الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلم- قصة ق جداً

جمال القواسمي

2012 / 2 / 18
الادب والفن


كان القرار قد وصل الي يدي، وكان عليَّ ان اتخذ اجراءً بحقه، فربما اعتقد انه يحقُّ له الخلود لأنَّ لون دمه أزرق!؟ أو ربما اعتقد اننا سنخلده بتمثال في مكتب أو متحف!؟ انه لا ينكر ان دمه أزرق، يا لمحنته!! يا لبرجوازيته!! أمامي أدلة قديمة واعترافات بطرف لسانه كتبها بنفسه. وها هي البيضاء تتهم ذلك الفارغ بل القاتل بانه جرحها جرحاً عميقاً كشقٍّ أخرق في جدار. أما هو فقد نظرتُ إليه. لم يستطع أن ينظر إليَّ، لم يستطع أن يقف وحده وكأنَّه بحاجة إلى يد كعصا العجائز تساعده ليكون منتصب القامة، كان مجعياً، صامتاً، وحيداً، كقطعة أثاث خربة، أمعنت النظر فيه، وليس في قلبي متسع للرحمة أو الشفقة، رأيتُه جرحاً صغيراً، شقَّاً متناهي الصغر نزَّ آلالامه واحلامه وأوجاعه وطموحاته وقطرتين أخيرتين صغيرتين من دمائه الزرقاء، دمه أزرق فعلاً، لقد غدا في صفحة بيضاء أداة قتل لا غير، إنَّه مجرد أعور ولا يرى أين يمشي، وأخرس ليس بوسعه أن يفوه بكلمة واحدة يدافع بها عن نفسه، وأعرج لا يستطيع الوقوف بلا أصبع صغير يسنده!! اللعنة، إنَّه أداة قتل لا غير، إنَّه قلم حبر لا غير، حكمت عليه بالتناسخ الأبدي وألقيته في غياهب سلة المهملات.
16-2-2012 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب