الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منذ التقينا

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2012 / 2 / 16
الادب والفن


منذ التقينا من جديد، ناديتَني من بعيد نداءً خفيا، غامضا، تسلّل الى قلبي وعلّقني ولهانة في عالم الشوق. صورتك المدهشة أحدثت في الروح قشعريرة. وإذ أخذت بذراعي تراقصني، قلتَ في أذني: "لم تتغيّري كثيرا." تفاجأت بكلماتك كما لم أفاجأ من قبل. لكم تمنّيت لحظتها أن يتبخّر الجميع من حولي ونبقى أنا وأنت وحدنا... والموسيقى التي تسمو بنا الى أعالي الفرح، وذلك الجو المسحور الذي يحتوينا.
وسألتك من فرط تعجّبي: "عشر سنوات لم تغيّرني؟"
فقلتَ برقة عجيبة: "ما زلت نفس الفتاة البريئة الصافية." وفي صوتك انعزف إعجاب متّقد، متحمّس ، غيور. عطر كلماتك اخترق حواسي كلها، كمعزوفة رقيقة شفافة تلامس شغاف القلب، وجعل قلبي يطنّ من فرط انفعاله.
لا أدري ما سر هذا السحر العجيب الذي انبعث من نفسك، من ضحكتك المرحة، من تألّق عينيك وهما تحدّقان فيّ، وقلبي يرتجف من تحديقك ذاك في عينيّ، ويرقص نشوان على منصّة السعادة.
ثم قلت وأنت تثبّت نظرة جادة الى عينيّ: "أتظنين أننا سنتّفق؟"
"نتّفق؟ على ماذا؟"
"على أن نكون أصدقاء؟"
ثم فجأة... تجمّدت في مكاني وتوقّفت عن الرقص، كأنّ ضربة هبطت على رأسي وأيقظتني من غيبوبتي. أحسست بأنني انجرفت كثيرا، وأن عليّ الإبتعاد عنك في الحال!
"ماذا جرى؟!" تفاجأتَ مني.
وأنا ارتبكت كثيرا... وشكرتك على الرّقصة... وتركتك، وفي داخلي أحسّ أننا لن نلتقي من جديد. مستحيل أن نلتقي.
أيها الرجل الذي عرفتك... ولم أعرفك، منذ أن عدت من البعيد، والتقينا من جديد، عرفت معنى الحب. ذلك الحب الذي لم أذُق طعمه من قبل، ولا عرفت شكله... الا معك. وعندها، أحسست أنني لم أعِش لحظة واحدة قبلها، وعرفت ما معنى الفرح والجنون... والخوف، ومعنى الحزن الجميل والألم اللذيذ... والضياع، وبدأت دقات قلبي تعزف في كل ليلة أرق وأجمل السيمفونيات.
يا لرجوليتك التي أشعلت الحرائق في دمي! منذ احتويتني بين ذراعيك، غمرتني بحنانك وحبك، وأغدقت عليّ من الدفء والرعاية، يحاصرني طيفك ويثملني عطرك، وترنو اليك لهفتي وتحلّق بي في سماوات العشق والغرام والحنين والآمال.
ولكن، ما العمل والكل يصرّ على اتّهامك بالماضي، بأخطاء غيرك. الكل لا ينسى ولا يغفر ولا يسامح، حتى بعد مرور سنوات طويلة من العمر. فماذا أفعل، وأنت... منذ التقينا من جديد... قد غدوت في داخل ضلوعي مقيما، وأنا... طارَ عقلي كأوراقٍ في عاصفة هائجة باغتتني من حيث لم أحتسب؟!
(من وحي روايتي: الحب والعاصفة)
لقراءة الحلقة الثانية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295365








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه
محمد الفهد ( 2012 / 2 / 16 - 22:46 )
تحيه طيبيه ربما القصه هذه مكرره كثيرا
لكنها بطريقتكي السرديه جعلتيني وكأني اقرأها لاول مره
الف شكر


2 - شكرا
حوا بطواش ( 2012 / 2 / 18 - 17:49 )
أشكرك يا أستاذ محمد وأرجو أن أكون دائما عند حسن ظنك
تحياتي لك

اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف