الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العسكري .. هو مبارك ولكن بشرطة

حسين عبد المعبود

2012 / 2 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


المجلس العسكري .. هو مبارك لكن بشرطة
الإعلام المزيف ملأ الدنيا ضجيجا ، بأن مجلس العسكر انحاز للشعب ، وحمى الثورة !! ونحن نتساءل : حمى الثورة من من ؟
من مبارك ! وهل كان مبارك يستطيع أن يفعل شيئا ؟ وهل كان العسكر يريدون أن يحكمهم " جمال " من بعد مبارك ؟ إن العسكر هم أول المستفيدين من الثورة التي أطاحت بمبارك ، وأطاحت بمسلسل التوريث الذي كان يهدف لتولي " جمال " الابن الذي كان حتما سوف يطيح بهم أجمعين ليأتي بغيرهم أكثر ولاء وأكثر تبعية ، ولربما تطور الأمر إلى أبعد من ذلك ، فقد يصل الأمر إلى حد العزل والمحاكمات ، لتصفية حسابات خاصة بالسلطة والسلطان ، فلكل سلطان حاشيته ، ولكل حاكم زبانيته ، التي تزين له السوء وتوغر صدره لينتقم من كل الذين جلسوا من قبلهم على كراسيهم هذه ، ودائما ( آخر خدمة الغز علقة ) .
أم حمى الثورة من المجلس ذاته ؟ فالحكم أصبح حكمهم ، والسلطان سلطانهم ، ومقاليد الأمور بيدهم هم لا بيد غيرهم ، وجاءت لهم على طبق من ذهب ، وطريق من حرير ودون الحاجة لانقلاب يؤيده البعض ، ويرفضه البعض مما يدخلنا ويدخلهم في متاهات وعواقب لا يعلم مداها إلا الله تعالى .
أم حمى الثورة من أمريكا ..!!، أم من إسرائيل ..!!، أم من الأيادي الخارجية والإصبع الخفية ..!!، أم من القلة المندسة .. !! ، أم من الطرف الثالث ( اللهو الحفي ) ..!! وغير ذلك من هرتلات الدجل والتعتيم وصرف الأنظار عن جرائم مبارك وأتباعه وفلوله ، بل حمايتهم .
نحن نرى أن مجلس العسكر لم يحم الثورة بل أظهر احتضانها في محاوله لاحتوائها باعتبارها حركة إصلاحية ، بمقتضاها تم عزل بعض الرموز وعلى رأسهم مبارك ، وظل البعض الأخر ليستمر النظام كما كان ، وإلا فليفسر لي من يفسر .. تقاعس العسكري عن تطهير المؤسسات من أتباع مبارك وفلوله ! .
من الذي أفسح الطريق كي يقتحم الفلول ميدان التحرير في موقعة الجمل ؟ !
من الذي قام بتأديب أهالي الشهداء في مسرح البالون ؟ !
من الذي اغتال الثوار في محمد محمود ومجلس الوزراء ؟ !
من الذي اغتال " أولتراس " الأهلي في مذبحة بور سعيد وهي رسالة لكل الثوار ولكل المتعاطفين معهم ؟ !!!
قد يقول قائل من المدافعين عن العسكر بقصد وسوء نية ، أو بدون قصد وحسن نية : أن العسكر برءاء من كل ذلك ، وأن ما يحدث ما هو إلا تنفيذا لأجندات خارجية لا تريد الخير لمصر ، وعلى افتراض تصديق ذلك فإن المخططات والأجندات الأجنبية تنفذ بأيادى محلية ، ويجب على ولي الأمر وهو المجلس العسكري مطاردتها وإلقاء القبض عليها ومحاكماتها محاكمة عاجلة وناجزة وعادلة ، أي أنه هو المسئول في كل الأحوال .
أما وأننا نسمع عقب كل حدث عن المخططات والأجندات واللهو الخفي فهذا من قبيل العبث والضحك على الذقون ، وما نراه إلا تواطئا مع الفلول ، وما نسمع عنه من محاكمات ما هو إلا خداع وتضليل ، فكيف لمن ينادي باعتصام أو عصيان سلمي يحاكم عسكريا أو يقدم لمحكمة أمن الدولة طوارئ ؟ أما من قتل الثوار وسرق الأوطان وخرب البلاد ودمر العقول يحاكم مدنيا !! أي قد تستمر المحاكمة شهورا وسنين ، انتظارا لواقع جديد وقادم جديد قد يكون فيه الفرج لهؤلاء القتلة الأشرار .
دلوني على شيء فعله مبارك ولم يفعله العسكر !!
إذا كان مبارك قد ترك العنان للهجامة والنصابين والبلطجية من رموز النظام الذي نقول أنه سابق ليعيثوا في الأرض فسادا : سلبا ونهبا وشملهم برعايته وحمايته ، فالمجلس العسكري مازال يحميهم . فماذا حدث لهم ؟ معززين مكرمين وشاهدوا صورهم في المحاكمات . وعلى أي شيء تدل صورهم وأشكالهم ؟
إذا كان مبارك قد قتل الثوار أثناء أحداث الثورة أيام 25 ، 28 يناير وإلى 11 فبراير !! فمن الذي قتل الثوار في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وأخيرا في استاد " بور سعيد " ؟
إذا كان مبارك قد تحالف مع فلوله ( الحزن الوطني المزعوم )لإتمام عملية التوريث التي لم يعلن عنها بتاتا ، ولكن كانت كل الأمور تشهد وتقول أن المسرحية لن تنتهي إلا بالتوريث ، فالعسكر قد تحالفوا مع الإخوان نكاية في الثوار، وإياك أن تصدق ما يزعمون ! هل رأيت للعسكر موقفا واحدا ضد الإخوان أو سمعت منهم كلمة واحدة بحقهم ؟ والعكس صحيح ، وانظر إلى ممارسات أعضاء مجلس الشعب من تيار الإخوان تعرف أن هناك توجهات بعدم الاقتراب من العسكر .
إذا كان مبارك قد عطل الدستور وعبث به ، فالمجلس العسكري قد عبث بالدستور أيضا ، فكيف بشعب قام بثورة لإسقاط النظام ثم يستفتى على تعديل دستور سقط بسقوط رأس نظامه ؟ وتكون النتيجة إعلان دستوري يعطي للعسكري حق إصدار قوانين أكثر ظلما وأشد بطشا من قوانين مبارك ، وانظر قانون الرئاسة وما به من تحصينات .
هل يستطيع أحد أن يقول لنا : ماذا تم في السنة الماضية من إنجاز فعلي على خطى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ؟ ها نحن وبعد مرور أكثر من عام نفكر في وضع الدستور ، ولسوف يبدأ الترشح لرئاسة الجمهورية في العاشر من مارس 2012 أي أكثر من سنة كاملة ضاعت هباء ، إلا من القتل ومزيد من الدماء ، فلا ديمقراطية قد بدأنا ، ولا حرية قد نعمنا ، ولا عدالة اجتماعية قد تحققت ، ولا أمن قد عشنا .
إخواني كلمة " ثورة " تعني اختزال الخطى ، واختصار الوقت ، تعني السرعة : سرعة المحاكمات ، سرعة تطهير المؤسسات ، سرعة البناء ، أما ما نراه لا يدل على أن هناك ثورة قد قامت ، واذهب إلى أي مكان أو أية مؤسسة فستجد أننا مازلنا نعيش في عهد مبارك ، وذلك لأن المجلس العسكري هو نفسه مبارك ولكن بشرطة .



من الذي أجهض قانون الغدر
من الذي قتل الثوار
من حمى النظام وفلوله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو