الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خضر عدنان عنوان مشرق لأسرى الحرية

عليان عليان

2012 / 2 / 21
القضية الفلسطينية


سجل الأسير الوطني العضو القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، وقفة عز غير مسبوقة في تاريخ النضال العربي والعالمي، ضد الاحتلال الصهيوني وقوى الاستعمار بعد أن دخل إضرابه التاريخي وغير المسبوق عن الطعام شهره الثالث، وإن كان جسده الطاهر بدأ يذوي ويتحلل إلا أن إرادته الفولاذية، بشهادة كل من تمكن من زيارته في مستشفى السجن في صفد لا زالت في أوجها.
الشيخ خضر عدنان هذا الرمز الفلسطيني العروبي المستند في صلابة إرادته إلى عقيدة راسخة، وإلى قضية عادلة أثار بإضرابه التاريخي عن الطعام لأول مرة على هذا النحو من القوة والتصميم، قضية الاعتقال الإداري الذي اعتاد العدو أن يزج أبناء شعبنا في السجون سنوات وسنوات دون تحديد أي تهمة، ووضع هذه القضية على جدول أعمال مختلف منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الإقليمية.
وهو إذ يضحي بنفسه على هذا النحو الأسطوري يقدم أنموذج لايقل رمزية عن أنموذج البوعزيزي في تونس ويشكل الصاعق لتفجير قضية الأسرى، سواء أولئك المحكومين إدارياً أو غيرهم ممن يقضون أحكاما ومؤبدات طويلة، وإثارة قضيتهم على المستوى العالمي ما يقتضي من جماهير شعبنا وأمتنا وقواها الوطنية أن تتحرك في سياق مستمر، على الصعيد المحلي والعالمي لمحاصرة العدو والضغط عليه، من أجل وقف العمل بالأحكام الإدارية والتعامل مع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال،- الذين يتجاوز عددهم ستة آلاف أسير" كأسرى حرب" وإطلاق سراحهم وفقاً لكافة المواثيق والعهود الدولية.
خضر عدنان في إضرابه التاريخي غير المسبوق يهزم العدو الصهيوني، يحشره في الزاوية، ويدفعه للإدلاء بتصريحات تفضح عنصريته، وتعزله سياسياً وأخلاقياً، ولعل تصريح رئيس المحكمة الإسرائيلية والذي قال فيه" أن خضر عدنان باستمراره في إضرابه يتحمل مسؤولية وفاته المحتملة" وضع الكيان الصهيوني في دائرة الاحتقار والمحاكمة من قبل منظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع.
إن قرار محكمة العدو بتثبيت وتمديد الحكم الإداري للقائد خضر عدنان هو كما قال الأسير السابق عيس قراقع هو حكم بالإعدام عليه وتنفيذ عملي لهذا القرار، وهو في المحصلة جريمة واضحة ومكشوفة ضد الإنسانية ما يستدعي متابعتها أمام كافة الجهات الدولية والقانونية المختصة ، وعدم الاكتفاء بالمناشدات لمختلف الأطراف الدولية.
حسناً أن خاطب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العديد من الدول الغربية بشأن التدخل للإفراج الفوري عن خضر عدنان وحسناً أن قام رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية باتصالات دولية لذات الغرض، لكن هذا لا يكفي، ما يستدعي أن نطرح الأسئلة التالية:
لماذا لا يجر اتخاذ خطوة عملية من نوع: دعوة مجلس حقوق الإنسان للاجتماع، لبحث قضية الأسير خضر عدنان والأحكام الإدارية التي تنتمي لعهد الانتداب البريطاني على فلسطين ولبحث قضية كافة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ؟ ولماذا لا تدعى الجهة الدولية الراعية لاتفاقات جنيف للاجتماع للنظر في جرائم الاحتلال عموماً؟ ولماذا يجري رهن هذه الأسئلة بقضية المفاوضات، وإبقاء متابعتها في دائرة التهديد فقط وليس التنفيذ؟
إن الوقفة التضامنية مع الرمز الوطني خضر عدنان عبر خيمات الاعتصام في رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية، والتي يشارك فيها المواطنون الفلسطينيون من مختلف الفصائل والألوان السياسية، ودخول العديد من أبناء شعبنا في الداخل في إضراب مواز عن الطعام وكذلك قيام 80 أسيراً في سجون الاحتلال بمباشرة الإضراب عن الطعام تضامنا مع هذا الرمز الوطني الكبير يؤكد أن خضر عدنان ليس ابن هذا الفصيل المقاوم فحسب، بل ابن عموم الشعب الفلسطيني.
كما تؤكد هذه الوقفة التضامنية أيضاً مدى التكاتف الشعبي حول قضية الأسرى، وقد تتطور الأمور بأن تكون قضية هذا الرمز في حال حدوث بعض التطورات، مقدمة لهبة شعبية جديدة في سجون الاحتلال وفي عموم الأرض المحتلة إذا لم يتم فرملتها وخذلانها بقرار رسمي وأمني.
إن استمرار العدو الصهيوني في اعتقال عدنان خضرعدنان عبر تجديد قرار الاعتقال الإداري، واستمراره في التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، يقتضي من جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات وجماهير الأمة العربية أن تأخذ دورها من زوايا عديدة أبرزها:
أولاً: أن تزيد من وتيرة تحركها عبر الاعتصامات الجماهيرية وضغطها على منظمة الصليب الأحمر وعلى الأمم المتحدة للضغط على العدو الصهيوني، للإلتزام بمعايير اتفاقات جنيف وإلغاء العمل بالأحكام الإدارية الاستعمارية.
ثانياً: الضغط على الحكومات العربية وخاصة تلك المرتبطة بمعاهدات واتفاقات مع الكيان الصهيوني ،لكي تأخذ موقفاً ضاغطاً على حكومة العدو لإطلاق سراح خضر عدنان وبقية الأسرى الفلسطينيين... وللأسف فإن مختلف الحكومات العربية لا تعير أدنى اهتمام بقضية خضر عدنان ولا بقضية آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.
ثالثاً: الضغط على الجامعة العربية، لان تتبنى قضية عدنان خضر وكافة الأسرى الفلسطينيين، وأن تتولى مخاطبة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية والقارية بهذا الشأن وكذلك الطلب من البرلمان العربي أن يأخذ دوره حيال قضية الأسرى.
رابعاً: تزويد وسائل الإعلام العالمية بأدق التفاصيل حول قضية المناضل عدنان خضر والأحكام الإدارية وحول أساليب الكيان الصهيوني الإجرامية، في التعامل مع آلاف الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال لفضح جرائم العدو ومحاصرته قانونياً وسياسياً وأخلاقياً.
لقد تمكن الشيخ خضر عدنان في إضرابه التاريخي وبقية أسرانا الأبطال، من تحويل سجون الاحتلال في نفحة ومجدو وعسقلان وتلموند وعوفر وغيرها إلى متراس أمامي متقدم في مواجهة العدو الصهيوني، وإلى معاهد لتخريج كوادر وقيادات تتجاوز في قراءتها لطبيعة العدو من هم في الخارج من أدمنوا الرهان على المفاوضات، وفن التكتيكات الخائبة التي لم تصب ولو مرة واحدة في خدمة إستراتيجية دحر الاحتلال.
وأخيراً فليسمح لنا شيخ الأزهر فإن الفتوى بتحريم الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال، تحتاج إلى تروي وتدقيق منه والأولى به أن يلعب دوراً محفزاً على تصعيد الكفاح ضد العدو الغاصب لأرضنا، وعلى تعظيم صمود أسرانا البواسل، ومثل هذه الفتوى تعيد للأذهان الفتاوى البائسة بتحريم العمليات الاستشهادية.
[email protected]
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم