الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بركاتك يا شيخ حسان !!

احمد عبدالمعبود احمد

2012 / 2 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بركاتك يا شيخ حسان !!
نظرا لأننا نحيا في زمن المسخ بعدما أصبح المال أغلى من دماء الشهداء و اختلاط الباطل بثوب الحق تحت مسمى العدل و أما الوطنية فأصبحت عمالة و الغيرة على مستقبل مصر أصبحت خيانة و الثائر الحق أصبح بلطجيا لأنه لم يقدس حكم العسكر
أما المدهش في ثورتنا العظيمة بشهدائها و النبيلة بمطالبها العادلة و الثرية بعقول مفكريها الذين تحولوا بقدرة قادر و بسرعة الصاروخ إلى مجاهدين و ثوار أشد من ثوار الميدان وأنهم لا يخافون في الحق لومه لائم و إن لم يكن للحق أو المطالبة به مكانا أصلا في فترة حكم المخلوع مبارك حيث نرى التناقض في مواقف المتحولين أو كما يدعون الزاهدون في الشهرة و الأضواء و العمل بالسياسة إلى الثائرين لكرامة المصريين ضد صلف و غرور السياسة الأمريكية ضد مصر وكأن انتهاك الكرامة في عهد مبارك كان حلالا أما انتهاكها على يد الأمريكان فهو حرام شرعا و كأن الكرامة تتجزأ كتجزئة المواقف قبل الثورة و بعدها حيث تحول المناهضين للثورة إلى الملهمين لقيامها فمنذ متى و مواقفهم السياسية واضحة و معلنة هكذا لا أعلم و لكن
ليعلم الجميع اننى لست ضد حملة جمع المليار دولار بدلا من المعونة الأمريكية التي أطلقها الشيخ محمد حسان من التليفزيون المصري و الذي أقدر علمه الديني قدر تقديري لمواقفه السياسية التي كانت تحرم الخروج على الحاكم وكذلك مواقفه المتباينة من الثورة و الثوار و فجأة يصبح شيخنا الداعية ! ثائرا و مناهضا لانتهاكات السياسات الأمريكية في مصر قرة عينه الم يكن يدرى بتلك الانتهاكات في زمن المخلوع على مدار (30 ) عاما و أكثر و هل علم بها أيضا شيخنا فجأة كقضية التمويل الأجنبي لمؤسسات المجتمع المدني كبقية البسطاء من شعب مصر هذا الشعب الذي يثق في شخصه و المصدق لمواقفه كحب الأعمى إلى قفة عيون ليرى نور الثورة التي قامت لتهدم الفساد في الأفكار و المعتقدات و المواقف و حتى تبنى الأمجاد التي راح و ضحى من أجلها شهداء مصر الأبرار في معظم قرى و مدن مصر
ولكن نظرا لتخلى الدولة عن دورها و فقدان الأزهر الشريف لسلطانه فأرجو منكم ألا تغضبوا من ظهور شيخنا الثائر ليتصدر المشهد السياسي على غير عادته و ينادى بجمع التبرعات للاستغناء عن المعونة الأمريكية التي أصبحت هذه الدعوة أفضل عنده و عند علمائنا من المطالبة بالقصاص للشهداء هؤلاء الشهداء الذين أصبحوا في خبر كان على يد مجلس العسكر الذي تخاذل في تأمينهم و اتفق مع وزراء داخليته بالتوالي على تصفيتهم مدعومين بغطاء شرعي من مشايخنا على القنوات الفضائية و التي ما زالت تحرم الجهاد و لو بالوقوف في وجه الحكام الطغاة بالكلمة أو الاعتصام أو الإضراب فبتخاذلهم ساعدوا المجلس العسكري إلى أن يدبر لهم المذابح و لنا أن نتساءل هل وقوف شيخنا بالفضائيات و التليفزيون لمناصرة مجلس القتلة باسم استقرار الوطن و حمايته هذا حلال أم حرام و هذه سياسة أم دين أم مازال شيخنا و شيوخنا مع عدم جواز الخروج على المجلس العسكري كما كانوا مع عدم الخروج على مبارك ألا يعلم مشايخ و علماء الفضائيات المدافعين والموالين للمجلس العسكري على حساب حرية و كرامة شعب مصر بقول رسولنا الكريم (ص ) -- إن أفضل الجهاد مقولة حق في وجه سلطان جائر -- وقوله بأن (الساكت عن الحق شيطان أخرس ) و ليعلموا أيضا أن كل من يحكم و يتحكم في مصائرنا الآن بأنه (من يربى القط فعليه أن يتحمل الخرابيش) و إن ما أخشاه هو أن يتحول القط في يوما من الأيام إلى ذئب ينهش في أجسامنا جميعا و التاريخ ليس ببعيد فالسادات و وزير داخليته هما أول من بدأ عملية تدريب الإسلاميين لإجهاد الناصريين فعندما فرغوا منهم و اذاحوهم من طريقهم انقضوا علي السادات و قتلوه فكانت نهايته المحزنة كما أتمنى ألا نختزل حضارة (7000) سنة في شخص حسان رغم ثقتي في وطنيته لكن المثير للجدل هو أن شيخنا لم يستثار من انتهاك عذرية بنات مصر و لم ينتفض عندما خلعت ملابس إحدى بنات مصر على يد العسكر و لم يثور عندما رأى الأمهات الحزينة على الشاشات تطالب بالقصاص و لم يثور عندما عرف بمذبحة بور سعيد المدبرة و بدلا من مطالبة العسكر بالقصاص يطالب بالمبادرات التي يكون فيها هو النجم أو المنقذ للمجلس العسكري الذي ترك له الفرصة لتجميل صورته أمام الرأي العام لما يتمتع به الشيخ من حب و تقدير من المصريين و لنا أن نساءل منذ متى و شيخنا يعمل بالسياسة ؟و لكن عذرا العيب ليس في الشيخ ولكن العيب في غياب الأزهر الذي تأخر عن تقدم الصفوف حتى يمسك بزمام الأمور حتى تكون عجلة القيادة في يده ليطلق هو مبادراته (ضد الأمريكان و الفساد ) و مساندة القضاء بالقصاص العادل للشهداء فإن المقصود من هذه الحملة و في هذا التوقيت بالذات هو تضليل المصريين و إخفاء عيون العدالة عن مطالبة العسكر بالقصاص من قتلة الثوار من موقعة الجمل إلى مذبحة بور سعيد و تسليم السلطة للمدنيين حقنا لدماء مزيد من الشهداء الذين أصبحت دمائهم في زمن العسكر أرخص من شربة ماء لأننا في عيونهم أشبه بفقاقيع تتطاير في الهواء و لا عزاء لأهالي الشهداء ونتمنى لهم أن تصلهم بركات الشيخ حسان حتى يحصلوا على حقوق شهداؤهم كما وصلت لأموال المعونة و ذلك كله بفضل بركات الشيخ حسان 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ احمد عبدالمعبود المحترم
عبد الوهاب زيتون ( 2012 / 2 / 18 - 02:18 )
أجمل تحيه لشخصك النبيل علي هذا المقال القيم
لقد ذكرت في مقالك سلسله من الجرائم التي ارتكبت في حق المصريين الشرفاء منذ قيام ثوره ٢٥ يناير، سوالي لك: هل عدم ذكرك لمذبحه ماسبيرو هو من قبيل السهو؟ اجابتك ستوضح لي ما اذا كنت تنظر للمصريين بعين المساواة بصرف النظر عن الديانه. دمت طيبا


2 - الدين لله و الوطن للجميع
احمد عبدالمعبود احمد ( 2012 / 2 / 18 - 13:59 )

عزيزى الاستاذ عبدالوهاب زيتون
أود توضيح عدم ذكر مذبحة ماسبيرو ليس بغرض اقصاؤكم و لكن نظرا لأننى تناولتها فى موضوعات سابقة لى و طالبت لهم بالقصاص من القتلة و لكن تباطؤ العدالة و اعلامنا الردىء هو الذى جعلنا نميز و نتصرف بشكل عرقى و نسوا أننا منذ آلاف السنين و نحن نسيج واحد و شعب واحد لأننا مصريون واعلم أنهم لن يفلحوا فى تمزيقنا ابدا لأننا نؤمن بأن الدين لله و الوطن للجميع


3 - المشكله الحقيقيه
ناديه احمد ( 2012 / 2 / 19 - 11:35 )
المشكله ليست فى المعونه , اوروبا قامت بعد الحرب العالميه الثانيه بمساعدة مشروع مارشال الذى قدمته امريكا وقدمت امريكا لاسرائيل ولازالت تقدم لها المعونه ونحن نرى ان اسرائيل هى التى تملى شروطها على امريكا وليس العكس . المشكله التى يريدون التخلص منها هى منظمات المجتمع المدنى لانها هى التى تعلم الشعوب كيف يطالبون بحريتهم . للاسف لم نتعلم ان الشعوب تثور حينما تسلب حريتها وحينما تشعر بالظلم والتهميش والفقر وليس لان بعض المنظمات تثير الفتن هذه المنظمات تعمل فى اغلب دول العالم ولم تستطيع ان تثير فتنة واحدة , امريكا نفسها لا تستطيع ان تقضى على منظمات المجتمع المدنى لديها , ستظل الفتن تعيش بيننا وتأكل اولادنا مالم نرسى دوله العدل والقانون والحريه والمساواه والكرامه الانسانية , ارجو تقبل تحياتى


4 - الى الشيخ حسان
مرفت صابر ( 2012 / 3 / 2 - 11:51 )
ارجو ان يجتهد كل انسان فى موقعه ويترك العيش لخبازه من يعمل فى الدين يجتهد فى الدين ومن يعمل فى السياسة يجتهدفيها حتى لاتختلطالامور على المواطن البسيط وحتى لاتغرق هذه البلد المسكينة

اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ