الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يرحل بشار الأسد؟

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 2 / 20
كتابات ساخرة



سوريا الآن على صفيح ساخن بدأت تشعر وكأنها على مفترق طرق وأن النظام بها بدأ يترنّح في ضوء المعطيات الأخيرة الواردة من تلك البقاع، فلا مجال للمراوغة والتحايل على الشعب الأعزل الذي ينشد الحرية والكرامة، ولم يعد الشعب كما يبدو مقتنعا بفكرة العصابات التي تصول وتجول داخل سوريا كما يدعي النظام.
وبالفعل فإن الكفة بدأت تميل لا أقول للمعارضة وإنما للشعب السوري المنتفض الذي يتكاثر يوما بعد يوم حتى وصل قلب العاصمة دمشق، وبدأ يقترب من القصر الرئاسي المحصن وكأن الجيش السوري بدأ أيضا ينهار ويفقد مصداقيته وشرعيته من خلال التذبذب الذي بدا ينسل إلى صفوفه، ولكن الغريب أن لا شيء ولا حل قريب لهذه المعضلة والمشكلة التي بدأت تؤرق العالم بأجمعه وكذلك الإعلام الذي ما انفك يلوك الخبر في كل ساعة بل في كل نشرة إخبارية تطل علينا لتجعلنا أمام موقف أقرب إلى مشهد درامي مؤثر ومزعج في الوقت نفسه.
فهل فعلا بدأ بشار الأسد يفقد زمام الأمور في سوريا؟ وبدأ يفكر جديا في الرحيل خاصة وقد سبق وأن شاهد بأم عينيه ما حصل لأقرانه من قبله، الأول هرب والثاني يحاكم والثالث قتل والرابع أحرق وانهزم فما عساه يفعل في وجه الطغمة البشرية والطوفان الجارف نحوه فهل يستطيع جيشه بكامل عدته أن يقف في وجهه؟ عليه أن يفكر وأن يقدم على حل شجاع ويترك الأمر لشعبه أن يقرر ما يشاء فلم هذا التشبث بالكرسي في وقت يرفضك شعبك ولم تعد في نظرهم القائد الذي يقود البلاد، اترك المكان وارحل لأن شعبك لن يرحمك بعد ذلك لأنك قتلته وأرعبته ومزقته وسلبت منه كل شيء حتى الأمن في بيته والغذاء والدواء ولم يعد لديك ما يعزز موقفك.
إن التقارير الأخيرة من درعا وحلب وإدلب مخيفة نوعا ما تفيد بأن الجيش السوري بدأ ينسحب من هناك لتعم الفوضى والخراب ويصبح السوري في رعب وخوف فتزداد قوة الشعب من الداخل لكسر شوكة النظام الذي يبدو أنه لم يفهم لغة الشعب بعد، وظل يتعامى ويتناسى ويتغافل من أجل ماذا؟
ثم إن بعض المقربين من الأسد بدأوا في مغادرة البلاد خوفا من القبض عليهم بعد التغيير والانتصار وقد حصل لأقرانهم في تونس ومصر وليبيا وربما في اليمن ولا شك أنهم قاموا بتهريب أموال الشعب إلى الخارج ولكن القضاء وربما الانتربول يستطيع الانقضاض على هذه العصابات التي تحاول أن تجرد البلاد من خيراتها وتخربها عن آخرها وتدعي أنها حامية البلاد.
كلها مؤشرات جدية وخطيرة وكذلك رسائل فورية وعاجلة بأن الوقت قد حان للرحيل وكذلك بأن الوقت قد حان لمحاسبة المتورطين وبأن الوقت قد حان لحفظ ما تبقى من نخوة وشهامة وكرامة وشجاعة.
هل سيرحل الأسد؟ هل فعلا أسد؟ هل يفعلها ويترك البلاد للشعب يعيش كيفما أراد الشعب لا كيفما يريد الرئيس وإذا أراد الشعب الحياة فلا بد أن يستجيب القدر حتى لو مات كل من على الأرض، فالثورة إذا قامت لا أحد يستطيع أن يخمدها مهما كانت عدته وعتاده لأن الكلمة أقوى من السلاح ولأن نداء الحرية يكلف عادة دمًا باهظا وخسارة غير متوقعة.
ارحل أيها الأسد وجد لك مكانا آمنا في هذا العالم واترك شعبك يعيش وانفض عنك غبار قتل وترويع الآمنين، ارحل واجعل الناس يتنفسون الصعداء ويسعون للبناء ويطلبون من الله عز وجل العون والتوفيق والرجاء، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير‘ إنه نعم المولى ونعم النصير.
سوريا دولة لها وزنها في التاريخ وستبقى حتى لو رحلت يا أسد، ستبقى عصية على إسرائيل فشعبها يأبى الاحتلال والقمع ويناضل من أجل آخر رقعة في البلاد ولا يسمح لإسرائيل بأن تلقمه أو أن يفتح لها ذراعيه في يوم من الأيام.
سوريا بلد الأصالة والمقاومة وستقف دوما بجانبها فلا تحزن يا أسد ولا تخشى عليها من أنياب الغرب، اتركها وارحل إذا أردت السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح