الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمثل أبا فرات يُقتل ؟

عوني الداوودي

2005 / 1 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أأستطيع نطقها، وأقول وداعاً يا أبا فرات، مرة أخرى يجبرنا الموت على نطقها مرغمين مكرهين، وأي موت هذا الذي يخطف من بيننا الورود والبلابل والياسمين ... هذا هو ديدنهم، مسح البسمة من على شفاه الأطفال، والأمل من وجدان العذارى والصالحين ... قتلوه السفلة والمنحطين غيلة وغدراً كعادتهم في قتل الأبطال والقديسين والمناضلين الذين وهبوا أعمارهم رخيصة لخدمة هذا الشعب العراقي المنكوب لعقود طويلة على يد جلاوزة بعث صدام النازي .
أبا فرات، أنتظرتك طويلاً لتطل علينا خلال أعياد رأس السنة, لإجاذبك الحديث كالعام المنصرم، ولتحدثني عن هموم العراقيين على يد الأرهابيين والبعثيين القتلة المجرمين، وبدل لقاؤك، ينزل علينا نبأ أستشهادك كالصاعقة، فأي فجيعة هذه بحق السماء، وأي قوة خارقة ستسطيع دفعي للقاء المناضلة المجاهدة شريكة دربكم أم فرات، وماذا عسانا أن نقول لفرات وهي ستضع مولودها بعد أيام، وبأي كلمات نستطيع مواساة أبنكم رافد .
آه ... للمرة المليون، كم هو مؤلم أن تفقد إنساناً عزيزاً مناضلاً غيوراً على وطنه، ومبتلى بحب الناس، يقولون إن أراد الله أن يعذب عباده في الحياة فيبليهم بحب الإنسان والوطن. وهذه كانت من شيم وصفات شهيدنا أبا فرات، الذي أبتلاه الله بحب الناس والعراق .
أنهم فقط البعثيين القتلة، يستطيعون توزيع هذا الكم الهائل من الأحزان على البشر، لا أريد تصديق ما حصل، وخادعت نفسي لساعات وأنا أقرأ الخبر، لكن أصدقائنا أكدوا لي ما حدث، وسأقولها مجبراً، الوداع يا ابا فرات نعم اقولها مجبراً وأبكي دماً عليك أيها الشهيد يا أبن العراق البار ، يا من عجزت أجهزة البعث القمعية السرية والعلنية أن تلين من عزمك، في مقارعة الظلم والطغيان، وقتل حبك للإنسان، فلهذا غدروا بك .
كيف أستطاعوا وتجرأو إنتزاع قلبه الكبير المملوء بالحب والطيبة والتسامح من جسده الطاهر، وأية مخلوقات هذه التي تستطيع بدم بارد قتل العراقيين الذين يحملون العراق وشعبه بين أضلعهم وتحت رموش أعينهم . نعم .... أنهم البعثيون من يستطيعوا ذلك، أنهم تمرسوا على يد سيدهم المهزوم صدام في قتل كل ما فيه خير لهذا الوطن، اللعنة عليكم في الدنيا والآخرة أيها المجرمون القتلة، ويقيناً دم شهيدنا أبا فرات لن يذهب هدرأ، فساعة الحساب قد بدأت يوم سقوط صنمكم، وشعبنا العراقي مستمر على ذلك .
ونعاهدك يا صديقنا الجميل على فضحهم ومقارعتهم وملاحقتهم أينما وجدوا، وسنضع أسمائنا بفخر وأعتزاز على قائمة أتحاد الشعب في الإنتخابات المرتقبة لتكون سهاماً من نار تصلي جنباتهم وصدورهم، وتفقئ عيونهم .
هيا أنهضوا، أنه الشهيد أبا فرات، هادي صالح أبن البصرة وبغداد وكركوك أبن العراق البار، سيمر من هنا حاملاً مشعله وبابتسامته المعهودة يلوح لكم، وهازاً من القتلة الجبناء .
وداعاً يا أبا فرات
وداعاً ايها الصديق الجميل
وداعاً يا شهيد العراق
لن ننساك أبداً، وستضل حياً بيننا ما حيينا .....
عوني الداوودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي