الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2012 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لقد هبت الثورات العربية فى الجمهوريات العربية الخمس: تونس، مصر، ليبيا، اليمن وسوريا لكنها لم تمتد إلى دول الإمارات والممالك. لعل سوريا هى الدولة الوحيدة بين الدول الخمس التى مازال رئيسها يحكم البلاد ويقطع الرقاب ويشرد العباد. أما باقى الجمهوريات فقد تخلصت من رؤسائها: الرئيس التونسى الذى تولى الحكم فى عام 1978م وانتهى عهده فى 14 يناير عام 2011م حين صعد أول طائرة متجهة إلى المملكة العربية السعودية وكذلك فعل الرئيس اليمنى الذى تولى الحكم فترة طويلة من 1978م حتى 2012م حيث رحل إلى الولايات المتحدة تنفيذا لاتفاقية مجلس التعاون الدولى التى تم توقيعها فى نوفمبر 2011 وموجبها لا يتعرض الرئيس للمحاكمة. ويعتبر الرئيس الليبى الذى بقى فى سدة الحكم أكبر فترة ممكنة، أى من عام 1969م حتى عام 2011م ومع ذلك ظل متشبثا بالسلطة حتى آخر نفس وحتى لقى مصرعه داخل الآراضى الليبية وتحديدا فى سرت فى 20 أكتوبر 2011م، هذا بعد أن فرت أسرته وفر أولاده إلى دول الجوار. أما الرئيس المصرى (1981-2011) فهو الآن يتعرض للمحاكمة ويتنقل بين المستشفى وقفص المحكمة. من الملاحظ أن الرؤساء الأربعة طاعنون فى السنة ويبلغ مجموع أعمارهم 300 عاما، فالرئيس المصرى المخلوع أكبرهم سنا ويبلغ 84 عاما يليه الرئيس التونسى المطرود عن عمر 76 عاما. أما الرئيسان السابقان اليمنى المفصول والليبى المقتول فيبلغ عمر كل منهما 70 عاما وتشاء الأقدار أن يكون هذان الرئيسان من مواليد نفس العام (1942م). والسؤال الذى يسنح فى الذهن هو هل نجحت الثورة المصرية فى تحقيق أهدافها؟ توجهت بهذا السؤال لأحد الأصدقاء فرد قائلا بأن الثورة فشلت والدليل أن كل شىء كما هو ولم يتغير شىء فى جوانب الحياة. فى هذا المقال سوف نتناول الإجابة عن هذا السؤال.

لعل الاهتمام بالثورة المصرية يرجع إلى أن الثورة المصرية سوف تحدد مصير ثورات الربيع العربى وسوف تؤثر على الثورات القادمة فى العالم العربى. من المعروف أن الثورات عبر التاريخ لم تحقق أهدافها بين طرفة عين وانتباهتها. فالثورة الأمريكية التى قامت فى عام 1776م لم تحقق هدفها فى وضع دستور جديد إلا بعد 11 سنة من قيامها. وكذلك الخال بالنسبة للثورة الفرنسية التى قامت فى عام 1789م والتى راح ضحيتها عشرات الآلاف، إذ لم تحقق أهدافها إلا بعد عشر سنوات. وهذه الثورة ألهمت الثورة الروسية التى قامت فى فبراير عام 1917م للقضاء على حكم القياصرة وتأسيس الاتحاد السوفيتى، فهذه الثورة تلتها عدة ثورات فى أكتوبر (الحكومة البلشفية) وخاضت حربا أهلية بين البلاشفة والمناهضين لهم والتى دارت رحاها عدة سنوات. وإذا نظرنا إلى الثورة المصرية التى قامت فى 25 يناير 2011م فإننا نجد أنها ذات طبيعة خاصة لم يتوقع أحد قيامها. من الواضح أن النظام لم يتوقع هذه الثورة بل كان أربابه يرددون أن مصر "مش تونس" ولم يتوقع الأمريكيون قيام الثورة. يمكن التأكد من ذلك من برقيات السفيرة الأمريكية آنذاك سكوبى والتى نشرها موقع ويكليكس وحتى الثوار لم يتوقعوا نجاحها وقدرتها على إسقاط النظام فى 18 يوما بل كان بعضهم على ارتباط بمواعيد عصر جمعة 28 يناير. وهذا يفسر عدم وجود قائد لهذه الثورة ولعل التاريخ سوف يحدثنا ما إذا كان عدم وجود زعيم ساهم فى نجاح الثورة حيث احتار النظام فى التعرف على الأطراف التى يتفاوض معها.
لا شك أن عدم توفر قيادة للثورة دفع الثوار إلى ترك الميدان فور الإعلان عن تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011م ولذلك كانوا يلجأون إلى الميدان كلما شعروا أن هنالك تقاعسا فى تنفيذ أهداف الثورة. ولولا هذه الوقفات المليونية ما كان قدم مبارك وأبناؤه للمحاكمة ولولاها ما تمت إقالة حكومة الفريق شفيق وحكومة الدكتور شرف. لقد ساهمت الأحداث المؤلمة التى شهدتها شوارع القاهرة فى إدخال الرعب فى قلوب الشباب وفى إزكاء مشاعر اليأس التى انتابت المواطنين الذين عبروا عن خشيتهم من إجهاض الثورة. وفى الواقع فإن حدوث مذبحتين متتاليتين كانتا كافيتين فى اقتناع البعض بفشل الثورة: مذبحة ماسبيرو التى وقعت فى 9 أكتوبر 2011م والتى راح ضحيتها 24 قتيلا ومئات الجرحى والتى تلتها مذبحة محمد محمود 19 نوفمبر 2011م والتى راح ضحيتها أكثر من ألف مواطن ومئات من المصابين والجرحى. أما أحداث شارع مجلس الوزراء التى وقعت فى ديسمبر 2011م فقد أسفرت عن مقتل عدة أشخاص وإصابة المئات.

وفى ظنى فإن أهم ملامح نجاح الثورة المصرية يمكن تلخيصها فى النقاط التالية:محاكمة مبارك وابنيه ومرؤوسيه وانتخاب مجلس الشعب الذى أسفر عن هيمنة الأخوان والسلفيين وهؤلاء حريصون على تحقيق الأهداف. وكلنا شاهدنا التقرير المبدئى للجنة تقصى الحقائق والضغوط التى يمارسونها لإعادة هيكلة الداخلية والمطالبة بمحاكمة المتورطين فى قتل عناصر الالتراس فى بورسعيد وتفريق قاطنى طرة وإيداعهم فى سجون متفرقة والمطالبة بإيداع الرئيس المخلوع فى مستشفى ليمان طرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف