الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكل قاعدة استثناء

أحمد زكارنه

2012 / 2 / 19
القضية الفلسطينية


لسنا بحاجة للتذكير أن صراعنا مع المحتل، ومهما تحدثنا أو تحدثوا عن « السلام « هو صراع وجود لا صراع حدود، تعد الأرض في سياقه ركيزة ثابتة بحسب الأدبيات الصهيونية من جهة، والأولويات العربية والفلسطينية من جهات أخرى ولكن هذه المرة بلسان حال الأرض وأهل الأرض لا الساسة وشعاراتهم التي غيبت تماما أي ممارسة فعالة وممنهجة لدعم ملحمة الصمود الفلسطيني الذي يسطره المرابطون بين حبات التراب وفواصل الجغرافيا في كامل فلسطين التاريخية، وهم من قبلوا النزال منذ عام 48 في القدس كما النقب والجليل والمثلث وغيرهم.
فإن محاولات التهويد ومحو الهوية العربية في كامل الجغرافيا الفلسطينية انطلاقاً من القدس التي بات ينحصر دعمها في الدعوة للتواجد داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، لم تبدأ اليوم ولا نتوهم أنها ستنتهي غداً، ولكن المخجل والمعيب في آن أنها تزداد شراسة وتوغلاً، ونزداد صمتاً وتقوقعاً، فأهلنا من فلسطينيي الداخل، ودون الانزياح عن أولوية مجابهة ما تتعرض له القدس وضواحيها، يتعرضون لابشع صور التهويد ومحو الهوية العربية، عبر تضييق الخناق عليهم مرة باتباع اقرار تشريعات عنصرية تستهدف محو هويتهم العربية، وأخرى من خلال سياسة الاستيلاء والهدم، والترغيب والترهيب التي يمارسها المحتل بغطاء حكومي يبحث دائما عن تشريع يوفر مظلة قانونية تتوافق ومخططاتهم العنصرية التي يأتي أخطرها فيما يسمى بمخطط « برافار « التهجيري الذي يستهدف نحو 800 ألف دونم من أراضي النقب، ما يعني تهجير أكثر من 30 ألف فلسطيني من أهالي القرى غير المعترف بها اسرائيلياً، وهدم ما يقرب من 45 ألف بيت عربي في منطقة النقب بحجة عدم الترخيص، ما يعد بكل الأوصاف والمقاييس نكبة جديدة، فماذا فعلنا أو سنفعل لمجابهة مثل هكذا مخططات فاشية غير مسبوقة في تاريخ الصراع منذ العام 1948.
ما يلفت النظر حقاً أننا نمارس رذيلة رفع الشعارات دون ترجمتها إلى أفعال سواء على صعيد الساسة أو حتي صعيد الجماهير التي يهتم السواد الأعظم منها بما يدور حولنا من أحداث في الشرق الأوسط، لربما أكثر من اهتمامهم بما يحدث تحت أرجلهم ومن أمامهم وخلفهم.
نعم ندرك أن اتفاقية اوسلو التي أنشئت على اساسها السلطة الوطنية الفلسطينية، لا تسمح للقيادة الفلسطينية التدخل فيما تعرفه الاتفاقية على أنه شأـناً اسرائيليا داخلياً، ولكننا بذات الوقت لا يمكن أن نسقط الهوية الأصلية عن أهلنا من فلسطيني الداخل، أو أن نتجاهل ملحمة صمودهم، فقط لمجرد أننا وقعنا على اتفاقيات مجحفة في حق التاريخ والجغرافيا، بل وفي حق الإنسان قبل هذه وتلك.
ختاماً.. علينا أن نوظف كافة امكانياتنا وأدواتنا السياسية والاقتصادية والثقافية، لدعم صمود أهلنا في الداخل، ووضع كافة هذه السياسات العنصرية ضمن أجندة أولوياتنا، على أقل تقدير لتعزيز تمسك فلسطيني الداخل بأرضة مهما كانت الضغوطات، « إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا «، فإن كنا قد ارتضينا بما وقعنا عليه لتسيير مركب « السلام « الغائب غياب الأموات، فلكل قاعدة استثناء، واستثناؤنا هو هَمُ أهلنا الذي هو بلا شك هَمُنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة