الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والمناقضة

مرتضى عبدعلي مديح

2012 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية هي نظام الجميع من اجل الجميع والمناقضة هي سلوكيات او افكار او جدالات تناقض متبادلة بين الانظمة المختلفة. وبسبب التوجهات العامة لحوار الحضارات غالبا ماتكون هناك مناقضات بين الديمقراطيين وبين المتدينين وخاصة في مجتمعات المسلمين في الدول العربية. محاولة معرفة النظامين الثقافيين للديمقراطية والتدين في المجتمع العربي مهمة لتحديد التشابهات والتطابقات لزيادة فرص التعايش وكرامة البشر.
الانتخابات او الانتقاءات هي عملية تحشيد وعملية تكبير وتصغير(تكبير مستوى شخص لشغل منصب قيادة وتصغير مستوى شخص لعدم شغل منصب قيادة) في الجو الديمقراطية تكون هذة العملية سلمية وواقعية وموضوعية.تعود فكرة التحشيد والتكبير والتصغير الى بداية التجربة الاسلامية في واقعة السقيفة وتعود الرغبة في الديمقراطية مع عدم وجود ثقافتها الى تاثير الجذر الحضاري للتجربة او الى اعمال الثقافة الاصلية وفق التشكلات الحديثة التي تضمن الربحية او التفوق كما كان ذلك في التاريخ .هذه العملية لاترتبط كليا بالاله اي انها عملية بشرية وليست الهية (او فوقية) وهو ماينسجم مع معنى الديمقراطية في (تحديد المجموعة البشرية لشكل الرئاسة وطبيعة النظام)هذا يعني ان الجمهورالاكبر من المجتمعات العربية تنسجم مع الديمقراطية من ناحية الاعتقادات والتاريخ فيما على العكس من ذلك اولئك الذين يقولون بالاختيار الالهي للقيادة والرئاسة. ان فكرة النائبية قد تتعارض مع مبدا الاختيار الالهي للقيادة والرئاسة الا انها تنسجم مع الديمقراطية بسبب عدم الاختيار البشري وامكانية الاختيار البشري. الغيبة ابقاء احتمال استمرار المبدا قائما كحالة فكرية وهنا هذه الفكرة تندرج ضمن الحرية الفكرية وحرية الاعتقاد في الجو الديمقراطي ولا ترتبط باليات الديمقراطية او طبيعة النظام وقيادته حاليا .الديمقراطية لا تتعلق بالاختيار الالهي وهي كليا ترتبط وتتعلق بالاختيار البشري كمجموع للنظام السياسي والقيادة وحياة الجماعة او الامة والافراد. من جهة ثانية ان مبدا الاختيار الالهي يرتبط بمفهوم عدم الفرضية وهو مفهوم معاكس للديكتاتورية ومطابق للديمقراطية وهذا يعني امكانية استمرار الديمقراطية مع تواجد مبذا الاختيار الالهي. مسار الديمقراطية بوجود هذا المبدا يختلف في المجتمعات الحالية فهو في ايران يسير وفق مركزية القيادة الدينية النائبة التي قررت قانونيا ابقاء النظام على تلك الصورة مع امكانية تغيير الرئاسة نحو الاختيار الالهي وفق تصوراتها. في العراق تم الاعتماد على طريقة اخرى هي تعدد المراكز بين حكومة ديمقراطية وقيادة دينية مستقلة في لبنان والبحرين قيادات حزبية او فئوية كل هذه المسارات تتم في جو ديمقراطي يعتمد على الطبيعة السكانية للبلد والظروف السياسية. مبدا العرف او الواقعية في مبدا الاختيار الالهي هو ما قد يحدد احد هذه المسارات او مسارات اخرى مستقبلية وهو ماقد يعني عدم الفوضوية او عدم العنف وهي سمات ديمقراطية ايضا. الديمقراطية بسبب طبيعتها الموضوعية وواقعيتها تعد مكسبا انسانيا ومن ضمن مفاهيم مبدا الاختيار الالهي يوجد ايضا مفهوم المكسب الانساني كمحدد للاتجاه وهذا يعني تطابق اخر بين الواقعين من حيث المفاهيم والاهداف والسلوكيات والاساليب. ما يبدومن وجود تناقض بين النظامين يحكم عن طريق مفهوم المكسب الانساني او الواقعية والسلمية وليس العنف . رغم ان القوانين في ظل الديمقراطية هي قوانين بشرية بوجود ثقافة الا ان النموذج المنهجي للديمقراطية والانظمة العالمية تستلزم الموضوعية القانونية او القانون الموضوعي في القوانين الوضعية. القانون في مبدا الاختيار الالهي يتفق مع الاختيار البشري (الديمقراطي) في وجوب امكانية القانون الموضوعي او الموضوعية القانونية اذ ان ذلك احد المفاهيم الضمنية لتصوراته وتوجهاته. رغم اختلاف مصادرالتشريع الا ان الفكرة اوالمفهوم وراء طبيعة التشريع هي فكرة واحدة تماما وهي القانون الموضوعي وهذا يعطي حلا متوازنا لمسالة تعدد مصادر التشريع او تناقضها حسب التصورات الحالية للاختلافات الحضارية او الانظمة السياسية او السلطات التشريعية. بالاضافة الى ذلك ان مفهوم القانون الموضوعي يحكم السلطة التشريعية ويحددها في النظام الديمقراطي او في مبدا الاختيار الالهي ووجود هذا المفهوم واعماله سيكون توازن لشكل السلطة التشريعية. هناك ايضا المشاركة وهي من صفات الديمقراطية وان طبيعة مبدا الاختيار الالهي الفردية تحدده كشرط ايضا للعمل اذ ليس بمقدور فرد واحد مهما كانت طبيعته القيام بكل الوظائف الجماعية وهذا يستلزم المشاركةوهو تطابق اخر بين النظامين الثقافيين.التداول السلمي للسلطة في الديمقراطية كصفة مركزية يحدده مفهوم المكسب الانساني والواقعية في مبدا الاختيار الالهي اذ ان اللا عنف هو من المبادئ التي يمكن ان توضع في مفهوم المكسب الانساني الحضاري او ضمن مفهوم اخر هو مفهوم وحدة الجماعة البشرية الذي هو من مفاهيم مبدا الاختيار الالهي ومتطابق تماما مع المفاهيم الديمقراطية. ان مفهوم وحدة الجماعة البشرية يساعد على تاكيد مفاهيم التعددية والعمومية وعدم الفئوية مما يعني تطابق اخر بين النظامين في الاساسيات او المبادئ المركزية. ايضا ان مفهوم نظام الجميع من اجل الجميع كتعريف مبسط للنظام الديمقراطي هو جزء من مفهوم وحدة الجماعة البشرية في مبدا الاختيار الالهي. وجود هذا التطابق بين الديمقراطية والتصورات الدينية ينفي اي تناقض او مناقضة وخاصة في الصفات الاساسية والمفاهيم المركزية ويجعل كل جهة مناقضة فردية او جماعية غير موضوعية او بدون استنادات حقيقية ويبدو ان هذا التطابق يزيد من المكاسب الانسانية الحضارية والدينية للفرد والجماعة الانسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟