الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات العربية 2: علبة باندورا

عبد القادر أنيس

2012 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الثورات العربية 2: علبة باندورا
نور الدين بوكروح كاتب وسياسي جزائر، وزير سابق، مترشح سابق للرئاسيات
النص الأصلي بالفرنسية تجدونه في :
http://www.lesoirdalgerie.com/articles/2012/01/24/category-cat-41.php
ترجمة عبد القادر أنيس
عمَّ يمكن أن تتمخض الثورات العربية ونحن نعلم أن المستبدين قد فعلوا كل شيء إبان حكمهم لكي لا تتكون أحزاب ديمقراطية قادرة على الظهور بمظهر البديل لسلطتهم؟ هل توجد حياة سياسية طبيعية، بأحزاب معروفة وهيأة ناخبة متعودة على تعيين النواب وعلى تعيين رئيس الدولة؟ لم يكون من وجود إلا للأحزاب الواحدة أو لأحزاب إدارية، أحزاب للتمويه أو لا أحزاب بالمرة كما كان الحال في ليبيا. كانت الانتخابات تُزوَّر وكانت نسبة الامتناع عن التصويت هائلة. لم يكن الإسلامويون بديلا ضمن بدائل أخرى، بل كانوا البديل الوحيد المتوفر في الساحة. بافتراض أنهم لم يكونوا موجودين: فمن يكون قد ملأ الفراغ السياسي والمؤسساتي الناتج عن السقوط العنيف للأنظمة؟
أحد أهم المبادئ الرئيسية للديمقراطية هو ألا تُقْصَى من الحياة السياسية والمؤسساتية أية قوى اجتماعية تمثيلية تحت طائلة دفعها إلى السرية والعنف، ومنحها وسام الضحية والحصول في نهاية المطاف على حكم منقوص الشرعية. وهذا عكس ما فعلته الأنظمة العربية الإسلامية بمباركة من القوى الاستعمارية. كانت هذه الأنظمة تنظر إلى شعوبها وكأنها عبارة عن صناديق بندورا boîtes de Pandore يتوجب الحرص الشديد على عدم فتحها. لقد حرصت إيران الفهلويين وتركيا أتاتورك ثم جنرالاتها، وفي أفغانستان الملكية ثم الشيوعية، والأنظمة البعثية في العراق وسوريا، وفي مصر الضباط الأحرار ثم مصر اللبرالية وفي الأنظمة التي نُعِتت بالتقدمية في الجزائر وليبيا، كل هذه البلدان وغيرها حرصت طويلا على ترك العلبة محكمة الإغلاق. فهل تمكنوا، مع ذلك، من لجم الأفكار الإسلاموية؟
مثال آخر: لقد اجتاح الغرب أفغانستان بهدف طرد طالبان وإقامة دولة حديثة فيها. فهل نجح؟
في كل مكان أمكن فيه إجراء انتخابات شفافة إلى حد ما، ابتداء من هذه البلدان، وفي كل مكان تم فيه فتح صندوق بندورا، برز الإسلامويون. لقد فازوا بالثورة أو بدونها. هذه الظاهرة فريدة في العالم. لم نشهد مثلها لا في بلاد المسيحية، ولا في بلاد اليهودية ولا في بلاد الهندوسية ولا البوذية. صندوق بندورا هو اللاشعور الجماعي العربي الإسلامي. وعليه، يجب أن نفتش في التاريخ والمنظور الثقافي لهذه الشعوب العربية الإسلامية إذا رغبنا في فهم تصرفها الاجتماعي والسياسي. إن لها تجربة طويلة مع الاستبداد الذي وَسم نفسيتها بميسمه، ومخيالها حافل بالمثل الأعلى الإسلامي الذي يقض مضجعها منذ قرون، لكنها تفتقر إلى التجربة الديمقراطية التي هي قبل كل شيء ثقافة. وهذه الثقافة تفترض أننا استوعبنا فكرة الانتقال من حالة الشعب الأحادي النظرة إلى مجتمع تعددي في أفكاره ومتنوع في تشكيلته.
هل هذا هو الحال؟ هل يمكن أن نتصور هذا في نظام إسلاموي؟ الإجابة عن سؤال التصويت الميكانيكي ليست من طبيعة سياسية، بل ثقافية. ليس لها علاقة بالثورات نفسها، ونحن، الجزائريين، كنا أول من جرب ذلك في 1990 و1991. المسألة تتعلق بتصويت عفوي تفسيره يكمن في هيمنة الثقافة الثيوقراطية (ثقافة الحكم الديني م م )على تفكير أوساط واسعة في المجتمع. الأحزاب الإسلاموية، حيثما وُجدت، لا تمتلك قاعدة انتخابية أشرفوا هم على بنائها، لكنهم يستفيدون من استعداد عام مسبق في صالح قضيتهم قبل أن يوجدوا. إن حزب النور، في مصر، وهو تجمع سلفي ظلامي (ربما يكون هذا في أصل اختيارهم لاسم حزبهم) لم يكن موجودا قبل الثورة، ومع ذلك فقد حصل على 25 % من الأصوات، وهو ما يعادل مجموع أصوات الأحزاب غير الإسلاموية. المخزون الانتخابي الإسلاموي يكمن في الخلفية العقلية للناس. هم ليسوا في حاجة في امتلاك حزب، أو برنامج أو زعيم، فالثقافة السائدة، والأدبيات الدينية الوفيرة، والفضائيات والمساجد تغنيهم عن ذلك. سنرى أيضا في ليبيا حيث لا يوجد حزب إسلاموي، لأن القذافي قضى على أية حياة سياسية وانتخابية (هناك علماء دينيون أنشئوا مؤخرا في بنغازي حزبا أسموه "حزب الإصلاح والتنمية"). وسوف يفوز، في أول انتخابات ستنظمها البلاد. يكفيهم فقط أن يتكرموا ويقدموا قوائمهم. ليس المبعدون والمحرومون والفقراء والأميون هم من يصوتون عليهم، بل أفواج من كل شرائح المجتمع، بما في ذلك بين الجاليات في الخارج: فتونسيو فرنسا صوتوا بنسبة 30 % لصالح النهضة. الثقافية الثيوقراطية، سواء في الحكم الملكي أو الجمهوري، هي التصرف الذي يعيد كل شيء إلى الله وابتغاء كل شيء منه أو من رجال يزعمون أنهم مُوَكَّلون من قِبَلِه. إنها خليط من الحالات النفسية، والأفكار المغلوطة أو تلك التي تجاوزها الزمن وتكونت طوال فترات الانحطاط. هذه الثقافة، المُرَوَّجة والمُلقَّنة حتى أيامنا، لم تكن تسمح للإنسان العربي المسلم بلوغ العقلانية، والأفكار الجمهورية والمثل العليا الديمقراطية. المثقفون والزعماء السياسيون الحداثيون في القرن الماضي لم يتمكنوا من إقناع الجماهير أنه من الممكن أن يكون المرء مسلما وعصرانيا في نفس الوقت، لأنه بدل ترقية فكر جديد يأخذ بعين الاعتبار بحياتهم الروحية وقيمهم، عرضوا عليهم الماركسية والبعثية والعلمانية، وبخاصة الاستبداد. كان هناك الإسلام المتواصل الذي فتح نصف العالم المعروف يومئذ، وقدم حتى القرن الخامس عشر الدليل على روحه الخلاقة في جميع ميادين العلوم، وطور الفكر الإنساني، وترك روائع لا تفنى في مختلف بقاع المعمورة. وكان هناك، بعد ذلك، الإسلام الفكري الذي ظهر مع جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في نهاية القرن التاسع عشر داعيا إلى تحرير العالم الإسلامي وإصلاحه الأخلاقي. وأخيرا، كان هناك الإسلام السياسي الذي ولد خلال النصف الثاني من القرن العشرين من فشل النهضة والحركات الإصلاحية. كان من أهم منظريه الرئيسيين: المودودي وسيد قطب. وكان دعوة إلى الاستيلاء على الحكم لفرض النظام الإسلامي بما في ذلك عن طريق اللجوء إلى العنف ضد المسلمين أنفسهم. إن التطلع إلى دولة إسلامية مثالية، بوصفها تحصيل حاصل للتطبيق الصحيح للإسلام، لم يبرح اللاشعور العربي الإسلامي منذ الخلفاء الراشدين الأربعة الذين يمثل حكمهم العصر الذهبي. الدولة التي أقيمت بعدهم عرفت فترات تاريخية بين مد وجزر إلى غاية القضاء عليها من طرف الإمبريالية الغربية. بعد مجيء الاستقلالات تأسست الدول القومية المدعومة من طرف الشعوب، ولكنها بعد بضع عشرات من السنين من التجربة فشلت في ترقية التنمية والقوة العسكرية. فما هو بديلها؟
طبعا، البديل هو ما كان قد نجح في الماضي البعيد والذي ظلت تمجده الثقافة الثيوقراطية: إنه الدولة الإسلاموية. حتى في الوقت الذي كانت فيه الإسلاموية محبوسة في صندوق بندورا، احتفظت هذه الثقافة الملتبسة في عقول الشعوب، بكل زخمها. كانت تنتظر الإسلاموية كما كانت بينيلوبا تنتظر أوذيس. أما المستبدون، من جهتهم، فقد حرصوا على عدم دفع الإسلاموية نحو الترقي، نحو ثقافة مستنيرة وحداثية لأنها تخدمها كما هي.
إلى حد الآن، استخدمنا عبارة "الشعب العربي" وكأننا نقصد بذلك كل سكان تونس ومصر أو غيرهما. هذا تعبير اقتضته اللغة وليس اقتناعا بالتباس شائع يتوجب علينا أن نميط عنه اللثام الآن. لقد خلّد الشعب التونسي شعارا اقتبسه من نشيده الوطني وصاح به الجميع حيثما قامت ثورات: "الشعب يريد...". أي الشعب كان يريد إسقاط الأنظمة التي كانت تحكمه بيد من حديد منذ أن تأسست دوله القومية، وحقق ذلك. لكن، بعد ذلك، ظهر أن "الشعب" الذي أطلق الحراك الثوري و"الشعب" الذي منح الأغلبية للإسلاميين كانا يشكلان شعبين متمايزين. في مرحلة أولى، كان هناك الثورة متبوعة بسقوط النظام، وفي المرحلة الثانية كان هناك الانتخابات. المرحلتان تعاقبتا لكن إحداهما لم تسفر عن الأخرى وليستا من نفس الطينة. أولئك الذين أسقطوا المستبدين ليسوا أولئك الذين رفعوا الإسلامويين على كواهلهم وأوصلوهم إلى الحكم. في المرحلتين كنا إزاء صنفين من الممثلين، إزاء جَمْعَين مختلفين، وكأن في هذه البلدان كان هناك شعبان في كل منهما. الشعب الذي قام بالثورة كان يتكون من "شباب الفيسبوك" المنحدر من الطبقة الوسطى (من المثقفين، المحامين، القضاة، الفنانين، الخ.) وانضم إليهم فيما بعد خليط من كل حدب وصوب، بينما من صوّت للأحزاب الإسلاموية كان متشكلا من المناضلين الإسلامويين ولكن أيضا وخاصة من الشريحة المحافظة في المجتمع. الأوائل كانوا من أنصار الأفكار العصرية والثواني كانوا من المتشبثين بالأفكار التقليدية. القاسم المشترك الذي كان يجمع بينهما لم يكن صالحا إلا للمرحلة الأولى، رفض النظام الحاكم. غير ذلك، فقد كان لكل منهما، بدرجات متفاوتة، فكرته عما سيفعل بحريته المسترجعة. يجب أن نعترف أن الثاني كان أفضل إعدادا للمرحلة القادمة لأنه كان يعرف بالغريزة لمن يتوجب عليه أن يصوت عندما يحين الحين، بينما الأول لم يكن له، عمليا، من يصوت عليه. "الشعوب" التي أطلقت الثورة في تونس ومصر واليمن وسوريا وحتى في ليبيا، هي هي. إنها هي التي مسها "المفعول البوعزيزي"، كرد فعل انفعالي متداعٍ، وألقى بها هي الأولى إلى الشارع لمواجهة المستبدين. مثلهم الأعلى كان الحرية، مع نبرات ديمقراطية. كانوا يشكلون شعبا واحدا ووحيدا رغم انتمائه إلى جنسيات مختلفة. "الشعوب" التي انتخبت لصالح التيار الإسلاموي في تونس والمغرب ومصر يمكن مع ذلك أن تشكل شعبا متجانسا، متلاحما بقناعات واحدة. هؤلاء ينظرون بعين الريبة للديمقراطية "على الطريقة الغربية" وللأفكار الحداثية، وكل تَمَثُّلاتهم العقلية متشبعة بالثقافة الثيوقراطية. الأوائل يتصورون ما يمكن أن يكوّن مجتمعا ديمقراطيا عربيا، يتألف من مسلمين متفتحين عصرانيين ومتسامحين كما كان شأن مسلمي قرطبة والصين في القرن الثالث عشر، أو الهند في القرن السابع عشر. الثواني سيكونون أسعد في دولة شريعستان، يعيشون فيما بينهم، يجمعون بين السلفيين والجهاديين والمعتدلين والمحافظين. هذه التجمعات تحصل تلقائيا لو كان من الممكن مبادلة السكان والجنسيات والأراضي. ولكن، في الوقت الراهن، لم يحدث ذلك إلا مع التقسيم بين الهند وباكستان، وبين باكستان وبنغلادش، وبين أثيوبيا وإريتريا، وبين السودان والسودان الجنوبي، وبين البوسنة وصربيا.. من أجل تسوية مشاكل تعايش صار مستحيلا. يمكن أن نصل يوما ما إلى هذه الفكرة في تجميع الإسلامويين في شريعستان.
في الانتخابات، تَقَدَّم الإسلامويون في شكل كتلة موحدة وعبّر خطابُهم عن العقلية والتربية التي تلقنتها غالبية الشعب، بينما تقدم الديمقراطيون ضمن طيف عريض تعددي (116 حزب تقدمت للانتخابات التونسية) رافعين عقيرتهم بخطاب لا يثير أي صدى في نفسية الجماهير. بالنسبة لهذه الجماهير، فإن هذا الخطاب الغامض واللبرالية المتساهلة التي يحملها هي في أعينهم منتجات مستوردة من الغرب وتشكل خطرا ماكرا على هويتهم وقيمهم. الإسلامويون، والعلماء الدينيون قبلهم، أقنعوهم أن الديمقراطيين، الذين هم بالضرورة لائكيون (وإذن هم ضد الدين) يروجون في البلاد لنمط حياة غربي فيه تم شرعنة الشذوذ الجنسي، الزواج المثلي والعائلة وحيدة الأب أو الأم، دون أن ننسى الأحقاد القديمة: الاستعمار، الدعم غير المشروط لإسرائيل، العنصرية المعادية للعرب وكراهية الإسلام. ومن هنا يأتي رد الفعل النافر والرفض الغريزي التام.
إن الأحزاب العصرية والديمقراطية وهي تتموقع في الوسط أو على اليسار، ظنت أنها بذلك ترتبط بالجماهير لكن هذه الأخيرة تحتقرها، لأن القيم الأخلاقية، عندها، لها الأولوية على الحلول السياسية أو الاجتماعية الاقتصادية. فقبل أن يكون المسلم مواطنا، فهو قبل كل شيء مؤمن. ومهما فعلوا فلم يجدوا عند الجماهير استجابة للتمكين لهم لأنهم لم يوقظوا عندها أي صدى، ولم يمسوا أي وتر من أوتارها، ولم يعبروا عن أي مثل من مثلها العليا . لم يكن يجمع بين غير الإسلامويين الذين قاموا بالثورة إلا الشبكات الاجتماعية ولم يكونوا موحدين إلا ظرفيا حسب مناهضتهم للاستبداد ورغبتهم في الحرية. وما أن بلغوا الهدف حتى لم يجدوا ما يفعلون معا. لم يكن لديهم لا الفكرة ولا الوقت الكافي لينتظموا في قوة سياسية قادرة على التأثير في الانتخابات التي جرى تنظيمها على عجل. وهم، وإن لم ينتخبوا لصالح الإسلامويين فهم لم يفكروا في تثمير قواتهم ليجعلوا منها ثقلا سياسيا. ومن المحتمل أن الكثير منهم لم ينتخبوا بتاتا. كانت الأحزاب اللبرالية التي تواجدت في عهد الاستبداد تتنازع على فُتات، مفضلة التحالف مع السلطة على التحالف فيما بينها. وواصلوا السير على هذا النهج الوعر، في العهد الجديد، بينما، من الناحية الحسابية، فقد حصلوا في تونس وفي المغرب على عدد من الأصوات والمقاعد يفوق ما حصّلته الأحزاب الإسلاموية. وعندما توحدوا، فقد كان توحدهم حول النهضة في تونس وحول حزب العدالة والتنمية PJD في المغرب. وحتى الشيوعيون دخلوا في هذه التحالفات المتنافرة. الإسلامويون لا يؤمنون، في قرارة أنفسهم، بالسيادة الشعبية بوصفها مصدر السلطة، ولا بالديمقراطية كإطار للحياة الدستورية، ولا بالمواطنة كمجموع حقوق وواجبات مناطة بالفرد. إنهم يتأقلمون مع هذه الأفكار التي تتعارض مع مبادئهم الرئيسية ماداموا لا يملكون خيارا آخر، وإلا كانوا قد مشوا بخطى ثابتة نحو نظام الخلافة ونموذج طالبان. السلفيون، الأكثر صراحة، لا يشعرون بأي حرج ليعبروا عن ذلك على رؤوس الأشهاد. لا سيادة إلا لله، وحتى عندما ينتخبهم الناخبون، فهم يرون أنفسهم منتخبي الله. المتظاهرون الذين أسقطوا المستبدين لا يعتبرون في نظرهم إلا أدوات سلبية (خاصة إذا كانوا أقباطا) لتجلي الإرادة الإلهية. وهم بذلك لا يدينون لهم بأي شيء، ولا يرون قتلاهم "شهداء" وكل حمدهم وشكرهم لا يكون إلا لله. إنهم يرون أن هؤلاء "الرومنسيين" قد أدوا نحوهم دورا شبيها بالدور الذي أدته العنكبوت نحو النبي وأبي بكر عندما لجآ إلى غار ثور للنجاة من ملاحقيهم قبيل الهجرة. هؤلاء الملاحقون شكوا أن يكون الغار مخبأ فعسكروا عند مدخله، لكنهم وهم يرونه مسدودا بنسيج العنكبوت، وَلّوا الأدبار. الإسلامويون يحملون بطبيعتهم عقلية الراعي تجاه رعيته، وهم بذلك يرون أن نتيجة التصويت تمنحهم الحق في سوق قطيعهم نحو المرعى الذي يبتغون. وهم يجنحون أيضا إلى البقاء في السلطة أطول مدة ممكنة لأنهم مقتنعون بأنهم الواسطة التي سوف يعيد بها الله بعث العالم الإسلامي.
إن الشعبوية هي فكرة هابطة عن الأيديولوجيات التي أرادت ترقية المصلحة العامة للجماهير ظهرت على هامش النظريات الاشتراكية والشيوعية. ولقد مس تأثيرها الفكر الإسلامي أيضا. المهم في هذا المعطى الجديد، هو أننا نتوفر على أرقام دقيقة لقياس الفرز السياسي ومعرفة الوزن الحقيقي لهؤلاء وأولئك. وبوسعنا الآن قياس المساحة المحتلة من طرف الإسلاموية في الخارطة السياسية العربية. لم نعد الآن رهينة الوهم بل رهينة الحقيقة والواقع. فعلى مجموع الهيأة الناخبة المقدرة بـ 7,6 مليون، تقدَّم 4 ملايين إلى الصناديق لانتخاب الجمعية التأسيسية التونسية. تحصل حزب النهضة على 37,02 من الأصوات و41,47 من المقاعد (90 على 217). المقاعد الأخرى عادت إلى عشرة أحزاب، و16 للمستقلين. في المغرب، كانت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية 45,40 %، من مجموع من الناخبين يساوي 13 مليون. حزب العدالة والتنمية الإسلاموي تحصل على 27,08 % من الأصوات المعبر عنها و107 مقعد من مجموع 395. في مصر، البلد الأصلي للأيديولوجية الإسلاموية، ليس هناك حزب بل ثلاثة أحزاب إسلاموية تتبارى، والأكثر اعتدالا بينها هو الذي تحصل على أقل الأصوات. الإخوان المسلمون (حزب العدالة والحرية) تحصل على 36 %، سلفيو النور على 25 %، والوسط على 5 %. وأخيرا، اللبراليون المنقسمون إلى 6 قوائم، حصلوا على 29,39 %. إذا نحينا التصويت القبطي، لم يبق سوى 20 % من المصريين ليسوا مع الإسلامويين. هذه الأرقام، فيما عدا مصر، تجعل فوز الإسلامويين نسبيا وكذا الخطر الذي يمكن أن يشكلوه على بلدانهم. في المغرب، أبعد الملك الخطر بعد أن أخذ المبادرة منذ بداية المظاهرات في بلده. نزع فتيل القنبلة قبل أن يسقط ضحايا وتنفلت الأوضاع. سبق الأحداث واقترح دستورا لقي قبولا في الاستفتاء، ثم دعا إلى انتخابات تشريعية. بنص هذا الدستور الجديد احتفظ بهيمنته على وزارات حساسة مثل الدفاع والشؤون الدينية، تاركا إدارة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للحكومة. في حالة تذمر الناس سوف يغضبون على الحكومة وليس عليه مما يجعله طليق اليد لعزلها والدعوة إلى انتخابات جديدة. فهو بهذا رابح على جميع الأصعدة. الخرقة الحمراء التي سوف تثير الثور الهائج مستقبلا لن تكون القصر الملكي، بل الحكومة..
N. B.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من استبداد الى استبداد
الشهيد كسيلة ( 2012 / 2 / 17 - 10:02 )
اين الاستاذ بوكروح ... لا خبر ...’’,,, لقد غيّب لانه مثقف .... ولانه ليس من نتاج الترقيات البيروفراطية الادارية التي لم تخرجنا من صيغة المخزن العثماني
بوكروح مع انه هو الاخر اراد الانطلاق من افكار اسلامية الا انه كان يريد اقتطاع قسم من الوعاء الانتخابي الاسلامي ليخوض به التجربة السياسية ويؤسس للحداثة
التي اسماها التجديد
لكن شرذمة الانقاذ كانت بالمرصاد له ومعها الطغمة البيروقراطية الجاهلة ، وقد ذكر لي احد الاسلامويين النافذين انهم - يخشون من منافسين اسلاميين اكثر من الشيوعيين لان هؤلاء الاخيرين نجحنا في جعل الشعب يرفضهم نهائيا - وفي الاخير ارى ان من يملك المدرسة هو الذي سيسيطر سياسيا وهذا ما تفطن له المشعوذون الاسلاميون الذين حولوا مناهج الدريس الى خطب جمعة

تحياتي


2 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2012 / 2 / 17 - 10:51 )
إذا تجاوزنا التاريخ من الخلفاء - العصر الذهبي - فإننا نستطيع أن نقول بأن تلك المجتمعات التي سيطرت على أكثر من نصف العالم لم تعرف معنى الإسلام السياسي - منتصف القرن العشرين - المودودي والندوي وقطب ولكن هناك أكثر من موقف فعلى سبيل المثال وسوف تكون مصر هي القياس - عبد الناصر توفي في عام 1970 وخلفه السادات فماذا فعل بعد طرد السوفيت ؟ تقرب للغرب وضرب اليسار أو الناصرية وقرب الإسلاميين الذين هم انفسهم أغتالوه ويتناول ذلك نجيب محفوظ في أغلبية رواياته بالرمزية ,, المرحلة كانت تتطلب ذلك - لا أحد ينكر علبة الباندورا لا بل أين كانت البندورة قبل تسلط الظلاميين ؟ حزب النور جديد في التشكيل ولكنه منذ سبعينات القرن الماضي تغلغل في صفوف الشعب المصري - لا تنسى الصراع والظروف الدولية فحلفاء الغرب امس من الطغاة سوف يكون بديلهم التيارات الإسلامية وبمباركة غربية - أنا أرى أن التجربة القادمة هي الفيصل فالمواطن لم يعد ذلك هو قبل الخروج للساحات العامة مع العلم أن أول الاحتجاجات لم تكن من قبل الإسلاميين بل من قبل أناس مستقلين او ليبراليين أو يساريين ولكن تجربة شباب الثورة ضعيفة في العمل السياسي


3 - شكرا للمترجم
task force ( 2012 / 2 / 17 - 14:54 )
لقد سبق لي ان اطلعت على مقالة نور الدين بوكروح في جريدة لوسوار دالجيري باللغة الفرنسية ولقد قام الكاتب ببذل مجهود محترم ليطلع عليها قراء الحوار المتمدن من المشارقة فله الشكر الجزيل على ذلك وبالمناسبة فان النص الاصلي اكثر دقة ومغزى نظرا لان يوكروح يجيد الفرنسية بشكل متعمق كمعلمه المرحوم الفبسلوف مالك بن نبي فلقد كان مشاركا في الندوات التي يقيمها بن نبي في منزله في اواخر الستينات واوائل السبعينات تدار بالفرنسية في غالب الاحيان الا عندما تردد بعض الايات القرانية لقد كان المشاركون بالعشرات لم يبقى منهم من مريد الا ما ندر ومن بينهم بوكروح وانتفض غالبيتهم من حوله لاننا لم ندرك عمق الافكار التي يحملها مالك بن نبي الفيلسوف ولم نكن ننظظر اليه الا انه درويش متفلسف او فيلسوف درويش واشغلتنا الحياة بمرارتها عن الاهتمام بفكره العميق فشكرا للمترجم الذي اناب عنا في تكريم ماللك عن طريق مريده بوكروح وبالمناسبة فان السيد كسيلة الشهيد يتساءل اين بوكروح فاجبيك انه في اقامة الدولة غرب العاصمة الجزائر يتمتع براتب التقاعد ب اريعين مليون سنتيم غير منقوصة بصفته وزيرا سابقا في حكومة المحروسة ة


4 - لنأمل خيرا
رويدة سالم ( 2012 / 2 / 17 - 17:17 )
شكرا استاذي عبد القادر على الوجبة الدسمة التي قدمتها لنا
بالفعل الظرف العام كما قدم الكاتب في هذا المقال هو من سمح للاسلامويين بالوصول الى الحكومة في تونس.. سعيٌ لإثبات انتماء وهوية اكثر من ارساء ديموقراطية او دفاع عن حقوق سياسية لا يدركها اغلب الشعب لأنها لا تنتمي الى اي أبجديات ثقافية ..
فشل الترويكا بقيادة النهضة السياسي وخاصة الاقتصادي لتنظيم البلاد والحد من العنف الذي يذكيه السلفيون ويستغله المعارضة لإبراز تواطئ النهظة مع الفكر الاقصائي الدخيل على الثقافة الشعبية التونسية يسبب امتعاض الكثيرين ولا يمنح اي امل في فوزهم ثانية بالانتخابات الا اذا قاموا بتزويرها وحتى في تلك الحالة لن يسكت الشارع الذي تعلم ان ينقد وينتقد كل تحرك وبهذا فلا اعتقد ان هناك خوف كبير من احتلالهم للساحة السياسية لمدة طويلة
اعتقد شخصيا ان البديل في الانتخابات القادمة سيكون حزبا معتدلا كالتكتل رغم الانتقادات الموجهة حاليا لقياداته ولن يكون باي حال النهضة

مت بكل خير استاذ


5 - أخي عبد القادر شكراً لك
سيمون خوري ( 2012 / 2 / 17 - 17:39 )
أخي عبد القادر المحترم تحية لك وشكراً على جهدك في ترجمة هذه المادة للتعرف على وجهات نظر أخرى. نتفق أو نختلف معها لكنها تستحق في كلا الحالات التوقف عند العديد من الأفكار الهامة المطروحة في هذه المادة الغنية لكاتب وسياسي يمتلك تجربة هامة.ومع ذلك نأمل أن تكون هذه المرحلة الإنتقالية قصيرة . ونكتفي بما إحتواه صندوق منطقتنا المتخم بالأفاعي. في الميثولوجيا اليونانية النهاية كانت قطع رأس ميندوزا مع التحية لجهدك


6 - الحياة بركان ينفجر كلما تهيأت ظروف الإنفجار
الحكيم البابلي ( 2012 / 2 / 17 - 18:15 )
زميلنا العزيز قادر اسماعيل
مقال مُقنع جداً ، نجد فيه بعض الأفكار التي تُسلط الضوء على ما حدث وما يحدث من مفاجآت في المساحة الحياتية التي حولنا
إستقطب إهتمامي المقطع الباحث عن المسببات الجذرية جداً التي ربما لم تخطر على بال الكثير من الناس ، وذلك في قول الكاتب : دون أن ننسى الأحقاد القديمة : الإستعمار ، الدعم غير المشروط لإسرائيل ، العنصرية المعادية للعرب ، كراهية الإسلام ، ومن هنا يأتي رد الفعل النافر والرفض الغريزي التام
وهذا صحيح ... فعلى مر الأيام والسنين وجدت شعوب بلداننا ، أن الديمقراطية والحرية والعلمانية التي عند الغرب ، هي للغرب فقط ، بينما تحولت لأفعى غريبة لدغتهم عبر تعاملهم مع الغرب ، ولهذا فضلوا عليها أفعاهم الإسلامية ، فالناس عادة يتقبلون ويصبرون على شرور أولادهم أكثر من صبرهم على شرور الغريب
المشكلة أكبر بكثير من أن تُفهم أو تُحل ، وبرأيي الحل الوحيد سيفرض نفسه عاجلاً أو آجلاً ، وهو الحروب الكبيرة التي وحدها ستفرز عالماً جديداً يرضى به الغالب والمغلوب ، وقد لا يكون مُريحاً لبعض الجهات ، لكنها الحياة !! ، وهذا ديدن البشرية مذ قالوا بلى
تحياتي


7 - تعليق في غير مكانه
سيمون خوري ( 2012 / 2 / 18 - 05:37 )
أخي عبد القادر المحترم قرأت تعليقك على مادة اليونان صباح اليوم ربما أعود للكتابة مجدداً حول نفس الموضوع . لكن في مطلق الأحوال التجربة التي تتحدث عنها في بعض البلدان الأوربية مطبقة في اليونان منذ نحو عامين وأدت لحماية عدد كبير من الشغيلة . الأن أصبحت الشروط مختلفة هناك مضاربة واسعة في البورصة العالمية بهدف إفلاس البلد عمدا . من المسؤل الجميع يتحمل المسؤلية القيادة السياسية الفاسدة أولا ثم المجتمع اليوناني مع التحية لك


8 - تعليق
حامد حمودي عباس ( 2012 / 2 / 18 - 12:42 )
لدينا في العراق ، افلحت القوى الاسلاموية وخلال زمن قياسي ، ان تستثمر ما تركته الاحزاب الليبرالية والماركسية من فراغ ، لتحول الجماهير الى إمعات تتحرك وهي غافية ، وتنتخب وهي غافية ايضا .. ولا مناص الا من الاعتراف بانعدام فاعلية الجماهير العربية تماما عن توجيه الدفة وباتجاهات اخرى غير الاسلامويين .. شخصيا لا اعرف مدى صحة مذهبي بان زمنا طويلا سيمر ، قبل ان نستطيع بسط افكارنا عن طبيعة الحركات الشعبية عموما في بلداننا وباشكال تختلف عن واقع الحال هذا .. تحياتي للاخ عبد القادر


9 - إلى الأخ كسيلة
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 15:56 )
شكرا لك أخي كسيلة على المرور والإضافة الهامة. أقف عند ملاحظة هامة وردت في تعقيبك بأن: ((الاسلامويين يخشون من منافسين اسلاميين اكثر من الشيوعيين)). وهذا صحيح جدا يبين أنهم لا يقبلون إلا أنفسهم في الساحة. في البداية خوّفوا الناس من الديمقراطية ثم الشيوعية، ثم العلمانية. وكلما فرغوا من (عدو) نصبوا لهم عدوا آخر. لعلك لاحظت أن شعارهم في انتخابات 1991 الجزائر كان: (لا نهضة، لا حماس، الجبهة هي الأساس) وكتبوه في كل مكان، رغم أن النهضة وحماس حزبان إسلاميان. أما حزب التجديد فحتى نحناح (المعتدل) رفضه قائلا : كيف يكون إسلاميا وهو لا يصلي؟ تحياتي


10 - إلى اأخ شامل
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 16:01 )
شكرا لك أخي شامل على المرور. رأي الكاتب أن الإسلامويين ليسوا في حاجة إلى بذل الجهل من أجل إعداد حزب وبرنامج وإقناع الناس لأن الواقع التعليمي والمسجدي والإعلامي يُعِدّ الناس لذلك، بالإضافة إلى دور الاستبداد في ترك مستوى الناس هابطا عبر لجم الحريات والتفكير الحر. تحياتي


11 - إلى task force
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 16:07 )
شكرا على المرور. طبعا من الصعب أن تكون الترجمة معبرة تماما عن النص المترجم. ألا يقول المثل الإيطالي (Traduttore trattore) أي المترجم خائن؟
من جهتي وددت لو كنت أكثر إيجابية وقدمت لي أمثلة عن تقصيري لأستفيد منها. تحياتي


12 - إلى السيدة رويدة سالم
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 16:10 )
شكرا رويدة على المرور. ملاحظتك الدقيقة تبين المأزق الحقيقي الذي يواجهه الإسلاميون وسوف يكونون إمام خيارين لا ثالث لهما: التغير أو الاندثار غير مأسوف عليهم. تحياتي


13 - إلى الأخ سيمون
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 16:27 )
شكرا لك أخي سيمون على المرور. في الحقيقة يمكن قراءة أسطورة بندورا من مناظير مختلفة، ليست كلها سلبية. كان زايوس الأله الأكبر قد وضع في الجرة شرورا كثيرة ميزت تاريخ الإنسان: الشيخوخة، المرض، الحرب، المجاعة، البؤس، الجنون، الطمع، الغش، الولع، الرجاء، الفضول...
وعندما فتحت بندورا العلبة عاصية وصية زايوس انطلقت كل هذه الشرور. لكن بعض هذه الشرور هي من صميم نجاح الإنسان مثل الفضول الذي يحاربه رجال الدين أي حب المعرفة. سقوط آدم وحواء كان بسبب الفضول، ألم يقل لهما إبليس (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ). الميزة الإيجابية هنا هي رفض الطاعة العمياء.
تحياتي


14 - إلى الحكيم
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 16:34 )
شكرا لك يا حكيم على المرور. رأيي أننا لا يجب أن ننظر إلى العلاقات بين الناس أو بين الدول بنظرة مثالية. العالم مازال يتحكم فيه التوحش. وأنا كما ما تعرفني أميل أكثر إلى تحميل المسؤولية للمظلوم قبل الظالم. خاصة إذا كان المظلوم يرفض التعلم والتنظيم والتفتح على الآخر والاكتفاء بما عنده من موروث متكلس كما هو حالنا. تحياتي


15 - إلى الأخ حامد
عبد القادر أنيس ( 2012 / 2 / 18 - 16:45 )
شكرا لك أخي حامد على المرور. قد أكون أكثر تفاؤلا منك الآن. فأنا أرى أن هناك تسارعا في تحول المجتمعات البشرية. صحيح أن الإسلاميين يجدون الساحة أمامهم ممهدة، حسب رأي الكاتب، ولكنهم دفعوا ثمن نجاحهم. لاحظ معي مثلا أنهم أسرع من الحداثيين في استغلال منجزات العلم في دعايتهم مقارنة بالقوى الأخرى. لماذا؟ عدد المواقع الديمقراطية العصرية هزيل أمام مواقعهم المتخلفة. لم تعد حجة الاستبداد اليوم كافية لتبرير إحجامنا كعلمانيين عن الدخول بقوة في المعركة. بل أستطيع أن أجزم أن غالبية العلمانيين أعجز حتى عن نشر علمانيتهم بين ذويهم الموثوق فيهم. لكن إلحاح الواقع كفيل بنا وبهم. تحياتي

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا