الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا ضحايا الطاغية في الجزائر

فاضل عزيز

2012 / 2 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


دون بقية اخوتنا في المغرب والمشرق، لا زال جزء مهم من اخوتنا في الجزائر الشقيقة لم يستوعبوا بعد ما جرى في ليبيا من تغيير نحو مستقبل افضل، ويصرون على ان ثورة الشعب الليبي ضد نظام الطاغية معمر القذافي ما هي إلا حركة مدبرة وممولة من حلف الناتو لاستعمار ليبيا والاستيلاء على خيراتها!!!

نجد المبررات لهذه الفئة المغييبة عن الواقع في وقوفها مع الطاغية ابان احداث ثورة 17 فبراير، وقبل ان تجبر سواعد الثوار المدعومين بتحالف دولي ابواقه الرخيصة المضللة على الصمت الابدي.. هذه الفئة لا نشك في أنها كانت تستقي معلوماتها من ابواق الطاغية الرخيصة والابواق المأجورة في الخارج والتي استفاد مالكوها على مدى اربعين عاما من أعطيات النظام السخية مقابل تلميع شخصية الطاغية وتسويقها كقائد عربي وأممي لتضليل البسطاء وتعميتهم عن حقيقة ما يقترفه ضد الشعب الليبي من قتل وتهميش وتدمير لكل القيم والمؤسسات الضرورية لحياتهم.

عبر شبكات الراديو وعبر قنواته الفضائية وقنوات فضائية مأجورة وصحف ومطبوعات عربية موقوفة للايجار، استطاع القذافي المريض بالنرجسية والتعالي على البشر، ان يرسخ صورة مزيفة لشخصيته في
وعي جزء مهم من الجماهير العربية ومنهم جزائريون، مستفيدا من حزمة الشعارات الرنانية والمدغدغة للعواطف التي كان يرفعها في وسائل الاعلام ويعمل ضدها على الارض، مثل شعار الوحدة العربية وتحرير فلسطين ودعم حركات التحرر في العالم وووووالخ من تلك القضايا التي ركبها لتلهية الجماهير عن واقعها وإبعادها عن اية مبادرة حقيقية لتحقيق الحلم العربي في الوحدة والتقدم والعدالة والديمقراطية..

ولكن اليوم وقد تغير الواقع على الارض، وانكشف المستور وظهرت حقيقة القذافي المتعارضة مع كل الشعارات التي كان يرفعها ويتستر وراءها، وقال فيه الشعب الليبي كلمته التي طالما قمعها الطاغية بكل عنف ودموية، واسكتت ابواق الدعاية المزيفة وظهر الواقع المر والأليم لليبيا التي ظلت لاربعة عقود محكومة بنزواته وافكاره الهوجاء، امام كل هذا الواقع لم يعد لأخوتنا في الجزائر اي مبرر للتباكي على هذه الاوهام السوداء، وحان الوقت لأن يضعوا ايديهم في يد الشعب الليبي الذي وقف الى جانبهم بكل قوة وانتماء إبان ثورتهم ضد الاستعمار الفرنسي وهو موقف املته قيم الانتماء والجوار والمصير.. وها قد حان الوقت لكل جزائري لديه نفس الشعور بالانتماء والمصير المشترك ليثبت ذلك عمليا بالوقوف الفعال مع أشقائه في ليبيا، بدل الوقوف مع شرذمة من المرتزقة الذين لا يرون في ليبيا سوى منجم للمال والفساد كانوا يتسترون وراء شعارات براقة ويعملون ضدها في الخفاء..

والجانب الليبي الرسمي والشعبي يتحمل المسؤولية في عدم تصحيح الصورة لدى ضحايا الدعاية الاعلامية المضللة التي كان يديرها الطاغية بكل كفاءة.. فوسائل الاعلام الليبية بعد التحرير من إذاعات وصحافة بكل انواعها لم تكلف نفسها حتى الآن توجيه خطاب علمي ومنهجي لمعالجة هذه الاثار السامة التي تركتها ابواق الطاغية في وعي الجزائريين وحتى غير الجزائريين من العرب والافارقة الذين لا زالو يعتبرون ما جرى في ليبيا غزو صليبي لنهب ثروات ليبيا واحتلالها!! بل نجد خطابها ، رغم مرور خمسة اشهر على التحرير ، يتغني بالثورة والملاحم وتلميع صورة القبائل والجماعات وحتى الاسر في بعض الاحيان متغافلا عن دوره الخطير في هذه المرحلة وهو معالجة التشوه المتجذر في عقول بعض ضحايا ابواق النظام السابق سواء في الداخل او الخارج، وهو الدور المهم والضروري لتحقيق اي انطلاقة نحو مستقبل افضل لنا وللاجيال القادمة. ودول الجوار والجزائر واحدة منها يجب أن تحضى بخطاب رسمي وشعبي مكثف ومركز يصحح لدى الراي العام فيها ما نسجه اعلام الطاغية من اراجيف وأكاذيب حول ثورة 17 فبراير وأهدافها النبيلة لإقامة دولة القانون والحريات وبناء علاقات على اسس متينة مع كل دول الجوار والعالم تحترم خياراتها وقيمها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لولا الناتو لما اتت الحرية
ليبي لكن عاقل ( 2012 / 2 / 20 - 16:49 )
اتفق معك فيما ذكرته من الدعم القوي الذي حظي به الدكتاتور لدى غالبية الجزائريين غير اني لا اوافقك رؤيتك من ان الثوار هم من اسقط الطاغية فهذا كلام لايمر حتى على الاطفال. فالعالم كله شاهد طائرات الناتو واميركا تدك معاقل الدكتاتور وتمهد الطريق للثوار عدى عن الحرب التكنلوجية والاكترونية. الذين حتى هم قد ابلوا بلاءا حسنا كي لانبخسهم حقهم . ولكن ان نرجع فضل سقوط الدكتاتور للثوار فهذا كما قال المعري هذا كلام له خبيئ ...معناه ليست لنا عقول


2 - وليمة الخراب والفوضى
رانيا سليمان ( 2012 / 2 / 20 - 18:01 )
العزيز الفاضل.. وهل وصل أخوتك في المشرق والمغرب الى بر الأمان نحو مستقبل أفضل حتى تدعو الأخوة في الجزائر الى وليمة الخراب والفوضى التي لا يعرف احد مصيرها.. لو تمهلت قليلا لعل شيئا ينفرج بعد قلق طويل.. وما تحقق في العراق وتونس ومصر لا يحسد عليه أحد .. لا يهم عدم نشر التعليق

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح