الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والثورات العربية

مجدى خليل

2012 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



كانت ومازالت المفاجأة المفرحة للثورات العربية دور الشباب ودور المرأة ودور الطبقة الوسطى المتعلمة المثقفة وخاصة نشطاء المجتمع المدنى، ولكن دور المرأة كان الأكثر بهجة فى المشهد كله،فقد اظهرت الثائرات شجاعة فائقة وتحدى للتقاليد البالية وللإتهامات الرخيصة وللتحرش الوضيع، وشاركن بكثافة فى الثورات وكن فى مقدمة المشهد وفى قلبه ، ولهذا لم يكن مستغربا أن تحصل توكل كرمان اليمنية على جائزة نوبل للسلام وإيمان محفوظ المصرية على جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر والتعبير وحقوق الإنسان.
واجهت النساء القتل والغازات السامة والمسيلة للدموع فى بطولة وصمود مثل الرجال تماما بل وكن يرشدن الشباب إلى طريقة التعامل مع هذه الغازات، ودفعن أثمانا مثل الرجال ولا ينسى الشباب المصرى صورة سالى زهران ضمن الدفعة الأولى للشهداء، ولكن المرأة واجهت ما هو أصعب،فى اليمن خرج الرئيس المخلوع على عبد الله صالح ليتهم المتظاهرات فى شرفهن، ولكن الجميل أنهن لم يحفلن بهذا الغثاء الذى صدر عنه وخرجت مئات الآلاف من النساء فى اليمن فى مشهد تاريخى بالملابس السوداء حتى أن أحدى الصحف العالمية وصفت المشهد بالزحف الأسود المهيب للنساء اليمنيات، وبرزت نساء فى قيادة الثورة اليمنية مثل توكل كرمان، وهند الأريانى، وهباق عثمان...الخ.
فى مصر خرجت اصوات نشاز من تحت عباءة السلطة لكى تتهم المتظاهرات فى شرفهن مثل توفيق عكاشة ومرتضى منصور وطلعت زكريا وعمرو مصطفى وغيرهم، وبعد تجاهل المصريين لهذه الأصوات القبيحة اتجهت السلطة إلى كشوف العذرية المخزية، وكذلك إلى التحرش الجنسى بل والاغتصاب لاجمل واشجع وافضل بناتنا، وأخير إلى تعرية البنات فى مشهد فاضح أمام العالم كله كما كان يفعل المماليك فيما عرف وقتها بالتجريس، ولكن العار والخزى على من قام بهذه الأعمال المشينة، والفخر والعزة والشرف والكرامة لبناتنا ونساءنا، فقد زادت هذه الأعمال الأجرامية الثائرات قوة ومناعة ورغبة فى تحرير مصر من هذا القبح وهذه الاعمال الشائنة، بل وتحدت البنات جلاديهم وخرجن عن ثقافة الشعور بالعار،وذهبت سميرة إبراهيم إلى المحكمة لتعرى هؤلاء الذين تصوروا أنهم سيكسرن إرادة المرأة المصرية بهذا العمل المشين، وخرجت غادة كمال على الفضائيات لتقول أن الذى تعرى بالفعل هو ذلك الجندى الذى جردها من ملابسها وتعرى من وراءه أمام العالم كله.

وفى المشهد المصرى ظهرت قيادات نسائية شابة مثل بثينة كامل، وجميلة إسماعيل ، ومنى مينا،وإيمان محفوظ،وإسراء عبد الفتاح، ونوارة نجم، ومنى الطحاوى، وجيهان فاضل..الخ.

وفى سوريا دفعت المرأة أثمانا من السجن والتعذيب والقتل، بل وتعمدت السلطة هناك استهداف النساء، وبرزت أسماء مثل سهير الاتاسى، ورزان غزاوى، وفاتن رجب فواز، وريم الصايع، وعلا الكيالى، وليلى وربا اللبوانى، وكاترين تلك.. الخ.
وفى السعودية تقود إيمان النفخان ومنال الشريف حملة لإجبار السلطات هناك للسماح للمرأة بقيادة السيارة، وتصدت نادين البدير دون غيرها من الرجال لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ووصفتها بعدوة الشعب السعودى.
وفى تونس شاركت المرأة فى الثورة التونسية بكثافة، فالنساء المتعلمات تعليم عال فى تونس يمثلن ثلثى النسبة المتعلمة من الشباب، كما أن المرأة التونسية لديها تراث بورقيبة فى الدفاع عن حقها فى المسأواة مع الرجل.
وفى ليبيا شاركت النساء فى حمل السلاح وتطبييب الرجال،وأيضا دفعت ثمنا باهظا حيث قام مرتزقة القذافى بإغتصاب المئات من البنات والسيدات الليبيات، وقد شاهد العالم كله إعترافات الليبية إيمان العبيدى بإغتصابها على يد مرتزقة القذافى.
واعتبرت صحيفة "صنداي تايمز" أن حملات الاغتصاب الجماعي أحد الأسلحة التي أستخدمها القذافي في هذه الحرب لكسر إرادة الثوار.

وقالت الصحيفة إن إحدى الحالات التي تعرضت للاغتصاب هي ليلى (28 عاما)، التي تعرضت للاغتصاب والضرب وهي تحتضن أحد طفليها والآخر ينظر إلى ما يجري، وهو ما جعلها تفكر في الانتحار،وأحصت الدكتورة سهام سرقيوة 235 حالة إغتصاب بين الليبيات من جنود القذافى الذى كان يوزع عليهم الفياجرا لإذلال الثوار.

لقد شاركت النساء فى صناعة التاريخ ووقفن فى الجانب الصحيح منه، وحيث أن المرأة هى الأكثر تعرضا للظلم فى هذه المنطقة فأن خروجها كان بحثا عن العدالة والمساواة والمواطنة والحرية، وقد خرجت المرأة المصرية من قبل عام 1919 وخلعت البرقع إيذانا بحقبة جديدة لمصر تتحرر فيها البلد من الإستعمار الخارجى وتتحرر المرأة من القهر والظلم والإستعباد، وجاء الخروج الثانى للمرأة فى ميدان التحرير أيضا سعيا لتحرر مصر من الإستعمار الداخلى المستبد وأيضا لتحرير المرأة من الظلم والتهميش وتقييد حريتها.
بل أننى أعتبر أكثر أدوار المرأة فى الثورات العربية هو تحفيز الرجال على الثورة فى وجه الظلم، ليس فقط سماح الأمهات لأعز ما لديهن وهم الشباب للمشاركة والإستشهاد ، ولكن وجود المرأة فى ميادين الثورة ساهم بدرجة كبيرة فى صمود الرجال فى مواجهة الأخطار.
ولكن كما أن الثورات العربية تواجه تحديات وتواجه نكسات،فإن المرأة أيضا تواجه المزيد من الضغوط، فالمرأة تزرع والإسلاميون يحصدون ليدفنوها فى البرقع مرة أخرى، وفى البيت بدعاوى كاذبة وباطلة بأن مهمتها تربية الأطفال، نعم الأم هى المعمل وهى المدرسة والمصنع الذى ينتج الأطفال ولكن هذا لا يتعارض مع جميع أدوارها الأخرى، والسيدة توكل كرمان هى أم لثلاثة أطفال ومع هذا كان لها دور قيادى بارز فى الثورة اليمنية، وبثينة كامل وجميلة إسماعيل هن أمهات قمن بواجبهن على خير وجه.
وقبل أن أختم مقالى اعتذر للكثير من الثائرات والناشطات اللأئى نسيت الإشارة اليهن،فما جاء من أسماء هى فقط للدلالة وليست للحصر.
وختاما اود القول أن الأمم المتحدة قد حددت منذ عام 1977 يوم 8 مارس كيوم عالمى للمرأة، وأعتقد أن ثوار ما يسمى بالربيع العربى عليهم أختيار يوم وليكن فى شهر يناير كعيد للمرأة العربية تكريما لدورها البارز والوطنى فى هذه الثورات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرأة بين فكي الكماشة
‎هانى شاكر ( 2012 / 2 / 18 - 20:49 )


مسكينة هى ألمرأة فى شرقنا ألتعيس .. نعم ألكل ينتحب ألأن .. رجال وسيدات كما وصف أستاذنا ألجليل محمد حسين يونس فى مقالته ألحزينه :


ما أتعس حياتي علي أرضك يا مصر ....


حظ ألمرأة من النكد كبير جداً

أولاً من المجلس العسكرى - التتار ألجدد - على ايديهم : تعرت ... و سُحلت .. وكشفوا عن عذريتها


أما عن ألهوان ألنفسى على يد شيوخ ألسلفية فلنحمد الله على مستوى جديد من ألأنحطاط ...


آخر ما سمعت و العهده على النجم السلفى الفذ : على المرأة اثناء الجماع ان تصيح بتواصل و باستمرار : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة