الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي وحركة 20 فبراير الحقيقة الغائبة

عبد الله امحزون

2012 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم تحل الذكرى الأولى لحركة 20 فبراير التي جاءت في ظل حراك شعبي، بدأ بإشعال البوعزيزي الشرارة الأولى من سيدي بوزيد ، وانتقلت عدوى الاحتجاجات إلى الدول المجاورة مرورا بمصر وليبيا واليمن والبحريين وسوريا، وهو ما سمي بالربيع العربي الذي أصبحت علامات استفهام عديدة حوله خاصة بعد تدخل أمريكا وحلفائها.
هل سقطت فعلا الأنظمة؟ وكيف تم الالتفاف على مطالب الشعوب؟ ومن المستفيد من هذا الحراك؟ ماذا تحقق ؟ وماذا عن المستقبل؟
هناك أجوبة عديدة وتعدد القراءات ، فمثلا في تونس هرب بنعلي ولم يسقط النظام، وجاءت حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية وبروز السلفيين بشكل كبير، فلا احد يضمن ما ستؤول إليه الأمور في حكم الإسلاميين، أما في مصر فتنحى مبارك أمام الضغط الكبير للثوار في ميدان التحرير بتدخل أمريكا والجيش لحسم الأمر، وهو ما ساعد على عدم سقوط النظام ،وبروز الإخوان المسلمين والسلفيين في المشهد السياسي ، أما في ليبيا فالتحالف المفضوح للثوار مع أمريكا وحلف الناتو من اجل إسقاط القذافي، و الدور الكبير الذي لعبه تنظيم القاعدة يبين مدى تخلف هذا الذي سمي بالربيع العربي ،فأي تغيير هذا ؟ فأمريكا التي كانت بالأمس تقتل الأطفال في العراق وتدعم الصهاينة في اقتراف أبشع الجرائم ضد الإنسانية والأكثر دموية في التاريخ ، أصبحت اليوم تدعم الديمقراطية وأي ديمقراطية هذه فالسكوت عن الطريقة الوحشية والبشعة التي قتل بها القذافي طرحت علامات استفهام عديدة عن مستقبل المنطقة ومدى التراجعات الخطيرة التي ستعرفها في مجال حقوق الإنسان والحريات ، وكذلك الكيل بمكيالين في البحرين التي ارتكبت مجازر في جق شعبها في ميدان اللؤلؤة، ودخول قوات درع الجزيرة لإنقاذ النظام بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية يفضح النوايا الحقيقية لهذا الربيع، وكذلك في اليمن غير السعيد طبعا فالتدخل السافر من طرف السعودية وأمريكا فضح النوايا الحقيقية للغرب وحلفائه السعودية وقطر التي أصبحت قناتها الفضائية الجزيرة تلعب دور المحرض في هذه الثورات، مما ضرب مصداقيتها وسبب لها نزيف حقيقي بانسحاب ابرز الوجوه الإعلامية .
نعود إلى المغرب منذ تحرك الشارع في تونس ومصروالدولة تتوجس وتراقب الوضع عن كثب خوفا من انتقال العدوى إليها، وبدا الترويج في الإعلام عن الاستثناء المغربي، لكن بزوغ دعوات الخروج إلى الشارع على المواقع الاجتماعية خلق ارتباكا لها وتعدد الجهات التي تدعو إلى ذلك، حتى ظهرت حركة 20 فبراير واتفق الجميع على الخروج يوم الأحد 20 فبراير وفعلا ذلك ما حدث ، ومر اليوم بسلام إلا بعض المناوشات وهو ما جعل الدولة في موقع مريح خاصة بعد بروز مجالس الدعم والجمعيات الحقوقية التي لعبت دورا كبيرا في تاطير الاحتجاجات وحصرها في مسيرات ووقفات أسبوعية فولكلورية مع ضمان عدم لجوئها إلى العنف أو التطرف ، وعدم لجوء الدولة إلى العنف ضد الحركة إلا في بعض الأحيان حيث أعطت الحركة شهداء ومعتقلين، وفي بعض المناطق أصبحت مجالس الدعم تتعاون مع الدولة في اجتماعات مع ممثليها من اجل تحديد سقف المطالب والاتفاق على الشعارات وضمان مرور المسيرات بدون عنف أو خسائر، ونأخذ الخميسات نموذجا وهو الشيء الذي أثار غضب العديد من المناضلين الذين انسحبوا مشككين في طبيعة هذه المجالس والدور الذي تلعبه، وأيضا لا ننسى تأثير هيمنة حزب النهج الديمقراطي وجماعة العدل والإحسان على مجلس الدعم مما لجم الحركة وحصرها على النخبة ولم تعد الحركة جماهيرية وافقدها بريقها وقوتها.
خروج الحركة ورفعها شعارات قديمة سبق أن رفعتها الأحزاب والجمعيات من قبيل إسقاط الفساد والاستبداد ورفع مطلب الملكية البرلمانية ، خلق ارتباك داخل صفوفها، لكون كان هناك من يراهن على إسقاط النظام ، وهو ما انعكس عليها سلبا، وكذلك اختراق الحركة بشكل كبيرو تمييعها ورفع شعارات على أشخاص من قبيل المطالبة برحيل الياس العماري و الهمة والماجيدي و عباس الفاسي .
اندلاع بعض أحداث العنف بالخميسات والحسيمة وطنجة و ما تلاه من اعتقالات بسبب الانفلات الأمني وتخريب الممتلكات ،وهو الشيء الذي لم يفهم إلى حد الآن كيف وقعت تلك الأحداث ومن حركها ومن المستفيد منها وكيف انسحب الأمن من الشوارع وترك الفوضى والرعب في هاته المدن حتى تسرب الخوف والهلع لدى المواطنين، و صار انطباع وإحساس بالخوف من فقدان الأمن وهو ما لعب دورا كبير في تراجع الاحتجاجات بعدة مدن .
رد الدولة السريع بخطاب 9 مارس وما تلاه من ظهور للجماعات الداعمة له وخروجهم إلى الشارع ،ودخول الزاوية البوتشيشية على الخط بمسيرة داعمة ودعم الأحزاب للخطاب، حيث بقي الحزب الاشتراكي الموحد والنهج الديمقراطي وجماعة العدل والإحسان في الساحة ينادون بالمقاطعة ، وهو ما أعطى توازن للدولة حيث استجاب للطلبات عن طريق دستور جديد وانتخابات مبكرة أعطت فوزا كاسحا للإسلاميين وهو ما زاد من ضعف الحركة.
تحالف حزب النهج الديمقراطي ذو المرجعية اليسارية والهوية الماركسية اللينينية مع جماعة عبد السلام ياسين العدل والإحسان، هذا التحالف الذي انتقد بشكل كبير وفتح عدة جبهات للنقاش بين مؤيد ومعارض، الشيء الذي أنهك الحركة وخاصة عدم وضوح نوايا هذين التنظيمين الإخوة الأعداء فمشروعهما المتناقض إلى درجة التناحر هو ما انعكس على الحركة بشكل كبير حيث بدأت الانسحابات والصراعات الداخلية ،وهو ما استفادت منه الدولة بشكل كبير وجندت آلتها الإعلامية من جرائد ورقية وعلى الانترنيت من مواقع اجتماعية وجرائد الكترونية ، من اجل حصر الحركة في هذين التنظيمين ،وما زاد في ضعف الحركة الدستور الجديد وفوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي استفاد بشكل كبيرمن الحراك الاجتماعي حتى أصبح الرابح الأكبر ،والانسحاب المفاجئ لجماعة العدل والإحسان زاد في خلخلة الحركة من الداخل .
المهم بعد سنة على خروج الحركة ماذا تحقق ؟ الدستور تغير في الشكل وبقي المضمون والفصل 19 الذي أثار حوله الكثير من النقاشات أصبح فصلين 42 و43 ، الاعتقال السياسي زاد واعتقال الطلبة والصحفيين وعودة العقوبات الحبسية بتهمة اهانة المقدسات والاعتداء على الحركات الاحتجاجية السلمية والتعامل مع المطالب الاجتماعية للسكان في المناطق المهمشة بالمقاربة الامنية تازة على سبيل المثال ، تعنيف المعطلين واعتقالهم والزج بهم في السجون، ،تغيير حكومة عباس بحكومة عبدالاله بنكيران ،قمع الحريات.
ختاما لاشيء تحقق والرهان على حركة 20 فبراير من اجل التغيير أصبح رهانا فاشلا ليبقى المستقبل مفتوح أمام كل التكهنات والشعب هو الكفيل بإحداث التغيير المنشود لأنه لايمكن ان تناضل من اجل الشعب وبدونه في نفس الوقت.
عبد الله أمحزون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا