الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثامن عشر من آذار ثورة شعب

ثامر إبراهيم الجهماني

2012 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



خرجت الجماهير في الثامن عشر من آذار ، للاحتكام للشارع بعد ظلم واستلاب للسلطة دام أكثر من أربعة عقود من الزمن .
مقدمة :
الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم وللثورة تعريفات معجمية تتلخص بتعريفين ومفهومين ،التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة. وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماهم البروليتاريا. أما التعريف أو الفهم المعاصر والأكثر حداثةً هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته "كالقوات المسلحة" أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية.والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم.و قد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989 وثورة أوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية في نوفمبر 2004 أو عسكرية وهي التي تسمى انقلابا مثل الانقلابات التي سادت أمريكا اللاتينية في حقبتي الخمسينيات الستينات من القرن العشرين، أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل الثورة الجزائرية { 1954-1962}. أما الانقلاب العسكري فهو قيام أحد العسكريين بالوثوب للسلطة من خلال قلب نظام الحكم, بغية الاستئثار بالسلطة والحصول على مكاسب شخصية من كرسي الحكم.

كما قد تعني الثورة في معنى آخر التطور الايجابي كما هو متعارف عليه في مجال التكنولوجيا والعلوم التطبيقة حيث يستخدم مصطلح (ثورة) في الإشارة إلى ثورة المعلومات والتكنولوجيا.
أما الثورات العربية أو ما أطلق عليه بالربيع العربي ، فقد جاءت في سياق أن الشعوب العربية قامت رافضة للظلم ومطالبة بالحرية بكل أنواعها .

قال الشيخ الشعراوي معرفا الثائر الحق بما يلي ((الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفاسد ثم يهدئ ليبني الأمجاد)) .
ركائز وأسس الثورات :

ومما لاشك فيه إن الثورات العربية بمجملها هي نقطة تحول إستراتيجية في حياة الشعوب التي قادت تلك الثورات وهي منعطف تاريخي نحو الديمقراطية واقتلاع جذور الفساد والظلم ، وهذا ما يسهم في بناء مجتمعات عربية متحضرة ترتكز دعائمها على أساس الحرية واحترام حقوق الإنسان والمساواة والعدل ليصبح مجتمع صلب ومتكافل مع بعضه وعلى الصعيد الخارجي سيكون هناك تغير ملحوظ في سياسة تلك الدول التي نجحت ثورتها و لإنجاح ذلك يجب إزالة كل ما زرعه الاستعمار الأجنبي على يد المفسدين الذين ليس لهم مكانا بيننا اليوم فسقوط الأنظمة العربية وتغير الرؤساء والقيادات ليس هو المعيار أو المقياس الذي يقاس به نجاح الثورة فنجاح الثورة يعتمد اعتمادا كليا على شمولية التغير فيجب أن يكون هناك تغيرا جذريا و حقيقيا وان تتوفر الإرادة لانجاز هذا التغير المتمثل بإبعاد الأنظمة السابقة وقيادتها عن سلم مؤسسات الدولة المختلفة وان يكون هناك قيادات تملك الإرادة للتغير الشامل وتحمي مصالح الشعب الداخلية والخارجية وان تكون مصلحة الشعوب والأوطان فوق كل الاعتبارات وعدم إعطاء الفرصة لأصحاب الضمائر الميتة والعقول المغيبة للامساك بزمام الحكم وعدم السماح لدول إقليمية وخارجية من سرقة الثورات أو الالتفاف عليها .


شرارة الثورة :
يحدث كثيرا أن يختلف المتابعون والمؤرخون حول واقعة تاريخية وقعت في غابر الزمان بتاريخها وتفاصيلها .أما أن يختلفوا على واقعة تحدث بين ظهرانيهم فهو أمر فيه في المفهوم العام غلق وإبهام وبالمفهوم الخاص ريبة وشك .
قاربت ثورتنا المجيدة على إنهاء عامها الأول بتاريخ 18/3/2012 . وقد بدأت تطفوا على السطح بعض الأصوات التي تنكر على أهل حوران أنهم أهل الثورة وشرارتها ، فالبعض يقول أن التأريخ للثورة يجب أن يبدأ في 15/ 3 اعتماداً على أنه التاريخ لأول مظاهرة تنادي بالحرية في دمشق الحريقة .!!!
للرد على هذا الطرح لابد من لمحة سريعة على أسباب الثورة : للثورة السورية المباركة نوعين من الأسباب ، أسباب غير مباشرة ، وأخرى مباشرة . 1- الأسباب الغير مباشرة : هي تراكمات الظلم والقمع ونفض غبار الخوف على مدى أربعون عاماً ونيّف ، وتمادى السلطة والنظام بارتهان مقدرات البلد وحياة وأرواح العباد . 2- الأسباب المباشرة : هو ما أقدم عليه أطفال الحرية ، أطفال درعا الذين كتبوا على جدران مدارسهم مطالب الحرية والكرامة ، متأثرين بالثورتين التونسية والمصرية ،وهم لا يدركون أنهم بفعلتهم هذه قتلوا فينا الخوف ( وكان قبل ذلك في أصلابنا شريان ) ، وأحيوا فينا الأمل بمستقبل أجمل . كان هناك مخاضات وارهاصات للثورة بدأت في ربيع دمشق ، لم يكتب لها الحياة . وكان هناك دعوات مستمرة للتظاهر لم تلقى نصيبا من النجاح . ففي 5/2 كان هناك دعوة للتظاهر في دمشق لم يخرج لها أحد . كان أطفال درعا يتفاعلون مع الأحداث وصيرورة الثورات وتم اعتقالهم ، فخجلنا من أنفسنا وأحسسنا أننا أقزام كما كل الرجال في سوريا ، فتحركت المشاعر ولم يترك أهل درعا أبنائهم ، بدأ الحراك في المضافات والمساجد والبيوت والمكاتب أن الوقت قد حان ، وكان أول اعتصام مقرر في 6/3 أمام السراي ولم ينجح بسبب التواجد الأمني الكثيف . كل تلك الدعوات والحراك في درعا ودمشق و الحسكة وغيرها هي صيحات راحت أدراج الرياح لكنها تركت أثر .فقرر أهل درعا أن يأخذوا زمام المبادرة على عاتقهم وأن يخرجوا للشارع جاهرين بالثورة دون عودة وتمثل ذلك بهتافاتهم ( الموت ولا المذلة ) ثم خاطبوا النظام باسم أبناء الوطن أجمعين حين قالوا ( يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان) تعبيراً عن أن ثورتنا ثورة عزة وكرامة ، رافضين الرشاوى والمكاسب رغم إطلاق سراح أبنائهم تابعوا ثورتهم التي صدروها للوطن بأكمله وتلقفها الشعب المتعطش للحرية بعد أشهر . إذا الثورة انطلقت من درعا ولم تهدأ منذ 18/ 3 . ولا ننكر على المناضلين حراكهم وصيحاتهم المتفرقة على كامل ارض سوريا الحبيبة . الثورات تعرف بزخمهما واستمرارها فقد تخضبت تربة حوران بالشهداء وتعمدت الثورة بالدماء فخرجت واستجابت حمص وحماة وطرطوس واللاذقية و ادلب ودير الزور وغيرها ثم تبعتهم محافظة ريف دمشق وبعض أحياء دمشق هاتفين بالروح بالدم نفديك يا درعا ) و( يا درعا حنا معاك للموت ) فلبت حوران وتبادلت مع شقيقاتها الهتاف ( من درعا طلع لهب وينك وينك يا حلب ) (يا حمص ويا حماة ويا ادلب حنا معاك للموت ) و ( طلعنا تنرجّع للشام العزة والكرامة ) إذا حملت درعا مشعل الثورة ولم تنقطع وتهدأ ، وتابعت حماة ذبيحة الأمس عروس اليوم ، ولم تبخل حمص كعادتها وحملت مشعل الثورة حتى راحت تسمى وبجدارة عاصمة الثورة ودرعا مهدها . يا أهلنا في الوطن الذبيح لتتكاتف الجهود ولنرفض بقوة بعض أصوات وأبواق النظام الذين يحاولون دب الفتنة والتفرقة معتمدين على صغائر الأمور فالثورة جمعتنا ولن يفرقنا تاريخ كتب وانتهى وسجلته الصفحات بماء الذهب ، لنسعى جاهدين لكتابة صفحات مشرقة أكثر قبل تمزيق المكتوب والثابت وهو لا طائل منه فأمامنا تاريخ يجب أن نتجهز له للذكرى السنوية الأولى لانطلاقة الثورة عسى أن يكون تاريخ الحرية وسقوط الطاغية في 18 /3 /2012 .
الحرية صارت ع الباب وقربنا كما قال سميح شقير ويالله ع الحرية
المحامي ثامر الجهماني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 18 من آذار هو ذكرى الثورة السورية المجيدة
لؤي محمد ( 2012 / 2 / 21 - 16:06 )
اود ان اشكر السيد المحامي ثامر الجهماني هذا النواوي الاصيل على هذا التوضيح المهم والذي كاد ان يحصل فيه بعض اللغط من بعض ماسحي احذية النظام الاسدي الفاشي ويحاولون إذكاء الفتنة باشياء بسيطة لا تكاد ترى بالعين المجردة ان الثورة السورية بدات عندما سقط اول شهيد على ارض درعا مهد الثورة السورية وصانعة الحريةبأمتياز اما قبل ذلك فكانت عبارة عن حالات تعبير فردية قام بها بعض النشطاء بشكل فردي وهم مشكورين على ذلك امثال سهير الاتاسي ودانة الجوابرة وغيرها لن نسمح لاي احد بان يسرق من ابناء درعا هذا الشرف العظيم شرف اشعال اول شرارات ثورة الحرية والكرامة والتي سيسجلها التاريخ لابناء درعا على صحائف من ذهب وستبقى ذكرى يتناقلها الابناء والاحفاد طال ما بقيت حياة على هذه الارض ..تحياتي


2 - درعا مهد الثورة
إياد أبازيد ( 2012 / 2 / 21 - 18:56 )


أقدر الجهد الذي بذله الأستاذ المحامي ثامر الجهماني مشكوراً لما قدمه لنا من توضيح و أفكار تستحق الوقوف عندها ...
إضافة إلى ما تقدم أضيف أنه كان لابد من توافر الشروط الموضوعية لاندلاع الثورة ضمن المتغيرات الدولية و الإقليمية و العربية الناتجة عن هبوب رياح التغيير العربية .
و في نقطة أخرى أشير أن درعا أصبحت بجدارة مهد الثورة السورية و انطلاقة شرارتها و هذا ما حدث في 18 أذار عندما انطلقت جموع الرجال من الجامع العمري تهتف للحرية و لسورية و ضد الظلم والقمع و الفساد ..

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة