الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت أدونيس المتقطّع

فواز قادري

2012 / 2 / 19
الادب والفن


بين"رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد" حزيران، مروراً بـ"رسالة إلى المعارضة السوريّة" وعدة لقاءات صحفيّة، كان آخرها مع"الغارديان" اللندنيّة، السبت 27-1( نشرت القدس العربي مقتطفات منها) ظلّ شاعرنا الكبير أدونيس، يَنظرُ من عليائه إلى سورية، مرّة ناصحاً "السيّد الرئيس" ومرّة يدعوه إلى التنحي، بلغة متعالية كصاحبها، ومثل أيّ مسؤول أو حاكم، ليس أقل! ناهيك عن التنظير الذي يليق بالمفكّر الشاعر، في الوقت الذي يسيل فيه دم السوريين، ولا تترك المجازر المتواصلة التي يرتكبها"السيد الرئيس" فرصة لهذا الدم لكي يجفّ، على الأقل، على ثياب الشهداء، وعلى الأرصفة والتراب. يمعن شاعرنا في موقفه الحيادي، (هذا إذا لم أقل المتواطئ) موقف المتأمّل المرتاح الذي ينظر إلى نجوم لا يراها أحد غيره..وليقنعنا أنّه مفكّر كبيرلا يتخذ موقفاً هكذا بسهولة، (مثلما فعل ذات يوم، حين قام بسحب توقيعه من عريضة طالبت بإطلاق سراح الشاعر فرج بيرقدار، كان قد وقّع عليها "أريد سحب توقيعي لأحتفظ به لمناسبة كبيرة مقبلة" هذا ما قاله أدونيس، تصوّروا الشاعر والمفكّرالعظيم، يسحب توقيعه من عريضة تطالب بإطلاق سراح شاعر قضى سنوات في المعتقل، (نكر أدونيس أيضاُ معرفته بشاعر اسمه "فرج بيرقدار" بل أكثر من ذلك، ادّعى المفكر التنويري أن المبادرين لحملة التوقيع لفّقوا صفة الشاعر من أجل التعاطف الدولي) وهو يريد أن يحتفظ بتوقيعه لمناسبة كبيرة! فتوقيعه لا يستخدم إلا في الملمّات الكبيرة جدّاً!
وهل هناك ملمّة أكبر من أن تقوم ثورة في سوريّة؟ (وحتى صفة الثورة استكثرها علينا وتكرّم بمنحها صفة "احتجاجات") هذا كان نصيب السوريين، ليس من فنّانين كركوزات (بالمعنى السيّئ) بل من مثقفين كبار من وزن "كمال أبو ديب" و"نزيه أبو عفش" و"أدونيس"، ملمّة تتطلب موقفاً داعماً ومؤازراً لشعبهم،موقفاً لا يهدأً ولا يكلّ، لما لهم من تأثير في محافل عدّة، نتيجة لأسمائهم الكبيرة.
أشهر تمرّ والجنائز أيضاً، والشعب السوري يحقق معجزة غير مسبوقة، وأدونيس يستمر بالنظر إلى النجوم، وينتظر من يسأله رأيه في حركة الكون! ولا ينحني قليلاً، ليرى ما يحدث على أرض الواقع.
طبعا نحنُ لا نريد هنا أن نفصفص عظام مقالات أدونيس ومقابلاته الصحفيّة، فقد قام كثيرون بذلك، ولكننا نحاول أن نفهم كيف لشاعر بحجم أدونيس، أن يقف مكتوف القلب، أمام جرائم ترتكب بحقّ شعبه، بل أكثر من ذلك، يكذب بشكل يدعو إلى الدهشة: "بوصفك خصوصاً رئيساً منتَخَباً" هذا كلام أدونيس كما هو معروف من"رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد" والجميع يعرف، في سوريّة، منذ أن سرق حزب البعث السلطة، نسي السوريون شيئاً اسمه انتخابات، بعد أن غيّر البعث القائد للدولة والمجتمع، الانتخابات المضرّة بصحة السوريين! بسلاسل أطلقوا عليها اسم الاستفتاء، كي تبعد السوريين عن شرّ الحريّة العظيم! منظّر كبير مثل أدونيس، لا تفوته مسألة مثل هذه المسألة التي ذاق منها السوريون مرارات كثيرة، ولسنوات طويلة. إذن، هو يكذب مع الإصرار والتعمّد، ولسنا هنا بصدد استعراض أمثلة كثيرة عنه باتت معروفة للجميع، ولا الإستشهاد بأمثلة عن دور المثقفين من قضايا شعوبهم، ومن ومن شعوب أخرى، الأمثلة أكثر من أن تُحصى ويعرفها كلّ مهتم بالشأن العام، إلّا أدونيس المحدّق الدائم بالنجوم، وبدورة الأفلاك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-