الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالله أوجلان من الانتقام الى السلام

احمد مصارع

2005 / 1 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عبد الله أوجلان ,من الانتقام إلى السلام
الزعيم الكردي الثوري , زعيم حزب العمال الذي قاد صراعا مريرا, من أجل انتزاع حقوق أمته الكردية , وعن طريق استراتيجية تستخدم العنف الثوري تاكتيكا لها ,ومن وحي النظرية الماركسية , التي أفل نجمها , وبردت شموسها الملتهبة , بفعل الجمود العقائدي , وموجات عبادة الفرد , بدون داع .
العجز الإيديولوجي الشيوعي غير الحيوي , أحدثه بامتياز عدم القدرة على التجدد , ومواكبة التطور العلومي , والتفاني من جهة أقل , وعدم الإبداع في التوافق مع متطلبات الحياة التي تتجدد باستمرار , ولامكان فيها لواقف , يستعرض ذكريات الماضي , ودون أن يغير ويتغير .
لقد خسر الشيوعيون معركة الحياة المتجددة , ولم يعودوا قادرين ولو بصفة مؤقتة , القبض على زمام الأفعال الإرادية , وكما حذر المخلص بدور , بأن سوسة تعبث بالقصر فقال : أنا أكبر من هذه الأمور.
والى اليوم , وبتأمل الشيوعية في الشرق الإسلامي , كنطاق يسمح بالتعميم , نجد معظم الفاعلين فيه مجرد بقايا خبراء سياسة , أو تنظيم , بدون خلفية فلسفية كافية لإدراك المآزق المعرفية المتتالية , التي شهدتها التطورات الجارية في العالم , وذلك ابتداء من الأنسنة البشرية , المصاحبة لمأزق الفلسفة , والذي وضع الفكر الإنساني العالمي أمام الهاوية السحيقة , والتي يدعونها عالم ما بعد الحداثة .
لم ينمي الفكر الثوري الماركسي , والشيوعي فلاسفة في مستوى يتجاوب مع المعطيات العلومية للألفية الثالثة , وأصبحت الأحزاب مجرد رسوم دارسة , تجتر بقايا انتصارات غير معدلة , بمعنى :
خطوة إلى الأمام , خطوتان إلى الوراء .
لقد سألني أحدهم : أليس هذا القانون مانع للسير إلى الأمام , ولن يصل إلى الهدف , من يمشي بموجبه , بشكل رياضي ؟!
وكان جوابي عليه , من النوع الساخر :
هل المطلوب من الشرطي الذي يلاحق الحرامي , أن يسابقه ؟ ويخلفه وراءه ؟
وللمزيد إليك هذه التجربة , من وحي عامل روسي ثمل , يدعي ببساطة بالغة أنه اكتشف جدلية التاريخ , عن وصفة ( كر وكي ) , لقد راح يمثل الوضعية تمثيليا , بالمشي إلى الوراء ووجهه إلى الأمام ....
ماذا تلاحظون ؟
كيف يمكن للإنسان أن يمشي الوراء وهو لا يبصر ما خلفه ؟؟!!
أجاب على السهارى واثقا : هذا ما كان عليه حال الأمة الروسية أيام لينين , ولقد كانت الأمة الروسية محظوظة من وجود عباقرة مثل توليستوي ودستويفسكي , و....., وكان هؤلاء يوجهون يؤشرون لنا , من هنا , إلى هناك
ونحن نسير إلى الخلف , وهذا هو منطق التاريخ , وهو منطق الكائن الحي , المتطور والمتجدد باستمرار .
كل قضية ذات أبعاد إنسانية متشاكلة ومتداخلة , فلا بد لها من رؤية معمقة , ومتأنية ,ولايمكن للتاكتيك أن يمضي قدما , بدون مباركة من تجليات العقل العلمي المعاصر .
عبد الله أوج ألان , لم يعد منتقما , وقد كان من المفروض أن لا يكون كذلك , وفقا لمنطق العصر الذي نحياه , واحترامي وتقديري له , ليس حاسما في نهاية الأمر .
عبد الله , اليوم شيء آخر أسمى مما يخطر على بال من لا يملك حجم تجربته ومعاناته في السجن , وهو اليوم يعيد قراءة التاريخ والمجتمع , وبقوة , وقد وصل مرحلة النضج والإبداع , وكل أفكاره المستقبلية , ستكون ذخرا عظيما للمنطقة الشرق أوسطية , لو تسامى قومنا إسلاميا , وإنسانيا , وذلك عن طريق منحه حق الحياة اللائقة بكرامته كفيلسوف , يمكن له أن ينتج أفكارا , تمنح الأجيال القادمة في المنطقة , فرصة العيش بسلام , وآمان ,
إنني أوجه النداء إلى تركيا التاريخ الإسلامي المشترك , تركيا القرون العريقة , أن تحفظ حياة هذا القائد , وأن توفر له كل الشروط الملائمة , لكي نفتح صفحة جديدة , لحياة جديدة وقديمة أصلا , قوامها : كرامة الإنسان .
احمد مصارع
الرقه-2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام