الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اساليب التنشئة الأسرية ومفهوم الديمقراطية عند العرب

وائل فاضل علي

2012 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية .. هذه المفهوم السحري ، المفهوم المعبر عنه بكلمة الديمقراطية والتي يستخدمها الجميع في العالم العربي والغربي على حد سواء . الكل يقول انني ديمقراطي والجميع يعترف ويقر بان افضل اسلوب للتعامل هو الديمقراطي والكل يتباهى بانه ديمقراطياً سواء كان على مستوى الاسرة أو العمل بل وحتى النقاش بكل انواعه فهنا الجميع يقول لنتحدث بديمقراطية !! فما هي هذه الكلمة وما اهميتها ومادورها ومفهومنا لها .
ولكوني من معشر النفسانيين فلابد من الأشارة إلى إن علم النفس أول من أستخدم مفهوم الديمقراطية في التنشئة الأسرية ، من حيث تقسيمهم إلى تلك الأساليب لخمسة أنواع : الفوضوية ، التسلطية ، الديمقراطية ، الاهمال وأسلوب التربية أو التشئة المتذبذب . وبين أهمية ودور كل واحد من هذه الأساليب الخمسة وما يمكن إن يؤدي إليه من نتائج على وفق أهداف علم النفس فهم السلوك وتفسيره ، التنبؤ بما سيكون عليه السلوك واخيراً ضبط السلوك والتحكم به . وتوصل المختصون إلى إن الأسلوب الديمقراطي افضل الاساليب الخمسة لأنه يؤدي الى نتائج إيجابية وتنمية لشخصية الطفل وعقليته وقدرته على النقاش وغيرها. وبناء على هذا نجد إن جميع الآباء والمربين بصورة قاطعة يقولون بأنهم ديمقراطيين ولا يستخدمون غير هذا الأسلوب في التعامل مع الأبناء، بل إن حتى أسلوب القسوة والضرب الجسدي هو من باب الديمقراطية في التربية!!!!
بعد ذلك أستخدم السياسيين هذا المصطلح وبشكل ملموس وواضح وحتى الحاكم الديكتاتوري يقول أنني ديمقراطي في التعامل مع الأخرين ولا أستخدم غير هذا الاسلوب لأنه الأمثل ويحقق مصالح الشعب أو الفئة التي يقودها ، أما عن القتل وتصفية الرأي المضاد وأستخدام التهم الجاهزة فما هي إلا نوع من أنواع الديقراطية عندهم وهذا الكلام يتحدثون به وهم على درجة عالية من الثقة بصحته وإن من يقول بأنهم غير ديمقراطيين فهو معادي لهم وللعميلة الديمقراطية التي يتبعونها وقد (يخربون عليهم) لذا فلابد من تصفيتهم ديمقراطياً !!!!
بهذا المنطق وهذا الفكر وهذا التحليل المبسط نجد إننا نستخدم هذه الكلمة كسلاح بيدنا ونستخدمها بقصد أو من غير قصد بجهل أو عن علم لماذا لآنا ديمقراطييون قبل الديمقراطية نفسها . الغرب يستخدم هذه الكلمة ولم يصل إليها إلا بعد مئات السنوات ولا يزالون يبحثون عن أفضل الطرق لتحقيق الديمقراطية وهم حقا عندهم ديمقراطية في الغرب ولكنها ديمقراطية غير واضحة ومزدوجة في اغلب الاوقات ويمكن لنا أن نفسرها أو نحللها في مقال آخر إن شاء الله. لكن يبقى السؤال عندنا ، ماهي الديمقراطية ؟ هل يستطيع أي سياسي حديث ولا أقول قديم تعريفها لنا لأن القديم ديكتاتوري أكيد لذا لا يفهمها فماذا عن الجديد والحديث منهم والذي جاء ليحكم ويصول ويجول لانه آتى للحكم بصورة ديمقراطية حتى لو كان بواسطة الغير أو الغش أو عقد الصفقات (من نوع شيلني وأشيلك) ؟!!
الأب الديمقراطي يقال عنه عندنا في العالم العربي بإنه ضعيف (عائلة متحررة) ، القائد أو الأداري الديمقراطي هو قائد لايقدر على توجيه جماعته ، المعلم الديمقراطي هو المعلم الذي يبدو فصله وكانه في سوق للخضار! طيب لماذا هذا كله ؟ إن هذا كله بسبب إننا لا نعرف معنى الديمقراطية ولا كيفية ممارستها ونحتاج الى وقت طويل جدا لمعرفتها والتحقق منها وتبدء من أساليب المعاملة الوالدية يعني تربية الابناء ووصولا الى قيادة بلد . لذا فالديمقراطية تبنى خطوة بخطوة وعلى فترات زمنية وليست وصفة جاهزة ناتي بها ونقول لفلان انك الان تحكم بديمقراطية فالديمقراطية من وجهة نظر فاقدها تبرر له قتل وتصفية الراي المعارض له. الديمقراطية التي يريدنا الغرب ان نعمل بها ومع الاسف نقول له نعم بدون ان نقول لهم لابد ان نبدء بالخطوة الاولى وليس ان نبدء من القمة . امثلة بسيطة جدا عن عدم فهمنا للديمقراطية لاحظوا كيف نتصرف في البرلمانات او مجالس الشعب التي جاءت بعد فترة الحكم الديكتاتوري لاحظوا الهرج والمرج والصراخ على الفاضي والمليان كما يقال فقط لنبين للعالم باننا ديمقراطيين ولا نقبل بالراي ولابد ان نعارضه حتى لو لم نفهم أصلا ماه الموضوع المهم أن نقول لا ، لماذا لأننا ديمقراطيون ياناس افهموا !! لماذا في تلك البرلمانات والمجالس السابقة كان الاعضاء يجلسون كما الطلبة الشطار في الفصل بهدوء وسكينة وابتسامات وهز الراس بالموافقة والتصفيق للمتحدث وعندما تسالهم آنذاك يقولون إننا نمثل الديمقراطية والآن لا يجلس الاعضاء بل يقف معظمهم والاخر يتحدث بالهاتف او مع زميل له عن صفقة معينة والآخر يقول لا أنا من اتحدث وبالتالي تبدء الجلسات وتنتهي كما هي وتصدر القرارات وعندما تقول لهم لقد اصدرتم قرارا مستعجلا او خاطئا يقولون لك لا لم نوافق عليه او اننا صوتنا لاننا نريد إنهاء الجلسة بغض النظر عن النتيجة لماذا لاننا ديمقراطييون افتهمونا ياعالم.
أقول لايغير الله ما بقوم ما لم يغيروا بانفسهم .. يعني لابد لنا ان نبدء بالديمقراطية من الالف الى الياء بهذه الطريقة فقط نفهم معناها ونقدر اهميتها وجورها وبعكسه سنبقى ديمقراطيين للعظم في الحال الذي نحن عليه الآن من (ديمقراطية)بائسة .. ولا حول ولا قوة الا بالله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدون رابط
الفريد اشعيا ( 2012 / 2 / 19 - 21:45 )
قراءت المقاله وفهمت المفهوم والمقصود بكل دقه ...لكن تعليق المدعو وليد بيداويد وبذات النهج المملوء بالكراهية والحقد افسد علينا الموضوع

اخر الافلام

.. العالم الليلة | القتال يشتعل داخل مدينة الفاشر السودانية بين


.. العالم الليلة | انتشار أنباء تتحدث عن محاولة انقلاب جديدة في




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تورطت في معركة طويلة لن تنتهي في غ


.. تفاعلكم | تيك توك ينافس لينكد إن في عالم التوظيف




.. العالم الليلة | بدء وصول الزعماء المشاركين في قمة البحرين..