الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة بحاجة لإجابات

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2012 / 2 / 21
القضية الفلسطينية



كثيرة هي الأسئلة التي تتوادر إلى أذهاننا في كل لحظة، أسئلة تتعلق بواقعنا وبالظروف المحيطة بنا، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها الكثير مما يتعلق بعاداتنا ومبادئنا وبالمواضيع الطارئة التي تعج بها حياتنا. ولكن الغريب بالأمر أن هذه الأسئلة ورغم بساطتها ووضوحها البازغ كالشمس وسط النهار، إلا أننا لا نملك لها إجابات مقنعة لا لأنفسنا ولا للأخرين من حولنا.
عادات وتقاليد وموروثات إجتماعية تثقل كاهلنا، وليس هذا فحسب بل هنالك أمور أخرى تكاد تخفي الأمل من بين أعيوننا، ولكننا ورغم ما يصارعنا من أحداث وأهوال إلا أننا مستمرين إلى ما نصبو لتحقيقه حتى نضع أمامنا وبين أيدينا الإجابات المختفية لأسئلتنا، الأسئلة التي طالما بحثت بأروقة عقولنا عن أجابات شافية ومقنعة لما نحن فيه، نعم أقولها أسئلة أستفزت مشاعرنا ورفعت من حرارتنا وأسقطت الحجاب من أمامنا. وهنا سوف نتطرق لثلاثة أسئلة بسيطة، ولكنها تراود كل واحد فينا، ولا نجد لها إجابات قطعية تضع النقاط في مكانها الصحيح فوق حروفها.
فسؤالنا الأول يتحمور حول الأمور السياسية التي نعيشها ويعيشها مجتمعنا، سؤال واحد ووحيد نصطدم به جميعاً، "أين وصلت المصالحة؟"، سؤال واضح وسهل وبسيط، ولكن للأسف لا إجابة لا واضحة ولا سهلة ولا حتى بسيطة، يقول المفكرين عندما نسعى لحل أزمة أو مشكلة، من المفترض أن نتعامل معها بعقلية وبمستوى تفكير أعمق وأعلى من الذي كان وقت حدوثها، والجميع يرى بأن الحلول التي وضعت لحل هذه المشكلة أن جاز التعبير، في الأونة الأخيرة أعلى بمستوى التفكير والمسؤولية أيضاً، ولكن لا جدوى من حلها حتى الآن، وبالتالي ليس عندي إجابة قبل أي يكون عند الأخرين.
وأما سؤالنا الثاني، فهو مهم ويهم الجميع فينا، سؤال يتعلق بالغلاء الفاحش الذي أصبح يجتاح حياتنا، وقد أصبح وبكل تأكيد شغلنا الشاغل في هذه الحياة، أرتفاع بأسعار المواد التموينية، بمشتقات النفط، بالكهرباء والماء...الخ، بإختصار أرتفاع في الحاجات الاساسية وبالكماليات أيضاً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لا يتعلق بـ "لماذا هذا الغلاء والإرتفاع بالأسعار"، فنهالك الكثير من التفسيرات والتي تبدو في مجملها غير مقنعة، وأنما السؤال الأساسي هنا الذي نحن بصدده، "كيف يمكن لنا التأقلم مع هذا الوضع في ظل بقاء الدخل على حاله أو كما هو؟"، والإجابة هنا بالطبع غير مفهومه، لأننا لا نملكها أصلاً.
وسؤالنا الأخير يتعلق بنا نحن وبمعتقداتنا نحو قضية أساسية تتعلق بتقاسم الأدوار بين الجنسين في المجتمع، فتجد أحداً ما يسألك وبكل بساطة، "هل أنت إنسان مثالي؟"، سؤال جميل لانه يحتوي على سمات وصفات الإنسان الناجح، ولكنه بعد هذا يتبعه بسؤال آخر، أن كنت كذلك، "أترغب بالارتباط بإمرأة مثالية؟"، أي وكأن المثالية خلقت وفصلت للذكور دون الأناث، وهذا برأي ورأي الكثيرين تصنيف عنصري، ويحتمل الكثير من التفسيرات، أولها أن المثالية والكمال لله سبحانه، ومهما سعى الإنسان لأن يكون مثالياً، إلا أنه تشوبه بعض الثغرات التي تنقص من حد الكمال لديه، وإلا لفسدت الحياة وما كان لها معنى، لأنها بالأساس قائمة على عنصرين أساسيين هما الخير والشر هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى هي النظرة الدونية للمرأة وكأنها من الدرجة الثانية بالحياة، أي أعتبارها مخلوق أقل قدراً من الذكر، وبالطبع هذا مخالف لأحكام ديننا الحنيف الذي ساوى بينهما في شتى القضايا، فالعنصرية بالموضوع تأتي أصلاً بذكر الجنس وعدم الالتفات الى أن المرأة والرجل هما أنسان بالأساس لهما حقوق وعليهما واجبات، نعم يجب التعامل مع الرجل والمرأة على حدٍ سواء، كل منهما لديه أحاسيس ومشاعر، طموحات وأهداف يسعون لتحقيقها، فالمثالية ليست حكراً على أحد دون الأخر، وهذا لب قضيتنا هنا، "إلى متى سيستمر المجتمع في تفسيراته العنصرية لقضايا وصعناها له نحن كقوانين تحكمه؟"، بالطبع لا إجابة قطعية لهذا السؤال رغم صيحات الكثيرين بالتخلص من عادات وموروثات وضعها الإنسان نفسه لتحكمه في ظل تغيرات ومتغيرات قلبت وما زالت تقلب حياتنا رأساً عن عقب. أسئلة تهاجمني وتستفز كل لحظة خلايا عقلي، ورغم هذا ورغم التفسيرات الكثيرة التي أضعها لنفسي إلا أنني غير مقتنع، فهل من بينكم مقتنع؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العاهل الأردني يبحث في واشنطن مع الرئيس الأميركي ملف حرب غزة


.. الرئيس الصيني يصل إلى فرنسا.. والتجارة وأوكرانيا تتصدران الم




.. واصف عريقات: المقاومة الفلسطينية تحاول جس النبض واستطلاع بال


.. ما التحضيرات العسكرية والسياسية الإسرائيلية لاجتياح مدينة رف




.. ماذا تناول الإعلام الإسرائيلي في الساعات الأخيرة؟