الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثورة العدل وعدل الثورة
بشير شريف البرغوثي
مؤلف
(Bashir Sharif Bargothe)
2012 / 2 / 19
مقابلات و حوارات
أرجو أن تتسع الصدور لهذه السطور:
1. لا يمكن الزعم أن ما حصل في آية دولة عربية هو ثورة. المسألة ليست مسألة تعريفات نمطية مسبقة الصنع،وإنما النتائج هي التي تجلي كل غموض.
أ. أين الطليعة "النضالية" أو المجاهدة التي كانت وراء ما جرى؟ أين قواعد ارتكازها وأين مصادر دعمها؟ وأين برنامجها الفكري الواضح الذي يجيب على الأقل على سؤال واحد: ماذا بعد إسقاط النظام؟ علماً أن أحداً لم يحدد طبيعة "النظام" المراد إسقاطه، ما يسمح بالإستنتاج أن السطر التالي لإسقاط النظام هو سيطرة الفوضى.
ب. لا يمكن اعتبار "الثورات" العربية ثورات اشتراكية، وهي ليست "ثورات إسلامية"، ولا أحد يمكن أن يعتبرها ثورات قومية، وبما أنها ليست أياً مما سبق، فمن الخطأ موضوعياً محاولة تفسيرها ضمن أطر مرجعية لاماركسية ولا إسلامية ولا قومية.
ت. مباشرة ودون مواربة: ما هو دور الولايات المتحدة في هذه "الثورات"، كذا ما هي أدوار بريطانيا وفرنسا ودور بيوت المال العربي؟ هل هذه القوى مهتمة فعلاً بإشاعة الحرية والسلم والتقدم والعدالة....الخ في دول الجنوب/ النامية/ الإسلامية/ العربية؟
هذه النقاط الثلاث تضعنا أمام عمليات تغيير لا طليعة جماهيرية لها، ولا هوية عقائدية لها، ومدعومة بقوى لها مصالحها التي من "الصعب" التوفيق بينها وبين مصالح الجماهير العريضة.
2. الإسلام السياسي: هذا مصطلح شائع، لكن لا أصل له في الإسلام كتابا و سنة واجماعا، ولا هوية واحدة له في العلوم السياسية، ولا في واقع العمل السياسي فيما اعلم. وإنما هناك قوى أرادت الحكم على الإسلام وتقييمه من خلال سلوكيات بعض المسلمين، تماماً كمن يحاول تفسير سياسة الإدارات الأمريكية بالاستناد إلى الإنجيل المقدس.
إن السلوك السياسي لأبرز الجماعات التي تدعي تمثيل الإسلام والمسلمين لا ينسجم مع النصوص الواضحة وضوح الشمس، وإلا فأين "جهاد" القاعدة في القدس ولأجل المسجد الأقصى؟ وليعطني الإخوان أو السلفيون آية أو حديثاً نبوياً أو إجماعاً أو قياساً يدل على أن الإسلام يقدم أولوية إسقاط أي حاكم على أولوية تحرير المسجد الأقصى؟ وهل الإسلام قطري(بضم القاف)؟ وهل أغلبية مقاعد أي برلمان تستحق التحالف مع بريطانيا العظمى؟ وهل تتسع "عباءة" الديمقراطية الليبرالية للإسلام؟ وهل المطلوب من المسلم نشر الإسلام أم نشر الديمقراطية الليبرالية تحديداً وليس أي ديمقراطية أخرى.؟
3. إن الجماهير بحاجة إلى العدالة وإلى تكافؤ الفرص، إن أي نظام عادل هو في وسائله وغاياته وحتميته نظام ديمقراطي لا بد أن يعطي الجماهير حق المشاركة في الحكم، وليس فقط حق اختيار ممثلين عنها. والجماهير بحاجة إلى توزيع عادل للموارد الاقتصادية قبل الحديث عن تسلمها خزائن فارغة وبلاداً مخروبة منهوبة. والجماهير بحاجة إلى الحرية السياسية للمواطن والوطن، والجماهير بحاجة لأن يكون لديها ما تعبر عنه قبل أن تعطى حق التعبير، أي أنها بحاجة إلى جامعات مجانية، أو على الأقل إلى مدارس وجامعات تقوم على تكافؤ الفرص بين أبنائها، والجماهير بحاجة إلى أن يكون وزن الصوت الانتخابي لكل مواطن فيها يساوي وزن أخيه لا على أساس الدوائر ولا على أساس القوائم.... ومئات المطالب الأخرى التي ستظهر عاجلاً أم آجلاً من واقع الجماهير وليس من عقول أناس تعودوا على استيراد كل شيء، وعلى استهلاك كل شيء. الجماهير بحاجة إلى ثورة العدل وعدل الثورة، ولا حاجة للفرح الفج فهذا بللور لم يتبلور بعد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر