الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اتضحت معالم المشروع الامريكي في العراق؟

انيس الامير

2005 / 1 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يوما" بعد يوم بدأت تتضح معالم (المشروع الامريكي في العراق) واصبح العراق يدفع ثمنا" باهضا" لتداعيات وآثار هذا المشروع فالخسائر البشريه وصلت حدا" غير معقولا" وتحولت العديد من المدن العراقيه الى انقاض اضافة" الى المزيد من التدمير للبنى التحتيه والمزيد من الاثار النفسيه السيئه على المواطن العراقي.
ولم يحقق هذا المشروع وبعد مضي اكثر من عام ونصف من احتلال العراق أي شيء يذكر على صعيد اعادة الاعمار ويزداد الوضع الامني سوءا" يوما" بعد يوم ويتفاقم الفساد الاداري وتتدهور الخدمات الاساسيه الضروريه لحياة المواطنين كالكهرباء والوقود وغيرها. صحيح ان قوات الاحتلال لا تتحمل وحدها وزر الصوره القاتمه التي يعيشها عراق اليوم بل يشاركها المسؤولية ايتام النظام السابق والقوى الارهابيه القادمه من وراء الحدود ومن يدعمها من دول الجوار وغير الجوار الا ان قوات الاحتلال تتحمل القسط الاكبر من المسؤوليه نتيجة سياساتها التي لايمكن وصفها بانها خاطئه( من وجهة نظر امريكيه) بل يبدو انها تأتي في سياق المشروع الامريكي في العراق.
فالمشروع الامريكي في العراق الذي كان يعتقد الكثير من العراقيين ( من حسني النيه) انه يستهدف اقامة نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الانسان ويكون مثالا" يحتذى به في المنطقه يستند الى مبررات موضوعيه تنسجم مع المصالح العليا للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب الذي هو نتيجه حتميه للانظمه الاستبداديه السائده في المنطقة العربيه . ولقد تقبل الكثيرين الطرح الامريكي على مضض وارتضوا الغاء جزء كبير من ذاكرتهم المتعلق بدعم الامريكان للانظمه الاستبداديه الدمويه في العالم وفي مقدمتها نظام صدام في العراق وبينوشيث في شيلي وسوموزا في نيكاراغوا ولون نول في كمبوديا وغيرها على امل حدوث تغيير جذري في السياسه الامريكيه بعد انتهاء الحرب البارده وبعقب احداث 11 ديسمبر.
لقد اثبتت احداث عام ونصف في العراق ان المشروع الامريكي في العراق( وكما صرح بذلك مسؤولون امريكان على مستوى عالي ) يستهدف جعل العراق ساحة للصراع مع الارهاب مع مايسببه ذلك من مآسي وآلام للعراقيين وقد تجسد ذلك في العديد من المؤشرات:
1- عدم ضبط الحدود والسماح بتسلل الارهابيين من جنسيات مختلفه.
2- السماح لايتام النظام السابق باعادة تنظيم انفسهم والابقاء على نفوذهم في اجهزة الدوله في حين ان معالجة خطر هؤلاء لم يكن صعبا" على الاطلاق رغم امتلاكهم لموارد ماليه ضخمه وتسليح وتنظيم جيدين الا انهم يمتازون بالجبن والخواء الروحي وكان من السهل التعامل معهم بالاسلوب المناسب وابعاد شرورهم والى الابد.
3- السماح للكثير من الظواهر بالنمو كمظاهرة عسكرة (التيار الصدري).
4- تحجيم دور القوى الوطنيه العراقيه.
لقد تعاملت الاطراف السياسيه العراقيه مع المشروع الامريكي بتباين شديد تمثل في انقسامها الى خمسة فئات:
1- اطراف منخرطه ومروجه للمشروع الامريكي ( وهي قليله جدا" ولا تمتلك قواعد جماهيريه).
2- اطراف انخرطت في العمليه السياسيه واشتركت في مجلس الحكم الحكومه المؤقته لكنها ظلت بعيدة عن المشروع الامريكي.
3- اطراف انخرطت في العمليه السياسيه لكنها لم تشترك في مجلس الحكم الحكومه المؤقته و ظلت بعيدة عن المشروع الامريكي ايضا".
4- اطراف لم تنخرط في العمليه السياسيه لكنها لم تلجأ للعنف.
5- اطراف لجأت للعنف وفي مقدمتها انصار النظام السابق والقوى الدينيه المتطرفه.
ان الوضع الراهن في العراق يتطلب من القوى الوطنيه العراقيه المشار اليها في ( 2و3و4)فتح حوارات جادة ومسؤوله من اجل صياغة مشروعي وطني عراقي يستند الى القواسم المشتركه لهذه القوى والتي نعتقد انها تتمثل في النقاط الاساسيه الآتيه:
1- بناء مؤسسات الدوله.
2- انسحاب القوات الاجنبيه باسرع وقت ممكن وتحقيق السيادة الكامله.
3- نبذ العنف واشاعة مبدأ الحوار.
4- ارساء نظام سياسي جديد يقوم على اساس التعدديه والاحتكام الى ارادة الشعب عبر صناديق الاقتراع واحترام حقوق الانسان الاقليات وترسيخ مبدأ سيادة القانون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة