الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن وضرورة فك الارتباط

منذر علي

2012 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لسنا في حاجة إلى فيدرالية شوهاء ، تمزق وتعمق انقسامات هذا الكيان الوطني المنهك والمهشم بما فيه الكفاية ، نحن، بالأحرى ، في حاجة إلى كيان سياسي جديد ، على أنقاض النظام العائلي المسخ ، يساعد على لملمة الشتات اليمني ، المثقل بالتخلف والانقسامات والتناقضات والفقر ، في دولة وطنية مركزية ديمقراطية ، مدنية حديثة ، قوية وناهضة ، تمنح صلاحيات واسعة للمناطق اليمنية المختلفة لكي تؤدي وظائفها بمرونة وفعالية ، و تهدف ، في الوقت ذاته، إلى تقوية التكامل والترابط بينها ، لا تنزع إلى تعميق انقسامات الدولة القائمة وإنما تفضي إلى تعزيز سيادتها الكاملة على أراضيها.
في حالتنا الراهنة ، ضعف المركز ، يؤدي إلى تباعد الأطراف ، وضغط الخارج ، يفضي إلى تخلخل الداخل ، وبالتالي فأن المهمات العاجلة أمام الحكومة الانتقالية والرئيس المرتقب ، هي تقوية المركز من خلال بناء المؤسسات السيادية ، وجذب الأطراف الفالتة والمنفلتة منه، وتعزيز مكانة الدولة الوطنية للحؤول دون تأمر الخارج وتخلخل الداخل ، الذي من شأنه أن يفضي إلى تلاشي الكيان الوطني.
الدولة الرخوة والفيدرالية
الدولة اليمنية القائمة رخوة وضعيفة وعاجزة عن تأمين حاجات مواطنيها الأساسية، ناهيكم عن تأمين التواصل الطبيعي بين أجزاءها المختلفة والمتخلفة، وفرض سيادتها الكاملة على أراضيها وحدودها البرية والبحرية. واليمن منهك بالصراعات المختلفة ومثقل بالانقسامات السياسية والقبلية والجهوية والطائفية ، ومسكون بالفوضى وملغوم بالقوى المتطرفة العمياء ، التي لا تدرك موطئ أقدامها ولكنها تزعم أنها ستقذ السماء من خطايا الأرض.
اليمن يثير اهتمام العالم لأنه يقع أسفل ذلك المخزون النفطي الهائل، ومَوْبوء بتنظيم القاعدة ، ويشغل موقعاً استراتيجيا هاماً من خلال إطلاله على الممرات الدولية في البحر الأحمر وباب المندب ، والبحر العربي وخليج عدن ، إلاّ أن اليمن ليس دولة نفطية غنية كمثيلاتها في السعودية والخليج ، التي تقع في بؤرة الاهتمامات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية للغرب، وبالتالي لا يُنظر إليه بنفس الأهمية ، وإن كان يتعرض في السنوات الأخيرة ، لضغوطات متزايدة ، بقصد تحقيق الاستقرار وكبح النفوذ المتزايد لتنظيم القاعدة ، غير أن العالم له مصالحه المتغيرة و لن يظل يرعانا ، مثل طفل كسيح، وعلينا أن ننهض من كبوتنا سريعاً، ونستجيب لشعبنا الذي صنع أعظم ثورة شعبية في التاريخ المعاصر.
على أن التسليم بالانقسامات اليمنية المتعددة ، والضغوطات الاقليمية والدولية لا ينبغي أن يفضي بنا إلى الاستسلام للرغبات المجنونة لذوي الأهواء الضيقة والمصالح الجهوية والطائفية ، والخضوع لمطامح القوى الخارجية التي تستهدف وطننا. والأمر الجوهري ، هنا، هو: هل ستشكل الفيدرالية اليمنية المقترحة مخرجاً ناجحاً من الأزمة القائمة؟
أعتقد أن الفيدرالية بإقليمين ، في ظل ضعف الدولة المركزية ، ستفضي إلى انفصال اليمن إلى دولتين مستقلتين متنافرتين ، قابلتان للتفتت ، إما الفيدرالية بثمانية أقاليم فأنها ستفضي إلى تقسيم اليمن إلى ثماني دول قزمية متنافرة ، متصارعة ، ومتحالفة ومسنودة من قوى خارجية ، متعارضة في مصالحها وأهدافها: سعودية ، وإيرانية ، وغربية و إسرائيلية، وسيستمر دراما الصراع في اليمن إلى أن نتعفن ونتلاشى كوطن وكأمة.
فالسؤال المنطقي هو: إذا كنا غير قادرين أن نعيش كدولة موحدة، فكيف يمكن لنا أن نعيش كدول متنافسة، أو حتى كولايات متنافسة في إطار دولة واحدة إذا كُتب للفيدرالية أن تنجح وهو ما لا أعتقد سينجح. ؟
اعتماد الفيدرالية، يمكن أن يكون حلاً سياسياً ناجحاً ، في ظل مجتمع متعدد الأعراق والثقافات ، كالهند أو مليزيا أو نيجيريا ، أو كما كان الحال في يوغسلافيا ، ولكن حتى في الحالة اليوغسلافية، فأن الفيدرالية لم تنجح إلاَّ في ظل دولة مركزية قوية وفي ظل زعامة تاريخية فذة مثل جوزيف بروز تيتو. فهل ستنجح الفيدرالية اليمنية في ظل قيادة عبد ربه منصور هادي أو حيدر العطاس أو عبد الملك الحوثي أو علي ناصر محمد أو اليدومي أو عبد الوهاب الآنسي أو غيرهم ؟
الدولة اليوغسلافية الفيدرالية ، التي ضمت صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك ، عقب الحرب العالمية الثانية، كانت مستقرة وناهضة وقائدة طليعية في دول عدم الانحياز ، ولكن كان كل ذلك بفضل الدولة المركزية القوية الجاذبة، المركز العصبي للولايات المختلفة ، تحت القيادة القوية للزعيم جوزيف بروز تيتو، وفي ظروف الحرب الباردة، كانت محصنة من الخارج ، ولكن ما أن غابت زعامة تيتو الاستثنائية ، بفعل الموت ، وحل محله الزعيم الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش ، المعطوب بالنزعة القومية والجهوية الضيقة ،(بالمناسبة لدينا مثله عدد لا يحصى!) حتى أطلت دول مثل كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك برؤوسها الحاسرة ، مثل ثعابين مجنونة، مستفيدة من ضعف الدولة المركزية ، وسقوط المعسكر الاشتراكي، وتنامي قواها الذاتية والاستقواء ببعض الأطراف الخارجية ، وشرعت تطالب بفك الارتباط ، ونجحت في ذلك ، ولكن عقب حرب عرقية هائلة ، أودت بحياة مئات الألاف ، وهزت بمأساويتها الفاجعة الضمير العالمي، ودفعته في اللحظات الأخيرة للتدخل لأنفاذ سكان البوسنة والهرسك أو ما بقى منهم على قيد الحياة.
لكن اعتماد الفيدرالية في ظل دولة مركزية ضعيفة كاليمن ، في مجتمع مكون من واحدية عرقية وثقافية وتاريخية و جغرافيا مشتركة ، في ظل زعامات ضعيفة جهوية وقبلية وطائفية متخلفة ، لن ينقذنا مما نحن فيه ، وسيفضي بالضرورة إلى تمزيق اليمن وتلاشيه ككيان سياسي. و الضمير العالمي المضحك، المهموم بمصالحه الجيوسياسية ، لن يولي اهتمامه لليمن واليمنين، وسيتركنا نأكل بعضنا ونتعفن ونموت ونخلَّص العالم من تخلفنا وشرورنا. فنحن لا نقع في أروبا ، كسكان البوسنة والهرسك ، ولسنا كالمستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة ، أو كالمستوطنين البيض في دولة زيمبابوي أو جنوب أفريقيا.
الشعوب التي على شاكلتنا ، المثقلة بالبؤس ، المنسوج بالفقر والتخلف والقسوة ، بسبب نخبها السياسية، تتقاتل على دجاجة ، وتأكل بعضها، وتتفاخر بتخلفها المقيت ، مرددة أقوال بلهاء: هذا جنوبي وهذا شمالي ، هذا زيدي وهذا شافعي ، هذا متقدم وهذا متخلف، و هذه ، بالقطع ، ليست رؤى مستقبلية ، فضلا عن أنها أقوال لا تثير عطف العالم واحترامه ، وإنما تثير تقززه واحتقاره ، وهذه الشعوب لا تستنفر العالم لينتصر عليها ويكبح قواها وتطلعاتها الاقليمية المتنامية ، لأنه يعرف أنها غارقة في وحل التخلف ، وهو وأن كان طامعاً فيها ، إلاَّ أنه ليس في حاجة إلى هزيمتها ، لأنه يعرف ، أنها ، تحوي جرثومة فنائها في داخلها، وقادرة أن تهزم نفسها بنفسها نيابة عنه، دونما حاجة إلى تدخله المباشر ، تماماً ، كما مهدت القوى الإقطاعية في الماضي ، من خلال صراعاتها وتمزقها ، للاحتلاليين البريطاني والعثماني في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
الفيدرالية والمفارقة المحزنة
الدولة اليمنية القائمة اليوم ، تشبه شخصية " ليني" في رواية "الفئران والرجال" ، للكاتب الأمريكي الشهير جون استنبيك ، John Steinbeck. إما دعاة الفيدرالية فأنهم يشبهون شخصية " جورج" في الرواية ذاتها. الرواية صغيرة الحجم ولكنها غنية بالمفارقات وبالتفاصيل الإنسانية المثيرة. وهي تدور عن حياة مجموعة من العمال ، الذين كانوا يعملون في إحدى المزارع في الثلاثينات من القرن المنصرم ، إبان الأزمة الاقتصادية الكبرى التي عصفت بالعالم الرأسمالي . إما أبرز شخصيتين فيها ، فهما جورج وليني. الأول متوقد الذهن للغاية ، والثاني متبلد الذهن للغاية. الأول قصير وقوي ولماح، والثاني عملاق ولديه قوة حصان ولكنه محدود الخيال وغير مكترث بالمخاطر.
ولذلك كان على جورج أن يهتم بليني ويرعاه ويجنبه المشاكل المحتملة التي يمكن أن تعترضه في مسيرة الحياة ، غير أن ليني لم يلتزم بتوجيهات جورج في كل الأوقات ، بسبب عدم التناسب بين قوة أطرافه القوية ، و ضعف عقله العاجز عن التحكم بحركة تلك الأطراف. ولذلك حينما كان يلمس فأرا أو أرنباً أو جرواً صغيراً ، وينفرد به ، ويداعبه فرحاً به ، كان يضغط عليه ، دون قصد، ويقتله ، وكان هذا أمر، رغم بشاعته، يمكن تفهمه والتسامح معه ، ولكن ذات مساء ، وبينما كان جورج بعيداً عن ليني، مع أصدقائه في أحدى النوادي منهمكاً في لعبة الورق، كان ليني ، بمفرده ، يعبث بجرو نافق كان قد قتله للتو، وفجأة ظهرت زوجة ابن صاحب المزرعة " جارلي ". كانت ترتدي ملابس قطنية ذات ألوان زاهية، وفي قدميها حذاء مزخرف بريش النعام، اقتربت من ليني وطلبت الحديث معه. أرتبك ليني للوهلة الأولى ، وحاول أن يتجنبها ، تمسكاً بنصائح صديقه جورج، لكن كان إغراء الحديث مع جارلي لا يُقاوم.
كانت جارلي امرأة شابة ، هيفاء القوام، لها شعر أشقر ووجه باسم، يطفح بالأنوثة وعينان زرقاوان ساحرتان، لم يستطع ليني أن يرفضها ويمتنع عن الحديث معها. وبالتالي أقترب ليني منها ، ولم يكن بالطبع، ينوي بها شراً ، ولكنه لمس شعرها الناعم المسترسل فوق كتفيها العاريتين ، ثم لمس عنقها البض، فضغط عليه معجباً ، كما كان يعمل مع الأرانب والفئران ، فماتت. فأرتبك ليني ، ولعن حضه التعيس ، وذهب إلى مكان قصي في الغابة ، كان قد حُدد له من قبل صديقه " جورج " أن يذهب إليه إذا ما اعترضته مشكلة ما ، ، فذهب ليني وأنتظر هناك بحسب الاتفاق المسبق بينهما. وحينما عرف ابن مدير المزرعة بمقتل زوجته ، ادرك على الفور أن القاتل هو ليني ، نظراً لما كان يتمتع به من قوة عاتية وغباء كبير. فحشد مجموعة كبيرة من الأشقياء وذهب يبحث عنه لكي ينتقم منه. غير أن جورج كان يعلم ، دون غيره، بالمكان الذي أختفى فيه ليني ، فأسرع بالذهاب إليه. وحينما وجده ، تحدث إليه ، بشكل ودي، عن الأرانب والفئران ، وبعد دقائق قليلة ، طلب منه أن ينظر بالاتجاه المعاكس، فعمل ، وظل جورج مسترسلاً في حديثه ، وبينما كان ليني يستمع إليه باستمتاع واضح ، أخرج جورج مسدسه وصوبه نحو رأس صديقه الحميم، وضغط على الزناد ، وأطلق عدة رصاصات ، فقتله خوفاً عليه من الموت، وهنا تنتهي القصة وتبقى عبرتها العميقة.
كانت مشكلة ليني ، بالطبع ، هي ضعف مركز التحكم في عقلة وعجزه عن السيطرة على أطرافه القوية. وهو من هذه الزاوية يشبه الدولة اليمنية المنهكة ، الفاقدة للعقل ، العاجزة على السيطرة على أطرافها القوية في صعدة وحضرموت ومأرب وغيرها ، لكن الدولة رغم ذلك مازالت تتمتع ببعض النفوذ . أما مشكلة جورج فتكمن في الإخلاص والذكاء الحاد الذي يتمتع بهما ، وهو ، هنا ، يشبه دعاة الفيدرالية، فهم أذكياء ومخلصون للدولة اليمنية ، ولكن إخلاصهم، يشبه إخلاص جورج لليني ، ذلك أن حبهم الجارف لها ، سيفضي بنا إلى ضياع دولتنا حرصاً عليها من الضياع ، وهذه هي المفارقة المحزنة!
وماذا بعد؟
إذا كانت الدولة المركزية الظالمة ، الفاسدة ، المتخلفة ، الفاقدة للعقل ، القائمة على أساس عائلي، قد قادت إلى ظهور مراكز قوى متعددة وهشمت الدولة وأضعفتها وخلخلت سلطاتها، والفيدرالية من شأنها، في الوضع القائم، أن تعمق هذه الانقسامات وتقود إلى تفتيت الوطن وتلاشي سلطة الدولة المركزية. فما الحل إذن؟ هل يكمن الحل في فك الارتباط، بالصيغة التي طرحها السيد علي سالم البيض ، أم أن هناك مخارج أخرى؟
في البدء يجب الاعتراف أن لدينا أعداء كثر في هذا العالم ، ولكنهم قطعاً ، ليسوا هم المواطنين الجنوبين أو الشماليين، الشرقيين أو الغربيين، أو الشوافع أو الزيود ، أو الحوثيين أو السلفيين ، أو الحراكين أو الاصلاحيين، ولاشك أيضاً أن هناك أطماع و مصالح إقليمية ودولية تستهدف اليمن ، ولكن عدونا الحقيقي لا يكمن في أي من هذه الدوائر، عدونا يكمن فينا ، يسكن في عقولنا ، يعبث بحياتنا ، و هذا العدو الماكر اسمه التخلف ، وهو يشملنا جميعاً وأن بنسب متفاوتة ، وهو العدو الذي يشوش رؤيتنا الحقيقية للواقع الموضوعي ، وبالتالي فأن أوجب الواجبات أن نفك ارتباطنا به ونتحرر منه، وإلى الأبد.
خلطة التخلف التي تعصف بحياتنا هي: الكسل العقلي والجسدي ، والاتكالية ، وانتهاك حقوق الأنسان ، والفساد ، واستغلال الأنسان لأخيه الأنسان ، والتعصب بمظاهره المختلفة: القبلي والجهوي والطائفي ، والانغلاق على الذات ، وهيمنة الفكر الخرافي ، والازدواجية في المواقف ، والتناقض بين القول والفعل، وعدم إدراك قيمة العمل كفعل أنساني ، وهذه هي الصفات السلبية التي تعوق التقدم و التي ينبغي أن نفك ارتباطنا بها.
إذن المطلوب اليوم، وبشكل ملح، هو إقامة دولة وطنية مركزية قوية، تفرض سيادتها على الكيان السياسي، وتلملم الشتات وتجبر التهشم القائم في الجسد اليمني، وليس المطلوب هو فصل اليمن إلى إقليمين أو إلى أقاليم متعددة وفقاً للرؤية الفيدرالية. المطلوب هو الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية. ومنح صلاحيات واسعة للأقاليم لكي تدير شؤنها الخدمية بمرونة وسرعة وديناميكية ، في إطار الكل اليمني المشترك، وتجاوز الهوايات الصبيانية الضارة ، والابتعاد عن الهاويات المخيفة التي تجعلنا نقف على مشارفها فرحين ، ثم تفضي بنا ، ونحن لاهيين، إلى الموت ، وتعزيز الهوية الوطنية اليمنية الجامعة ، من خلال تعزيز عملية الترابط والتواصل بين المناطق اليمنية عبر تطوير البنية التحتية والفوقية ، من خلال تطوير طرق المواصلات وتسهيل التواصل الاجتماعي والاقتصادي و تعميق الاندماج الثقافي والفكري والنفسي وتطوير البنية القانونية والتعليمية والاعلامية والثقافية ، القائمة على العقلانية وقيم الحداثة، التي من شأنها أن تعمق الاندماج الثقافي والفكري والنفسي ، وتذيب النتوءات الجهوية والطائفية ، التي تكونت عبر العقود الطويلة من العزلة بين المناطق وهيمنة الرؤى الاستعمارية والثقافة الاقطاعية ، القر وسطية المتخلفة، وبالتالي تعزيز الهوية الوطنية الجامعة ، التي تتيح لنا رؤية مشتركة ، لكفية بناء وطنا المثخن بالجراح ، المثقل بالتخلف، بعيداً عن التطلعات الصبيانية ، والأوهام المريضة.
ليس لنا في هذا العالم ظهر أو أهل نحن فقراء وحيدون ، أيها السادة ، نحن نقع في مهب الريح أو بالأحرى ، نحن "شبابة في شفاه الريح تنتحب" ، كما قال شاعرنا العظيم عبد الله البردوني . ولن ينقذنا من مصيرنا القائم والقادم والقاتم سوى أن نتحاور لكي نتجاوز تخلفنا، وأن نكون معاً، وأن نسير معاً ، وأن نتقدم معاً في هذا العصر المضطرب ، وأن نعيش معاً في إطار كيان سياسي ديمقراطي حديث يضمن حقوقاً متساوية لجميع مواطنية ، رجاله ونسائه، ويحقق لهم الحرية والكرامة والتقدم. وحينها فقط سيهتم بنا العالم ، المتحضر والمتخلف معاً، وسينظر إلينا بقدر من الاحترام الواجب الذي نستحقه ولكن علينا قبل ذلك أن نحترم أنفسنا ونفك الارتباط بتخلفنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفيدرالية ثم فك الأرتباط
عبدالله جوهر ( 2012 / 2 / 18 - 01:00 )
عمري تجاوز ال60 رضعت القومية والوحدة كما رضعت لبن امي وعندما تحققت الوحدة ظننت (كغيري من أبناء الجنوب) بأن اليمنيين قادرون على بناء مشروع حضاري وطني عربي إنساني . ولكن الأيام أثبتت بأن الوحدة قد تحققت في الوقت الخطأ وعلى أيدي قادة أصغر بكثير من أن يؤتمنوا على الأنجاز الكبير. والآن و بعدما وصلنا إلى ما وصلنا إليه فأن الحل الأمثل هو تكرار التجربة السودانية . أي أن يتم الأتفاق على فترة إنتقالية - تكون فيها الدولة فيدرالية من اقليمين_ وفي نهاية الفترة يتم إستفتاء لسكان الأقليم الجنوبي على الخيار بين البقاء في الدولة لبفيدرالية أو فك الأرتباط . والذي أؤكد من الآن بأن نتيجته ستكون (( فك الإرتباط )) للأسف !!! وعلينا جميعا وبالأخص الأخوة في الشمال أن نكون واقعيين ونوطن أنفسنا على قبول ضياع الحلم عند الغالبية الساحقة . و ضياع المصالح عند القلة المتحكمة ممن أضاعوا الحلم .


2 - لندافع عن الحلم
منذر علي ( 2012 / 2 / 19 - 00:50 )
أنا الآخر قومي التوجه ، وإن كنتُ أصغر منك سناً ، وبالتالي أقل منك تجربة ، ولكنني لا أشعر باليأس ، لأنني أدرك أن العلاقة حتى بين شريكي الحياة الزوجية لا بد وأن تعترضها صعوبات جمة ، وسيكون من الحماقة أن يفترقا عند أول منعطف صعب يعترضهما، ناهيك عن العلاقات السياسية المعقدة التي تربط بين شركاء الوطن الواحد، الذين توحدوا ، بعد مئات السنين من الافتراق والتنافر. لقد صبرنا على الانفصال مئات السنين ، على الرغم من التوق الدائم إلى الوحدة ، فهل نستطيع أن نصبر على الوحدة ، على الرغم من توق البعض إلى الانفصال؟ يتوجب علينا أن نهزم اليأس ونصبر على الوحدة ، التي لم يمض عليها سوى عقدين . كما يتوجب علينا أن نصحح ما شابها من مزالق خطيرة ، لا أن نهرب منها . ولذلك فقد وطنتُ نفسي، منذ زمن طويل، ليس فقط، على منع اغتيال الحلم من قبل القلة المستأثرة، أعداء الأحلام العظيمة ولكن أيضاً على أقناع المحبطين من القومين للدفاع عن حلمنا العظيم، بهدف الوصول به إلى غاياته النبيلة، مهما كانت العوائق والصعوبات. هيا بنا، يا أخي جوهر، عود إلى ذكرى صباك الرائعة ودافع عن حلمنا المشترك

اخر الافلام

.. تدني تأييد ترامب وسط المستقلين بعد إدانته جنائيا | #أميركا_ا


.. فواز منصر يجيب.. ما خطورة نشر الحوثيين للزوارق المفخخة الآن؟




.. تضرر مستوصف في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي


.. قادة أوروبا يبحثون مستقبل الاتحاد في ظل صعود اليمين في الانت




.. ما دلالات الكشف عن وثيقة تؤكد أن الجيش والمخابرات كانا على ع