الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة والبزنيسة

شبلي شمايل

2012 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


كان أحد أصدقائي التوانسة الطلبة في جامعة دمشق يستعمل كلمة البزنيسة دائما. وكنت دائما أسأله عن أصل وفصل الكلمة كذلك أصل وفصل كلمات كثيرة لم أعرف مصدرها. فللإخوة التوانسة مصطلحات غريبة عجيبة. فهم يقولون يتكلم بالسوري عمن يتكلم بالفرنسية ويقولون لابس سورية لمن يرتدي قميصا. ويبدو أن التحدي الكبير في الأيام القادمة أن يثبت لنا الأخوة التوانسة أنهم يميزون بين الشعب السوري والموقف الفرنسي في سورية، فلا يخرج معهم أن الشعب السوري يريد حلا فرنسيا؟؟
نعود للبزنيسة: البزنيسة هو الشاب التونسي المتسكع الباحث عن علاقة سريعة وتسلية أثناء إجازته الصيفية. ولهذا يتصيد سائحة أوربية ويمضي الوقت معها آكل شارب نايم قاعد. وقد حاربت أحزاب الغنوشي-المرزوقي-بن جعفر-الشابي ظاهرة البزنيسة واعتبروها من مخلفات الحزب الواحد الذي أذل الناس سياسيا فهرب بعضهم لمذلة اجتماعية واقتصادية يعوضها بعلاقة جنسية مع سكرتيرة فرنسية أو موظفة اسبانية يمارس فحولته معها، يخرجها من برود الرجل الغربي وتخرجه من بؤس حياته الجنسية. ويبدو أن هذا ما تحاول تونس الفقيرة فعله مع حمد بن جاسم الذي لم يعد بوسعه الدعوة لمؤتمر حول سورية في الدوحة، فطلب مع فرنسا وتركيا من تونس الفقيرة فعل ذلك بأموال خليجية. لكن بن جاسم لا يدفع مجانا، وهو يطالب تونس بالمقابل بتبني موقف دول الخليج من الملف السوري. فهل يسقط أصدقاء الشعب السوري التوانسة في فخ الحقد الخليجي على سورية، وليس على نظامها وسعيهم لهدم البلد، لأن الديمقراطية فيه إن نجحت أكثر ضررا على ممالك الصمت من الدكتاتورية الأسدية؟ ولكي يمارس حمد بن جاسم ساديته على السلطات التونسية أعلن أن بوسع تونس أن تدعو كل الدول التي صوتت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول سورية لأن بلده ستتحمل النفقات، وأعلن على لسان قناته الجزيرة أن تونس وجهت الدعوة للمجلس الوطني كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.
لا يمكن الحديث في الإعتراف دون متابعة مسلسل "خريون ووشمة" الذي كانت حلقته الأخيرة في استجمام طويل في الدوحة أمضاه غليون بانتظار التمديد الذي تأخر. كنا قد روينا القصة، ولكن غاب عنا مشهد القبض والدفع والسمسرة الذي مارسه الإسلاميون من أجل التصويت لبرهان والمبلغ الكبير الذي قبضه صاحب العلاقة. لقد فهم الإسلاميون أن الصوت غالٍ وأن فرنسا تشترط بقاء برهوم وبسمة في موقع القيادة المجلسية، وأن بالإمكان الخروج بملايين الدولارات من اجتماع واحد للمكتب التنفيذي لمجلس اسطنبول. بعد حفلة هات وخذ، أخذ كل إسلامي خوة لجيبه وأخرى لحزبه ووضعوا إعلان دمشق على الباب: (ما بيشبعوا، بيكفي اللي بيوصلهم من الخارجية الأمريكية لبردى وحزب الشعب لاحقينا على فتات الخليج) صاح أحمد رمضان مدير شيكات المجلس الذي حقق أكبر عملية سمسرة في المال السياسي العربي. (عماد الدنيا) يقول له: (وحد الله، ما يدفعونه زهيد لديهم أموال لا تأكلها النيران). الكل يبيع ويشتري وحمص محرومة من الخبز والماء والوقود والكهرباء.
بعد فضيحة الشيكات في الدوحة، جاءت فضيحة بسمة والإسرائيليين. فبسمة التي تعيشت في السوق الغربية من شتم حماس والإرهاب الفلسطيني لها صولات وجولات في تل أبيب. وما الفيلم الذي انتشر على الأنترنيت سوى مشهد من وظيفتها التي كانت التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين لهدم الجدار الذي بنته الإنتفاضة الثانية كما عرفت نفسها في برنامج تلفزيوني آخر. وطبعا ذكرت بسمة الشعب بأن زوجها السابق فلسطيني، وأن ابنها لا يتوقف عن الحديث عن السلام على طاولة الطعام؟؟ لم يقتصر الدفاع عن بسمة بمرتزقة المجلس الوطني السوري الاسطنبولي، فقد استنفرت نشرة الأخبار حول إسرائيل شالوم http://www.desinfos.com/ للدفاع عن قضماني معتبرة أن المونتاج والفلم معدان من السلطة السورية. إذاعة جي شالوم قالت بأن من رتب الموضوع هو صحفي بعثي أرسلته المخابرات السورية للتجسس على المعارضة في الإمارات ويعمل في تلفزيون العربية (المقصود الصحفي المستقل حكم البابا). الحكومة الفرنسية أنذرت برهان بأن تمسكها بتمديد رئاسته لا ينفصل عن تمسكها بمكانة قيادية لبسمة القضماني وإذا أبعدت قضماني من مجلس اسطنبول فعلى المجلس السلام. المجلس يعرج والمدافعين عنه من بقايا البعثيين القدامى يبحثون عن تبرير وتفسير. ثم يعزون النفس بالقول: بشار بدأ الحوار بوساطة أردوغان، خلصنا مزاودات.. وفي آخر اليوم لا يخاف الله من عباده أحد.
بقي أن أحذر المعارضة السورية اليسارية التي لم تبع شرفها لمال الخليج: أشرف لكم أن تبقوا بعيدا عن مجلس الفساد الجديد والاستبداد القديد من أن تمدوا لهم اليد باسم الوحدة.. من يتوحد مع اللص يغطي على سرقاته..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية