الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو أن حماس تصوت لمصطفى البرغوثي

ناجح شاهين

2005 / 1 / 10
القضية الفلسطينية


لن ينجح أحد في منافسة محمود عباس. وهو أمر محمود ولكنه مذموم في نفس الوقت. فالحقيقة أنه يجنب الديمقراطية الفلسطينية امتحاناً عسيراً يتطلب منها أن تتحمل أن لا ينتهي الحب نهاية سعيدة. وهنا فقد نجد أنفسنا في مواجهة وضع كوضع الجزائر بعد انتخاباتها الأولى بعد الاستقلال؛ أعني انتخابات عام 1992 عندما فازت القوى الإسلامية بغالبية عظمى، فقرر أولو الأمر إلغاء الانتخابات، لأن الديمقراطية خرجت عن حدودها المقصودة. لكن الحالة الفلسطينية تبقى حالة نموذجية وصالحة لاختبار الفرضيات والنظريات الجديدة. فالانتخابات في حالتنا تجري تحت الاحتلال. ويجب علينا في هذا السياق أن نتذكر أن الانتخابات شكل من أشكال تقرير المصير السياسي، وهنا فإن من الصعوبة بمكان أن نتحدث عن تقرير مصير تحت الاحتلال اللهم إلا إذا افترضنا أن الشعب الذي يمارس الانتخاب قد اختار ضمناً القبول بالاحتلال. وبالتالي فهو يمارس لونا من اختيار إدارة حكم ذاتي تحت الاحتلال عن رغبة وقناعة. لكن من الواضح أن هذا الفرض ساذج أكثر مما ينبغي. ولعل الأصوب القول بعدم انتباه المواطن الفلسطيني لظاهرة الاحتلال. إذ أحياناً لكثرة حضور الظاهرة ينسى المرء وجودها ويظنها في عداد الظواهر الطبيعية. أو لعل المواطن الفلسطيني لا يعلم بالتناقض النظري الذي يحتويه الطرح بإجراء انتخابات في ظل الاحتلال. وفعل الاستقراء في هذه الحال لا مكان له على الإطلاق، لأن أي استقراء لا يستطيع على الأرجح أن يكشف الوعي التحليلي لدى الفرد. ذلك يحتاج اختبارات معقدة بالفعل.
أحد الأمور لا يمكن للعين أن تخطئه؛ ذلكم هو التغطية الخرافية التي تحوز عليها الانتخابات الفلسطينية من الإعلام العربي والدولي. قناة الجزيرة الغنية عن التعريف "عطلت كل أشغالها" وتابعت على امتداد الساعة الانتخابات الفلسطينية. أي أنها كرست بثها يوم 9/1 لتغطية انتخاباتنا العتيدة. ترى من أين تنبع أهمية انتخابات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية؟ ربما من ضخامة " الدولة " الفلسطينية وقدراتها الاقتصادية والعسكرية الاستراتيجية التي تؤثر على مصير المنطقة والعالم. أم لعلها تنبع من كونها نموذجا فريدا لم يسبق للزمان أن رأى مثله؟
كل الاحتمالات واردة، لكن معرفتنا بحدود فلسطين التاريخية كلها لا تسمح لنا بترف التفاؤل السابق. وعلينا على العكس أن نفكر فوراً في " الزفة " بوصفها جزءا لا يتجزأ من حزيرة تسوية الصراع مع إسرائيل لمصلحة الأخيرة.
لا بد من إشهاد العالم كله أن رئيس السلطة القادم انتخب بشكل نزيه وديمقراطي، وأنه يمثل كل الفلسطينيين – لكن كيف إذا كان معظم الفلسطينيين يعيشون خارج فلسطين في المنافي والشتات؟-. إن ذلك يمنح الرئيس التفويض الملائم لتوقيع الصفقات المطلوبة. ونحن لا نزعم أن رئيس السلطة القادم سوف يفعل ذلك، لكن هذا هو بيت القصيد في العرس الذي تمارسه وسائل الإعلام بخصوص انتخاباتنا دون انتخابات خلق الله جميعاً.
يزعمون أنه إذا بلغت نسبة التصويت سبعون بالمائة فإن ذلك يعني أن " الرئيس " المنتخب يمثل الشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من عبثية وسذاجة الفكرة أو خبثها الفعلي الذي يتجاهل أن الشعب الفلسطيني أكبر من الضفة، إلا أننا نود بالفعل أن يتم امتحان " الديمقراطية " الفلسطينية وذلك عبر مقاطعة فاعلة تؤدي إلى عدم زيادة المشاركة عن 55% مما يجعل أي رئيس منتخب يمثل أقل من نصف سكان الضفة بالضرورة الواقعية والمنطقية معاً. لذلك كان على حماس المعارضة الوحيدة ذات التأثير الجدي على الجمهور أن تحزم أمرها منذ البداية بأن تعلن أنها ضد الانتخابات فتجعل التصويت فقيراً بالفعل، أو أن تصوت لمرشح تفصلها عنه مسافات كبيرة هو مصطفى البرغوثي الذي يمتلك حظوظاً بالنجاح تكفي لإخراج تمثيلية الانتخابات الفلسطينية عن نصوصها الجاهزة، الأمر الذي يؤدي إلى انقلاب سحر الساحر الأمريكي والعربي والفلسطيني عليهم جميعاً. وذلك كان كفيلاً بأن يعيدنا إلى التضامن العربي في موضوع طريقة إجراء الانتخاب فليس العرب في حاجة إلى انتهاك إجماعهم في القضية الوحيدة التي يتفقون عليها: أعني إيمانهم الراسخ بسخف الديمقراطية خصوصاً في مستوى الممارسة والتطبيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج خاص: قراءة في نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية ومآ


.. شيرو وشهد يختبران مدى التوافق بين عمار وريم ????




.. بحثا عن غذاء صحي.. هل المنتجات العضوية هي الحل؟ • فرانس 24 /


.. خروج مستشفى الأهلي المعمداني عن الخدمة بعد العملية الإسرائيل




.. إسرائيل قطعت خدمات الاتصالات على قطاع غزة منذ نهاية شهر أكتو