الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يخوطون بصف الاستكان.....!!!

حمودي جمال الدين

2012 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يخوطون بصف الاستكان......!!!
نقل التلفزيون الرسمي للحكومه العراقيه, وقائع جلسة مجلس النواب ليوم 16 شباط ,والتي كان جزئ منها مخصص لمناقشة بنود الميزانيه العموميه للسنه الماليه 2012 .
وبما ان المشرع المالي قد عرّف الميزانيه الماليه للدوله( بانهاعباره عن وثيقه تصب في قالب مالي قوامه الاهداف والارقام او هي الجداول المتضمنه ايرادات ومصروفات الدوله لسنه ماليه واحده).
فالاهداف تعبر عما تنوي الدوله من القيام به من مشروعات اقتصاديه واستثماريه, ومما تقدمه من برامج خدميه بكافة اشكاله وتنوعاتها.اما الارقام التي ترد في هذه الوثيقه, فهي تعبر عما تلتزم به الدوله انفاقه, على هذه الاهداف وما تتوقع تحصيله من واردات خلال الفتره الزمنيه القادمه والتي تحدد بسنه واحده .
فهذه الوثيقه ذات اهميه قصوى في حياة العامه للمواطنين, لأنها تبين السياسه الماليه للدوله ومدى متانتها او ضعفها, وبالتالي يجب الاطلاع عليها ,لأنها تمس حياة المواطن العراقي بالصميم ,لكونهاى تعنى بتنظيم حياته المعيشيه وما ينعكس عليه من خدمات ومشاريع مستقبليه ولمدة سنه واحده.
إلا ان المتتبع لتلك المناقشات والمداخلات التي تعرضت عليها هذه الوثيقه, من قبل اعضاء مجلس النواب الموقر, يتلمس ان اغلب البرلمانين غير مدركين اهمية وجدوى تشريع هذه الوثيقه لبلدهم ولمواطنيهم ولا حتى لحيثياتها .
حيث شعرتُ من خلال متابعتي للجلسه ان الاخوه البرلمانين نقلونا الى مراحل الدراسه المتوسطه....!! والى درس الاجتماعيات بالخصوص..!! حيث يحضّر الطالب الدرس ويدرخه عن ظهر قلب دون ان يكلف نفسه مناقشة الموضوع عقليا مع نفسه ليفهم مغزاه ومعناه .فالمهم عنده في كيفية الاجابه لأسئلة الاستاذ في اليوم التالي حتى يتميز عن اقرانه بالتحظير وسرعة الاجابه .
هكذا حال البرلمانيون اليوم طلبوا منهم قبل فتره مناقشة الميزانيه وحددوا لهم موعدا معينا لهذا الغرض .
فعادوا الينا باوراقهم ليتلو فقراتها على مسامعنا, دون ان يكلفوا انفسهم ان يعرفوا معنى الميزانيه وما تحويه من ابواب وفصول ومواد واجزاء, وعلى ما اعتقد انهم تدارسوا فيما بينهم ونقلوا بعضهم على بعض , لهذا كانت اغلب المداخلات التي طرحت في النقاش متشابه ومتكرره وتعطي نفس المعنى والمغزى , او على ماظن انهم اعتمدوا على كتلهم وبما اوحت لهم من فقرات تم توزيعها عليهم كي يطرحوها وتاخذ الاكثريه في المجلس, حسب وزن الكتله وثقلها, وهنا ياتي دور المفاضله وما ستحصله الكتله ومؤيديها من بنود في الميزانيه ومايرد عليهم من نفع لو شرعت دون ان يحسب للمواطن العادي أي لاحساب .
اتسمت بعض المداخلات للساده النواب بالعواطف من خلال دغدغت مشاعر العراقين البسطاء في طروحاتهم, لكي يقال ان النائب الفلاني طالب لنا بحقوقنا دون ان يعي هذا السيد النائب ان ما يطرحه خارج بنود المعقول والمقبول ولا يستقيم مع اقتصادية امه وشعب يريد النهوض والتقدم والبناء ,وتقديم اقصى ما يمكن من خدمات تهم الجميع دون التميز بين شريحه واخرى من شرائح المجتمع العراقي. كما لايراد لهذا الشعب ان يكون كسولا متهاونا في اداء الواجبات الملقاة عليه في المشراكه ببناء الوطن لو اجلسته في البيت وخصصت له موردا ماليا من خزينة الدوله ,بحجة حقه من وارداتها في حين ان وارداتها لو اتخذت طريقها الصحيح بالانفاق لانعكست على عموم الشعب بالتساوي .
الميزانيه تناقش دون معرفة الحسابات الختاميه للسنوات السابقه ,وهذه المعلومه لاول مره يطلع المواطنون عليها , حتى الكثير من اعضاء المجلس لم يعرفوا ان ميزانيات السنوات السابقه ولمدة ثمان سنوات لم يقدّم بها أي حساب ختامي, كلها عباره عن مسودات غير مصادق عليها من قبل الحكومه, ولم يطلع عليها لا الدورات السابقه ولا الدوره الحاليه لمجلس النواب .
فهل هذا جائز حسابيا وتشريعيا؟؟؟
كيف يعرف المدقق الحسابي والمتتبع المالي اين ذهبت واستقرت الاموال التي خصصت للميزانيات السابقه ولمشاريعها ؟؟
وهل كانت مطابقه لاوجه الصرف التي اعتمدتها في الميزانيه من اموال ام اتجهت واخذت طريقها الى اوجه صرف اخرى غير معلومه ومثبته كاعتمادات في الميزانيه التخميمنيه ؟؟
, فالمفروض هناك كشوفات تفصيليه للحسابات الختاميه للسنوات السابقه وبكل التفاصيل وتقارن بين الانفاق والايرادات ,والمفروض اطلاع الشعب عليها ليعرف اين ذهبت وارداته واين انفقت امواله حتى يعطي ثقته بحكومته التي ااتمنه على ادارة ثرواته .
وردت في الميزانيه فقره تخص المنافع الاجتماعيه للرئاسات الثلاث ,وبمبالغ باهضه , في حين ان المشرع العراقي وتحت ضغط الشعب رفعها بعد التصويت عليها بالاغلبيه وروجت في الاعلام سابقا وحسبت نصرا للشعب ولبرلمانه.
فلماذا يعاد الاعتماد لها في الميزانيه الجديده ؟؟؟
هل هذا ضحك على ذقون الشعب؟؟
وهل كل هذه الفتره يتستر البلمان على الاستمرار بصرفها والذي حصل مجرد اعلام كاذب ولا صحة لرفعها اطلاقا؟؟
اما اذا فعلا صادق البرلمان على رفعها فاين مصداقيته واين دوره الرقابي والتشريعي يبدوا ان الحكومه اقوى واثبت في قراراتها من سلطاتنا التشريعيه والرقابيه العليا.
وثمة تساؤل عريض اثير في الجلسه وربما لم يطلع عليه اغلب العراقين من اين اتت 7 مليار دولار مصروفه من قبل الحكومه خارج ميزانية 2011؟؟؟
وما هي اوجه صرفها؟؟
في حين تنص التعليمات الحسابيه في قانون اصول المحاسبات العراقيه الماده الخامسه(( ليس للوزارات والدوائر ان تتجاوزالاعتمادات المخصصه لها من الميزانيه العامه ولا ان تزيد اعتماداتها باي نوع من الايرادات الخصوصيه كما ليس من حقها ان تدخل في تعهدات من شأنها تجاوز الاعتمادات مقارنة بالارقام الحقيقيه لمصروفات الدوله وايراداتها مع الارقام التخمينيه لامكان معرفة مدى التزام اداراتها بنود الميزانيه التخمينيه)
ولنا تساؤل ايضا لماذا تصر بعض الجهات على المصادقه الفوريه لمجلس النواب على الميزانيه العموميه الحاليه دون الالتفات الى الحسابات الاختاميه للسنوات السابقه والتي تبين الفرق بين الايرادات والمصروفات ومدى تطابقها مع الميزانيه التخمينبيه للسنوات السابقه.
حمودي جمال الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ