الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة العالمية: مع الاسد أم ضده

حمدان عواصف

2012 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هناك جيشا في العالم يستطيع أن ينتصر في حرب المدن. عندما دخلت إسرائيل إلى بيروت تكبدت خسائر هائلة بسبب تماهي المقاومة بين الأهالي. لأن هذا الاحتلال رغم اجرامه لم يقصف المدينة بسكانها كما يفعل الآن الرجل الممانع في دمشق. والسبب أن العالم يحاسب وهناك رأي عالمي ومحلي. لكن بالنسبة لنظام الممانعة ليس هناك خطوط حمر. فمنذ البداية كان يعمق في اجرامه واخطائه. فقد كان عليه في البداية الاعتذار إلى أهل درعا ومحاسبة عاطف نجيب، ثم العمل بشكل جدي على هذه الاصلاحات التي صدّع رأس القريب والبعيد بها . وكأن في العالم كله ليس هناك نظام يخطف السلطة في غفلة عن البلد ومن ثم يبدأ يتصدق كذبا على أهلها بحديث الاصلاحات. وماذا يريد السوريين بعد كل هذه الاصلاحات الخارقة التي ستجعل سوريا كما قال الممانع ووزير خارجيته أرق دول العالم . شبعوا الناس كلام منذ أن خطفت البلد. فكل هذه التصدقات برفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر وصناعة دستور طازج من الممكن أن تأخذ به دول متخلفة مثل امريكا وفرنسا، لأنه خرج بعد تفكير لرجل خارق أسمه بشار الأسد، درس طب العيون في لندن، واعطوه شهادة كما أعطوا ابن القذافي.
وفي كل هذه التحولات التي مرت بها الثورة السورية والتغولات التي تعمق بها الوريث، نرى أن العالم مازال على مستوى التصريحات والعقوبات التي لاتستطيع أن تسقط طاغية أو تقفه عن المجازر اليومية.
وربما يتفكر المرء بأقوال الأسد وترديده بمقولة المؤامرة العالمية. والوقوف ولو للحظات عند هذا المفهوم. وهنا يجب الاشارة إلى أن نظام آل الأسد أستعاد أن يفعل الفعلة ويلصقها بأنداده. فمثلا، أبوه أتى بمؤامرة كبيرة على الوطن، مازالت خيوطها الكلية مخفية، تبدأ هذه المؤامرة في ذهابه إلى بريطانيا عندما كان وزيرا للدفاع بحجة الطبابة ومرورا بتسلم الجولان قبل سقوطها بثماني ساعات. ولذلك استعاد أن يلصق مافعل برفاق دربه البعثيين وبعد ذلك الصاق المؤامرة والخيانة بالشعب السوري كله. ومن هذا المنطلق، يجب البحث عن المؤامرة التي يحيكها العالم مع الأسد حتى يرددها ويأخذ دور الضحية كالعادة. رغم أني اكره مفهوم المؤامرة. لكن لكثرة ترديدها من الأسد اصبحت أجزم أن هناك فعلا مؤامرة تحاك ضد الشعب السوري مع هذا الوريث. فانظروا إلى تزامن الأحداث، وكأنها محبوكة من جهات ذات قدرة على المناورة. فمنذ ثلاث اسابيع صرح مسؤول لبناني خرج من جيوب حزب الله، ليقول أن هناك عناصر من تنظيم القاعدة قد تسربت عبر الحدود إلى سوريا. ثم أتى مباشرة تصريح عدنان الاسدي العراقي التابع لحكومة المالكي وولاية الفقيه بأن هناك عناصر من القاعدة دخلت إلى سوريا مع اسلحتها. وكأن هذين المسؤولين شاهدا عناصر القاعدة تدخل. والسؤال لماذا لم يقفوا هؤلاء وكيف عرفوا بها. وتبدو القصة ،كأنهم من ارسلو القاعدة إلى سوريا. وتزامن هذا الكذب مع تصريحات اجهزة العصابة المتكررة والمتشنجة بأن هناك عصابات مسلحة من تنظيم القاعدة في سوريا، كي يخيفوا الغرب وكي يعطوا لأنفسهم إجازة القضاء على الشعب بحجة القاعدة والعصابات المسلحة. وربما لن نستغرب تصريح المسؤول اللبناني والعراقي، ولكن أن يتبع ذلك مسؤول امريكي من سي آي إيه بأن تفجيرات حلب ودمشق من بصمات القاعدة. كيف عرف الرجل ذلك، هل شارك نظام الممانع في التحقيق وعرف عن يقين أن النظام صادق. ثم أتت تصريحات أيمن الظاهري لتدعم القصة. هل ممكنا أن يكون الظواهري جزء من المؤامرة، لأننا سمعنا قصة زيارات بن لادن إلى سوريا في حلب متخفيا قبل اغتياله بعلم النظام السوري لزيارة امه. ويقال بأن النظام السوري من دل على مكانة كجزء من مقايضة وصفقة. وكم كان هذا النظام بارع بإبرام الصفقات على حساب الوطن والقضايا العربية والوطنية الكبرى مع القوى الخارجية.
والتمثيلية التي شاهدها الجميع حول تفجيرات دمشق وتوزيع اكياس الخضار على المكان واستعمال جثث من اماكن اخرى بسبب جفاف الدم في الاجساد. وليس هذا كافي، فقد كرر رئيس وزراء بريطانيا ومسؤول النيتو راسموسن بأن لن يكون هناك أي تدخل. بمعنى آخر، هم يقولون للأسد، أفعل ماتشاء ، استورد اسلحة من روسيا ومن ايران واقتل كل ماتستطيع قتله لكن بسرعة ونحن نتحجج بفيتو روسيا حتى تقضى على الثورة وتعود تحمي حدود اسرائيل. حتى أن الممرات الآمنة توقفوا التكلم عنها بعد ماصدعوا رأس الناس بها. ويتحججوا أحيانا بأن المعارضة ليست موحدة. وهي عبارة مطاطة لا أحد يفهم منها أي شيء. من المعارضة، هل هي هيثم مناع وحسن عبد العظيم. اليست المعارضة هي الناس الذين يدفعون بدمائهم في الدخل وهم ممثلون بالمجلس الوطني، هذه المعارضة. وكيف يريدون من هيئة التنسيق أن تتحد مع المجلس والثورة. هم اقلاء ومعزولون ولايمثلون الشارع بأي حال من الأحوال. المعارضة هم الشباب الذين ينتفضون كل صباح ومساء في وجه الطاغية وليس اشخاص قد قضى عليهم الزمن وقضى على افكارهم.
وبعد كل هذا القصف لمدن وتجويعها وقتلها واغتصابها والعالم يقف عند عتبة التصريحات، أليس من حقنا أن نعتقد جازمين أن هناك مؤامرة مرعبة تحاك ضد الشعب السوري وتقف مساندة للوريث الحامي للحدود الصهيونية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما