الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطموح العالمي : قطر والسعودية

واصف شنون

2012 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية




حتى الآن لايمكن لأي علماني – ليبرالي عربي يعتمد المنطق والوقائع ،أن يدعي بالقول أن هناك مؤامرة اميركية اوربية وعالمية على مشروع التحديث في الدول العربية والذي بدأ منذ آواخر القرن التاسع عشر الميلادي وحتى أوائل السبعينيات من القرن الماضي ، وكذلك لايصح لأي إسلامي – معتدل أو مفخخ ، أن يقول نحن ضد الإستعمار الغربي بكل أنواعه ، فالعروبة - الإسلامية هو مفهوم علماني فكري سياسي رفعه القوميون الفاشيون الديكتاتوريون العرب ويعني في تعريفه المعلن رابطة اللّغة والدمّ والدين والأرض كما تعلمت في مدرستي الإبتدائية ،حيث كان صفي الدراسي مملوءً بملصقات (كل شيء من أجل المعركة ) و(الفداء شرف )و(الشهيد حبيب الله ) ثم ( أمّة عربية واحدة تحت رسالة خالدة ) ..الخ.
فمن الطبيعي للكثير من الليبراليين العرب الكبار والصغار أن يخرسوّا تماما ًأمام عقدٍ مغرٍ من دولة قطر الناهضة بكل شيء ،وحين أقول ليبراليين أقصد متحررين في كل شيء ، لكنهم يختارون حياتهم الخاصّة وتوظيف طاقاتهم الفكرية والمهنية والإكاديمية في وظائف قطرية !،خاصّة وأن كل عمليات التوظيف تتم عن طريق مقابلات وفحوصات خاضعة للقياسات العالمية عبر الإنترنيت، بما معناه الطرق الأميركية والأوربية على التحديد،وفي النتيجة أن قطر – الجزيرة - تتقدم وتبني وتنجز بأسرع من المعقول ، بينما دولة اليونان ليس في خزينتها دولار واحد ،والعراق يتلاعب بثروته حفنة من السياسيين التافهين من التابعين ، ومصر مضطربة بين العسكر واللحى المتعفنة والنقاب وشباب الأنترنيت ، والدول الثلاث الأخيرة هي مهد العالم التاريخي ..!!

وأمام تراجع مصر (أمّ الدنيا ) والعراق (مهدّ الكتابة ) و فلسفة اليونان ، ثم تخبط التوانسة بين علمانية الدستور ونقاب فتيات الجامعة ،ومشاكل مملكتي الأردن والمغرب ونزاع البحرين ، تبرز قطر وشيخها وشيختها وجزيرتهما في أعلى السطح العالمي ،والجميع يعرف الآن أن دولة قطر تسعى بكل جهد لإنجاح الثورات العربية في أي مكان من الوطن العربي الكبير ،بل الوطن الإسلامي الكبير وصولاً الى بورا بورا أو تورا تورا ولا فرق مادام افغانستان داميّة!!،فمن ليس المعقول أن يحارب حلف الناتو طوال سنوات مريرة مجاهدي طلبان وهم – طالبان وصحفيو الجزيرة - مستمرون بنفس القوة دون مساعدة من هنا أو هناك ، بينما أسقط الناتو العقيد القذافي بمساعدة قطرية علنية وفي زمن قياسي ، هناك ليست مؤامرة عالمية صهيونية امبريالية ، هنا يشتغل المال القطري بأيدولوجية سعودية ، الشعارات باتت مثل واحد يغني في حمّام.
وكما نرى أن دولة قطر الآن قد تسيدت العالم العربي عبر قناتين هامتين ، تلفزيون الجزيرة الفضائي المتعدد اللغات ثم الجامعة العربية التي تضمّ 22 دولة تترأسهم قطر بشخصها المؤثر الشيخ حمد بن جاسم ، ابن عم الأمير ووزير خارجيته ورئيس الوزراء صاحب اليد الطولى مع الشيخة موزة المسند – زوجة الأميرالمفضلة وأمّ وليّ العهد - ،حتى أن الأخير تعارك مع المندوب الروسي في الأمم المتحدة حول موقف الروس من النزاع في سوريا ، لأن قطر وأميرها والسعودية العربية وجميع دول الجامعة العربية عدا لبنان والعراق وسوريا نفسها قد قرروا الوقوف مع ثورة الشعب السوري ضدّ الطاغية بشار الأسد ابن حليفهم الأعظم حافظ الأسد ،لأن قطر والسعودية وفي خلال اكثر من شهور عدّة ،باتت من أشهر الدول في مساندة الثورات العادلة والإنتفاضات الجماهيرية ، وتحقيق الحريات لكافة الشعوب عبر الإنظمة الديمقراطية ..!!.
وقطر والسعودية دولتان تعتمدان حكم ورئاسة العائلة والعشيرة والقبيلة الأبدية ، لكنه المال الكثير الذي يُدفع للأخرين كي يصمتوا أو يخرسوا أو يساهموا بالفضيحة ،وهكذا نرى أن الثورات العربية التي بدأت من الضياع والقهر والكبتْ ، ثورات ضد التمييز والإهمال والحرمان والبطالة والقهر السياسي والمعنوي والإطاحة بالعتاةّ وذوي الجاهّ والمحسوبيات والمنسوبيات ، تحولت الى كفاح من أجل لبس النقاب وإطلاق اللحى وتكفير الأخرين وضياع المستقبل ، لأن شيخ قطر الديني القرضاوي يريد ذلك ،الشيخة نصف - العلمانية " موزة" أيضا تريد ذلك ،ليس لأنها تريد قطر متسيّدة وتصنع مستقبل وحياة الدول والشعوب والحركات الإصولية ، بل كي تكون قطر رائدة وقوية خاصة وانها لاتهدد الجيران ولا تطلق أية اعمال نارية .

يعرف الكثيرون أن عائلة قطر الحاكمة هي جزء من قبيلة – المملكة السعودية – الحاكمة للجزيرة العربية – حيث هناك الحجازالذي أنتج الدين الإسلامي ،والذي أصبح ديناً لخمس سكان العالم ،وجميعهم يتوجهون كل يوم عدة مرات نحو –القبّلة- أي مكّة ، أي في إتجاه المملكة العربية السعودية والتي يحكمها أمراء ملكيون وأدعياء مقدسّون متعصبون جداً،حيث يعيش الناس هناك في إستقرار دائم وعبودية دينية وإجتماعية وسياسية متوافقة ، لذلك فأنهم يلجأون بإستمرار للحفاظ على هذه المكانة العظيمة وسط شعوب الأرض ودولها ،حيث ينشرون السلفية الدينية في كل حدب وصوب ، فليس لأحد أن يجرأ في القول أن لاحريات في السعودية او قطر ، لأن الشعوب هناك هي التي تريد نشر العقيدة الإسلامية في البلدان الكافرة التي تستثمر الأموال وتعطي الأرباح كجزيّة ..بارك الله فيهم!!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغتصبيّ الثورات
سعد محمد موسى ( 2012 / 2 / 20 - 11:16 )
الصديق واصف نحن أول من تفائل وساند الثورات العربية إبتداءاً من ثورة الياسمين في تونس وحتى هذة اللحظة .. لكن الاحباط والخسارة إعترانا حين حاول السلفيون والصائدون في المياه العكرة.. أن يستغلوا ثورات شباب الجينز والفيس بوك من دعاة الحرية والعلمانية والديمقراطية..
والان تسللت قطر والسعودية لتخريب أحلام الثورات الشبابية.
..


اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا