الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهجير وسنينه

مجدي جورج

2012 / 2 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


التهجير وسنينه
يخطئ كل من يظن ان تهجير الاقباط من بيوتهم ومن قراهم ومن موطنهم هو وليد هذه اللحظات . فعملية تهجير الاقباط من قراهم ومن مساكنهم مارسها العرب القادمون من شبه الجزيرة العربية ضد الاقباط عندما طردوهم من بيوتهم ومزارعهم واستوطنوا فيها والتاريخ خير شاهد علي ذلك  . ولكن وحتي لانكون  كمن يجلس مجترا احزانه وباكيا علي الماضي السحيق الذي غفرناه لأخوتنا وإشقائنا عن طيب خاطر فإننا نقول ونذكر بان هذه الممارسات لم تنقطع أيضاً في العصر الحديث ففي بداية عصر عبد الناصر وبرغم تاريخه الناصع في مسائل كثيرة جدا الا ان سياسات التاميم  التي قام بها جارت اكثر علي اغنياء الاقباط اكثر من غيرهم فلم يجدوا مفرا من هذه السياسات الا الهجرة لبلاد الشتات وهذه كانت بداية سياسات تهجير الاقباط من أوطانهم حديثاً  .
اما عن  عهد السادات فهو كان قد تعهد بان تتم أسلمة أقباط مصر او جعلهم ماسحي أحذية او تهجيرهم من البلاد وممارسات اجهزة الدولة في عهد السادات كانت تصب في هذا الاتجاه فمورست سياسات عقابية تجاه المناطق ذات الكثافة القبطية فأهمل الصعيد بصفة عامة وأهملت التجمعات القبطية فيه بصفة خاصة فكنت تري ان اي مشروع تقيمه الدولة كبناء مستشفي او مدرسة او اقامة كوبري تحرم منه القري ذات الغالبية القبطية حتي وان كانت قري كبيرة ويعطي لعزب وقري صغيرة مجاورة وقد شاهدت هذا بأم عيني  . مما إدي الي قيام الاقباط بالهجرة الداخلية الي القاهرة والإسكندرية بحثا عن فرص العمل التي حرموا منها في الصعيد وكان هدف الدولة من ذلك خلخلة هذه التجمعات القبطية وإلقائها في تجمعات اكثر كثافة كي تذوب فيها تماماً كما كان يفعل ستالين مع شعوب الاتحاد السوفيتي وكما فعل صدام مع أكراد وشيعة العراق . 
وقد تفاقمت هذه الأوضاع في عهد مبارك الذي عقد صفقة مع الجماعات الإرهابية بان لا يمسوا الحكم ورموزه ولا السياحة في مقابل اطلاق يدهم للتعامل مع الاقباط فاذاقوا الاقباط الأمرين وفرضوا عليهم الجزية وقتلوا منهم ما قتلوا فهجر العديد من الاقباط مدنهم وقراهم  بحثا عن الأمن والأمان في هجرات داخلية وخارجية ( نفس هذه الممارسات تتم الان حيث قام وزير الداخلية بتغيير القيادات الأمنية في سيناء عندما تعددت بلاغات خطف السائحين ولكنه لم يفعل شئ للقيادات الأمنية بالمنيا واسيوط ونجع حمادي التي يخطف فيها الاقباط بشكل يومي ) ، ولم تكتفي اجهزة الدولة بذلك بل تواطات مع كل هؤلاء الإرهابيين ضد الاقباط فسويت القضايا في جلسات عرفية كان يتم فيها إذلال الاقباط وهم المعتدي عليهم ويرغموا علي قبول التصالح والتنازل عن حقوقهم وفي احيان كثيرة هجرت اسر قبطية بيوتها نتيجة هذه الممارسات .
قامت الثورة التي توسمنا فيها خيرا لايقاف هذه الماسي ولكن للأسف هذه الممارسات تعمقت اكثر واكثر لان يد الدولة اصبحت رخوة اكثر واكثر وتركت الشارع السلفيين وللرعاع وللبلطجية كي يقرروا مصير الناس . واصبح خطف الاقباط او ابتزازهم سبوبة ولقمة عيش سهلة للبعض فرأينا احدهم في قرية شربات بالعامرية يحاول ابتزاز صديقه الترزي المسيحي بطلب مبلغ من المال والا ادعي عليه بانه علي علاقة بأحدي السيدات المسلمات وهذا ماكان فعندما رفض الترزي المسيحي هذا الابتزاز الرخيص أشاع صاحبه المسلم هذا الامر ( اقول هذا لانه لم يظهر لنا للان هذا التسجيل المزعوم  ولم تظهر هذه السيدة المزعومة ) ونتج عن ذلك تدمير حياة عديد من الاسر في هذه القرية وتهجيرهم من بيوتهم وسجل هذا في محضر رسمي  كاول سابقة تحدث في مصر والغريب ايضا هو ان هذا المحضر شهد عليه عضو مجلس شعب سلفي وشهد عليه العديد من التنفيذين كالضباط ورجال محافظة الاسكندرية . 
والمثير للسخرية ان يخرج علينا النائب السلفي الذي شارك في هذه المهزلة قائلا ان كلمة تهجير التي كتبت في المحضر كتبت بدون علمه وانه كان يجب كتابة كلمة تفريق بدل منها ( فعلا أمة ضحكت من جهلها الامم ) !...
والمثير اكثر للسخرية ان يخرج محافظ الاسكندرية عاتبا علي الاعلام قائلا انه يهول في هذه القضية وان هذه الممارسات العرفية يتم استخدامها في معظم انحاء مصر وان التهجير لم يمس الا ثلاث اسر فقط وليس ثمانية كما يدعي الاعلام علي حد قوله !...
ياسادة ان تهجير الاقباط من قرية شربات بالعامرية لن يكون اخر حوادث تهجيرهم  فالتهجير  وهذه الاعتداءات الطائفية لن تنتهي فعلا الا بتفعيل  القانون القوي الذي يضرب بيد من حديد علي من يقوم بهذه الممارسات  هذا علي المدي القريب والتهجير سينتهي ايضا  عند القضاء علي العنصرية المترسبة في النفوس وهذا يتطلب علاج ثقافي من خلال التعليم والإعلام يرسخ قيم التآخي وقيم قبول الاخر كما هو وليس كما تتمناه هذا علي المدي الطويل ولكن قبل كل هذا وذاك يجب ان يقاوم الاقباط هذه الممارسات البغيضة بكل السبل السلمية المتاحة خصوصا ان غالبية المسلمين ترفض هذه الممارسات البغيضة .
ياسادة علينا معالجة هذا الملف المعالجة الصحيحة لأننا لو تهاوننا فيه  فإننا سنجد بلادنا مقسمة وهذا ما يتمناه أعدائنا فعلينا تدارك الامر سريعا حتي لا نفعل بأيدينا ما فشل فيه أعدائنا .
مجدي جورج 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فتألم وتكلم
‎هانى شاكر ( 2012 / 2 / 16 - 04:10 )


كنت فى صمتك مرغم
كنت فى حبك مكره
فتألم وتكلم
وتعلم كيف تكره


ألأنسان ألمسيحى لا يكره الناس

لكنه مُطَالب بكره ألخطية و الظُلم .. و هذا هو مفتاح الحل .. ألأخوانى و ألسلفى لا يُلام على تصرفه .. هو مرتاح جداً و يشعر بفخر كبير أنه يُقدِم خدمه لله ... البوليس من الأخوان و ألأخوان من البوليس كما أن دود ألمش مِنُه فيه ...

ما العمل إذاً

لنكره ألظلم
لنكتب للتوعيه
و لِنُحضِر و نستعد لسناريو ألتقسيم

لن يطلب ألمسيحيين ألتقسيم بل سيِفرض عليهم غصباً مع إرتفاع وتيرة ألإرهاب و ألترويع و ألتهجير

هيا إلى ألمخيمات و ألبريهات ألخُضر و قوافل الإغاثه .. و إلى ايام أحلك من ألسواد


2 - إلى أقباط مصر
موجيكي المنذر ( 2012 / 2 / 16 - 14:32 )
كفاكم عويلاً وصراخاً وتخبطاً ... وصلوات

لن تنفعكم كل صلوات الأرض

لن ينفعكم إلا رصاصة وحد قاطع

أغلبكم يستميت للهجرة والهروب والطفش وباقي من تبقى يتلون ألف لون في اليوم في سبيل البقاء والتعايش الكاذب على حساب كرامته واستقراره ومبادئه

لا تفوتوا فرصة مهما كانت لتأسيس دولتكم الخاصة التي ترفع شعار العلمانية وفصل الدين عن الدولة واحترام الإنسان

كفاكم بهدلة وتمسّح كاذب بهذا وذاك

مصر تغيّرت إلى الأبد والحري بكم أيضاً كذلك وأنتم تملكون كل الأسباب والوسائل لقيام كيانكم الخاص

اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ