الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور الأسد والفجل

حمدان عواصف

2012 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


نكتة أخيرة من مساخر الأسد هو الدستور الجديد. ولهذا الدستور طعم ورائحة خاصة به، لأنه يخرج من تحت انقاض الأبنية المهدمة فوق أهالي حمص والزبداني وحماة وإدلب. له رائحة شواء اللحوم البشرية التي كان يتمتع بها الآلهة الوثنية. دستور من تأليف وإخراج وتمثيل وإنتاج بشار الأسد. كما فصل ابوه دستور على مقاسه في عام 1970 ، يفصل الرجل الان دستور على مقاسه ، وبالطبع فقد سبق وفصل مجلس المصفقين تغيرات في الدستور كي تكون على مقاس الوريث في عام 2000. فقد غدى هذا الدستور في عهد عائلة الاسد مثل الحذاء يفصّل على مقاس الرئيس كي يدعس فيه على الشعب. ولاننسى المرة الاخيرة عندما حول حزب البعث إلى جزمة وداس على رفاقه ثم على الوطن.
وإخراج هذا الدستور ليس بحاجة لنبيه لإدراك اغراضه ، فقد خرج مشلّوّط بسبب طلب عاجل من بيوتن الروسي. فأخرجه الاسد من أجل أن يرضي الروس ويحفظ ماء وجوههم الذي خسر الكثير من الماء في الآونة الاخيرة. فروسيا تعرف أن الدستور وكل ماهناك من أجهزة صنعت في سوريا من عهد الاب هي فوق القانون والدستور. إنطلاقا من جهاز مجلس الرعب إلى مايسمى بمجلس القزراء. فقد افرغ الاسد كل ماهو مؤسسة حكومية وحولها إلى اجهزة لها ممارسات العصابة والمافيات.
في شباط 16 ،2012 صوتت الجمعية العامة على بيان يدين العنف ويطلب تنحي الاسد ب 137 دولة من أصل 193 وهو غير ملزم مثل نظيره في اكتوبر من السنة الفائتة. ومن خلال التنصل الدائم من المسؤوليات اتجاه مايحدث في سوريا من قتل، يبدو أن الغرب يكرر روايته بعدم التدخل أو الضغط الحقيقي أي بمعنى (فخار يطبش بعضه) وهو ترك لروسيا حرية الحركة والعجرفة كي يتنصل ويقول، الأمر ليس بيدنا، بل بيد الروس. متى كان الغرب ينتظر روسيا حتى تستجيب. الم يخوضوا حروبا رغم الروس وغيرهم عندما تتقاطع مصالحهم مع الحرب. لكن كما يبدو أن أمريكا مازالت متخوفة على حبيبتها وشريكة عمرها اسرائيل.خاصة وهي ترى كيف تفرز الدمقراطية حكومات ميالة للاسلاميين. فهي قلقة ، من سيحمي حدود مملكة دواد بعد صديق العمر الذي قتل من الفلسطينين اكثر ماتقتل اسرائيل وفعل ذات الشيء مع اللبنانيين والان يفعل مع السوريين. كأن مكانه هو جلد وقمع الشعب والدول والعربية المجاورة لإسرائيل. هذا هو التوازن الاستراتجي الذي كان يتحدث عنه الاسد.
الا يستغرب العالم هذا الصمت والتمديد لهذا الممانع والصامد حتى الان في وجه شعبه. وبعد كل هذا القتل ودمار المدن والنهب للبيوت يخرج علينا الرجل بدستور. ودليل أن الدستور لاصدقائه الروس هو أنه حتى الان لايعترف بمظاهرات أو حركات شعبية. فمن تملؤ بلاده عصابات مسلحة تعد بالملايين، ماذا ينفع دستور لهذه العصابات.
وأخيرا، بعد أن حوّلوا كل مؤسسات الدولة إلى احذية تدوس على رؤوس الناس. الان يحوّل الدستور إلى فجلة بلدية، كلما هفت نفسه للفجل يقضم منها قضمة، أو يفعل بها شيء آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟