الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ضوء شمعة كونفوشيوس!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2012 / 2 / 17
كتابات ساخرة



ما أن يأتي الفصل الدراسي، إلا وتمارس إدارة الكهرباء في مدينتي شعائرها السنوية الظلامية، فما ان يحل المساء، حتى تقوم هذه الادارة بفصل التيار الكهربائي عن منازلنا لفترة طويلة!
وتساءلت، عن مغزى هذا التوقيت، الذي يعلن عن ذاته في عز معمة المذاكرة..
هل لأن العلم نور، وهذا يكفي للحفاظ على صحة أخونا الكهرباء، واختنا الطاقة؟!..
أم لأنها ضد العُلا، وطالبيه، وسهرهم المضني؟!..
أم أنها تعطيهم درساً خصوصياً في أن: الجهل كالظلام، بالتمام والكمال؟!..
أم لتعلمنا الزهد، والكف عن التهام النور كله، بالانسياق وراء فيلسوف الغبرة، المدعو: ديوجينيس، الذي رأوه يحمل مصباحاً في النهار؟!..
أم ماذا؟!..
حتى لا أكون من لاعني الظلام في حلكة الليل، أتيت بشمعة كونفوشيوس، وأوقدتها، وما أن أنتشر نورها في الحجرة، حتى طمعت أكثر، وتمردت على الشمعة؛ فهي لا تستطيع تشغيل الكمبيوتر، ولا التلفاز، ولا أي جهاز كهربائي آخر!
لا شك أن ما تفعله إدارة الكهرباء، بنا، ودون أن تدري، يجعل من أي مواطن، شخصاً عبقرياً وفيلسوفاً ـ وهذا يجب أن تشكر عليه -: فقديماً قالوا: "الحاجة أم الاختراع"، فماذا لو عدّلت في هذا القول، وقلت: "الحاجة أم الشراء"، وقمت بشراء مولد كهربائي على قدّ حالي، يحميني من غدر ادارة الكهرباء من جهة، ومن جهة أخرى، أكون قد نافست أخونا الفيلسوف، صاحب مقولة: "أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام"، فأقول لك: "قبل أن تلعن الظلام شغّل المولد الكهربائي"!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا


.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR




.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-


.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه




.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد