الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماهير صانعة التاريخ !

فتح الله الحمداني

2012 / 2 / 18
كتابات ساخرة


تعلمنا في دروب النضال الأولى أن "الجماهير" هي صانعة التاريخ وأن إرادتها لا تقهر ومد قوتها لا يُرَد، لكن بعد خطوات قليلة في طريق مليء بالأشواك والعثرات، لم يصر هذا المبدأ أكثر رسوخا فحسب، بل شحنته رياح العواصف بمعنى أكثر واقعية بعيدا عن التحليق في سماء الوهم...
نعم، الجماهير صانعة تاريخ الانتصارات والقوة، لكنها صانعة تاريخ الانكسارات والهزائم والضعف أيضا. ربما تستطيع أن تصنع بإرادتها المجد، لكنها تصنع بضعفها الذل والمآسي حتما. وفي جميع الأحوال، لا نملك إلا أن نخضع لإرادتها "المقدسة" دائما، إرادتها في تسلق جبال العزة واعتلاء منصة انتزاع سلطتها، وأيضا إرادتها في الاندحار إلى حفر الذل والجبن والاستسلام لقيود استعبادها.
إرادة الجماهير "مقدسة" عندما تنطلق شرارةً تحرق كراسي الاستبداد، أو قذيفةَ ثورةٍ ضد أوهام الطغاة، وتظل "مقدسة" عندما تنزل شلالا باردا لتطفئ توهج الحماس في النفوس، أو تتجلى صمتا قاتلا للأمل، ومعلنا للديكتاتور تمديد الهدنة إلى أجل غير مسمى. فحين تصرخ "الجماهير" في خشوع بشعارها الخالد "عـــاش الحاكـم"، تصير شعارات كل المتألمين من سياط جلاديه، انتهاكا لحق الشعب في مدح الطاغية !!
الجماهير تعيش كما تريد، تحيا حياة العز والكرامة إن شاءت، وتغرق في مستنقعات الديكتاتورية والاستعباد إن طاب لها الأمر... تقطف ثمار الحرية إن اشتاقت لمذاقها العذب، وتجني أشواك الاستبداد إن حلا لها أن تستلذ بالألم... ولكل ثمنه، فالشعب في النهاية من سيدفع ثمن ثورته من أجل حريته، وهو من يدفع دائما تكلفة استمتاعه بوطأة قيود الظلم والاستغلال!..
لكن ثمن الحرية دائما أغلى وأعلى، فهي لن تأتيك طائعة كامرأة تراودك عن نفسك وتهم بك وهي تقول لك هيت لك ما أجملك، لتقطف لذتها بلا عناء!... إن أرخص ما يمكن أن تبذل من أجلها، هي الدماء...

بعد مرور سنة على انتفاضة 20 فبراير التي أطلق خلالها المغاربة شرارة الحلم من جديد، كم منا مستعد لبذل دمه فداءً لحريته المسلوبة ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو