الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الإرهاب... في نظر الشارع العربي؟

باتر محمد علي وردم

2005 / 1 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


من أهم أسس الانتقاد الذي يوجهه العالم العربي للإعلام الغربي والمثقفين ومراكز الأبحاث وخاصة في الولايات المتحدة عدم التمييز ما بين الإرهاب المرفوض أخلاقيا وإنسانيا، والمقاومة المشروعة، وهو اتهام يبدو واضحا حتى في خطابات الزعماء العرب في مؤتمرات القمة وغيرها من التصريحات والمؤتمرات التي يشاركون بها.
وأحد أهم وسائل الدفاع التي يستخدمها العرب والمسلمين لمواجهة هجوم بعض وسائل الإعلام الأميركية والغربية على المسلمين واتهامهم بالإرهاب التركيز على فكرة أن الغالبية العظمى من المسلمين العاديين يرفضون الإرهاب وأن تنظيمات التطرف لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من المسلمين.
الخلاصة أنه لا توجد لغة مشتركة ما بين المثقفين والسياسيين العرب والغربيين في التعامل مع الإرهاب، وأن التصريحات والإدعاءات المتناقضة يمكن استخدامها حسب كل حالة وضمن إطار من التخندق وراء المواقف المسبقة ومحاولة دعمها إنشائيا، ولكن القليل فقط من البحث العلمي الدقيق تم حول الموضوع.
أحد أهم هذه الجهود قام به الباحث الأردني د. فارس بريزات خبير الاستطلاعات في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية والذي قام بعمل بحث علمي في خمس دول عربية لتحديد نظرة الشارع العربي إلى الإرهاب، وما هي نوعية الأعمال التي يعتبرها الشارع العربي إرهابا. البحث لم ينشر في وسائل الإعلام الأردنية والعربية، ولكنه حاضر بقوة في شبكة الإنترنت ويتضمن نتائج مفزعة، وتعطي إشارة الخطر على انتشار التطرف حتى في الشارع العربي، وهذا ما يجب أن نعترف به حتى نتعامل معه.
البحث تم في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر بالتعاون مع مراكز وطنية في هذه البلاد، وقسم عينة المشاركين إلى عينة وطنية، رجال أعمال، طلاب جامعات وإعلاميين، وكان الهدف الأساسي للبحث هو معرفة تصور الشارع العربي لتعريف الإرهاب.
تم في البداية سؤال العينة المستهدفة عن رأيها في التنظيمات المتهمة بأنها إرهابية وهل تعتبر في الحقيقية منظمات مقاومة مشروعة. وأفاد 90% من المشاركين أن التنظيمات الفلسطينية الثلاث (حماس والجهاد وكتائب الأقصى ) وحزب الله منظمات مقاومة، بينما كان التأييد للقاعدة والجماعات الجزائرية اقل. ولكن في الأردن اعتبر أكثر من نصف العينة أن القاعدة منظمة مقاومة مشروعة! وفي المرحلة الثانية تم طرح قائمة من 14 عملا من أعمال العنف المتعلقة بالعالم العربي، وتم سؤال العينة فيما إذا كانوا يعتبرون هذه الأعمال إرهابية، وتعالوا نرى كيف أجاب العرب.
اتفقت نسبة 88-94% من العرب على أن قتل المدنيين الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي هو عمل إرهابي، وكذلك تدمير البيوت والأراضي الزراعية من قبل الجيش الإسرائيلي بنسبة 83-96%.
العمليات العسكرية الأميركية في العراق حظيت بمدى أوسع حيث اعتبرها 63% من اللبنانيين إرهابا مقابل 94% من السوريين. أما اغتيال القادة الفلسطينيين فقد أجمع الشارع العربي على اعتباره إرهابا بنسبة تتراوح من 80% في لبنان إلى 94% في فلسطين. . إن الغالبية العظمى من الشارع العربي يعتبرون إن الاعتداء على العرب والمسلمين عمل إرهابي، ولكن ماذا عن رد الفعل والفعل المضاد؟
هنا تبدأ النتائج المفزعة، ودعونا نبدأ مع السؤال حول تدمير مقار الأمم المتحدة والصليب الأحمر في العراق حيث يقول 36% فقط من الفلسطينيين أن هذا العمل إرهابي. أما في الأردن حيث شهد الحادث وفاة الصحافية الأردنية رهام الفرا فقد كانت النسبة 48% فقط مقارنة بنسبة 78% في سوريا و80% في لبنان. الأسوأ يأتي في وصف حوادث تفجير المجمعات السكنية في السعودية، حيث أفاد 28% من الفلسطينيين فقط بأن هذه الأعمال إرهابية، وكذلك 46% من الأردنيين فقط علما بأن هذه التفجيرات شهدت أيضا وفاة بعض الأردنيين ومنهم الأطفال. النسبة كانت معقولة في سوريا (73%) وجيدة في لبنان (82%).
أما بالنسبة لتفجير المواقع السياحية في المغرب فقد كانت الإجابات مشابهة تقريبا لمدى سبقها من خلال 30% من الفلسطينيين و 50% من الأردنيين و 75% من اللبنانيين يعتبرون هذا عملا إرهابيا.
الحدث العالمي الهائل في 11 سبتمبر لم يكن سيئا في نظر الشارع العربي، فقد أعتبر 35% فقط من الأردنيين أنه عمل إرهابي مقابل 22% من الفلسطينيين، ولكن في سوريا وبالرغم من العداء للسياسة الأميركية كانت نسبة الرافضين لهذا العمل 71%.
ولكن السوريين متطرفين فيما يتعلق بالهجوم على المدنيين الإسرائيليين فقد اعتبر 22% فقط أن هذا العمل إرهابي مقابل 24% من الأردنيين و 17% من الفلسطينيين و33% ممن المصريين بينما اعتبر 55% من اللبنانيين أن هذا العمل إرهابي.
النسبة الأقل في كل الاستفتاء كانت تتعلق بالهجوم على المستوطنات الإسرائيلية حيث اعتبر 3% من الفلسطينيين أن هذا العمل إرهابي مقابل 16% من السوريين و17% من الأردنيين والمصريين.
السوريين كانوا الأكثر تطرفا بالنسبة للهجمات على القوات الأميركية في العراق حيث أفاد 9% من السوريين وكذلك الفلسطينيين أن هذا العمل إرهابي مقابل 14% من المصريين وأيضا 18% من الأردنيين.
هذه نتائج تستحق الكثير من التحليل والدراسة، وربما يتم استخدامها بشكل سلبي من قبل مراكز أبحاث ووسائل إعلام أميركية ولكنها تعكس حقيقة واقعة لا بد من التعامل معها وتشخيصها بدقة، وهي حقيقة غياب التمييز بين الإرهاب والمقاومة حتى في العقل العربي، وإلا كيف يعتبر 52% من الأردنيين وهم من أكثر الشعوب العربية انفتاحا أن تدمير مقر الأمم المتحدة في العراق ليس عملا إرهابيا؟

يمكن الحصول على ملخص نتائج الاستطلاع من الموقع
http://www.opendemocracy.net/debates/article-2-103-2298.jsp








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس