وكرامة لأنهم جبلوا من تراب الأردن ،
وسيبقى (( دوار المعلم )) عنوانا محفورا في ذاكرة كل معلمي الوطن لأنه احتضن الجميع وصهرهم كوحدة واحدة تهتف لكرامة المعلم وعزة وطن المعلم ،
وننتظر جميعا الغد المشرق لبناء هذا الوطن الذي سيكون أكثر إشراقا

عمر قاسم أسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما انعكاسات البطالة في قطاع غزة؟


.. إضراب شامل في جنين حدادا على اغتيال القيادي إسلام خمايسي




.. حتى تحقيق مطالبهم كافة.. طلاب في جامعة غينت البلجيكية يواصلو


.. شركة ميكروسوفت تطلب من موظفيها العاملين في الذكاء الاصطناعي




.. محامون ينفذون إضرابا عاما أمام المحكمة الابتدائية في تونس ال