الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة تعريفية بمنظمة العفو الدولية

بازغ عبد الصمد

2012 / 2 / 21
حقوق الانسان


ورقة تعريفية عن العفو الدولية
تعود بوادر نشأة منظمة العفو الدولية AMNESTY INTERNATIONALE إلى عام 1961 بعد مقال نشره المحامي البريطاني Pter Benenson على صفحات جريدة OBSERVER البريطانية، بسبب تأثره برسالة قرأها حول إعتقال طالبين برتغاليين من طرف السلطات، وقتها كانت البرتغال تعيش عهد الديكتاتورية و سبب الإعتقال كان شربهما نخبا للحرية.
دعا المحامي البريطاني في مقاله تحت عنوان "سجناء منسيون" إلى الإفراج عن كل سجناء الرأي، و طالب كل المهتمين بحقوق الإنسان إلى العمل و المساهمة من أجل هذا الهدف، وسرعان ما تطورت الفكرة لتسفر عن تأسيس ما يعرف حاليا بمنظمة العفو الدولية، بمساهمة من جريدة OBSERVER التي أطلقت حملة تحت عنوان "مناشدة من أجل العفو" إستمرت سنة كاملة. لقد إستفادت هذه المنظمة و غيرها من مقتضيات ميثاق الأمم المتحدة الذي فتح أمامها الطريق من أجل المساهمة في أعمال لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التابعة للمجلس الإقتصادي و الإجتماعي، و ذلك من خلال منحها صفة الإستشارة و تقديم بعض المقترحات.
الأهداف المعلنة:
يبقى الهدف الرئيسي لمنظمة العفو الدولية كشف اللثام عن الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، و الدفاع عن سجناء الرأي وعن حرية التعبيير بكل أشكالها، و دعم الجهود من أجل منع التعذيب داخل السجون و مراكز الإعتقال، و أيضا الدفاع عن حقوق الأقليات وضمان المحاكمة العادلة للسجناء و دعم الجهود الرامية لإلغاء عقوبة الإعدام، هذا إلى جانب المساهمة في تطوير التشريعات الدولية في مجال حقوق الإنسان، حيث لعبت دورا هاما إلى جانب المنظمات الدولية غير الحكومية الأخرى في إخراج المحكمة الجنائية الدولية إلى الوجود عام 2002.
التصنيف الأكاديمي:
بإعتماد مختلف التصيفات التي يوردها المختصون في مجال العلاقات الدولية وسوسيولوجيا المنظمات الدولية، يمكننا إدراج منظمة العفو الدولية، في إطار عدة تصنيفات:
- من خلال التصنيف الوظيفي: هي منظمة تعبوية دفاعية
- من خلال معيار الجهة الداعمة و الإهتمام: فهي تصنف ضمن ما يعرف بمنظمات INGOS وهو تصنيف و ضعته العفو الدولية نفسها، و هو مكون من BINGOS أي منظمات ممولة من طرف رجال الأعمال، و RINGOS وهي منظمات دينية و محافظة، و GINGOS تسيطر عليها الحكومات.
- مصنفة أيضا ضمن المنظمات المفتوحة العضوية للجماعات والأفراد في آن واحد.
- يصنفها المجلس الإقتصادي و الإجتماعي، ضمن المنظمات التي تتمتع بإمتيازات أهمها الإقتراح و تسجيل الأسئلة لإدراجها ضمن جدول أعمال المجلس.
الأجهزة الرئيسية:
أولا : هناك الفروع حيث تجيز المادة 9 من النظام الأساسي للمنظمة إنشاء فروع لها من المتطوعين في شتى البلدان، بعد موافقة اللجنة التنفيذية للمنظمة، مع تسديد رسم سنوي يحدده المجلس الدولي.
ثانيا : المجلس الدولي، وهو بمثابة مجلس الإدارة الأعلى و السلطة التوجيهية لها، و يتكون من ممثلين عن مختلف الفروع.
ثاثا : اللجنة التنفيذية الدولية، و تعنى بإدارة شؤون المنظمة و تنفيذ قرارات المجلس الدولي، و تتكون من بالأساس من أمين الصندوق و ممثل عن الموظفين، الأمانة العامة و كذا أعضاء آخرين من المنظمة يتم إنتخابهم بشكل دوري.
الإنجازات:
حققت العفو الدولية خلال مسيرتها العديد من الإنجازات، تمثلت على الخصوص في إطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين، كما أن دورها في مكافحة التعذيب أسفر عن صدور ميثاق الأمم المتحدة ضد التعذيب، بالإضافة إلى أنها كانت من الداعين إلى إنشاء المحمكمة الجنائية الدولية التي تعتبر اليوم من الأدوات الرئيسية في تحقيق العدالة الدولية، و بفضلها وصل عدد الدول التي تحضر تطبيق عقوبة الإعدام إلى 96 دولة، منظمة العفو الدولية ساعدت أيضا العديد من أهالي الضحايا للحصول على التعويض، كما أنها وفرت الحماية للعديد من اللاجئين.
الإنتقادات:
هناك من يرى بأن منظمة العفو الدولية بحكم هويتها و بيئتها و ظروف نشأتها في الغرب، تنطلق دائما من مبادئ الفكر المادي و الوضعي، و هو فكر لطالما رأت بقية الدول أن الغرب يحاول و يسعى بشتى الطرق إلى فرضه على بقية الأمم سواء بالقوة (الإحتلال، القوة العسكرية، الحصار الإقتصادي، تغيير الحكومات....)، أو عن طريق القوة الناعمة (ظغوط سياسية، إقتصادية، دبلوماسية، ومنظمات دولية سيما غير الحكومية)، و هذا ما يثير دائما الريبة و الشك لدى تلك الدول اتجاه هذا النوع من المنظمات وتتهمها بغياب إحترام التنوع و تفهم خصائص باقي الأمم و معتقدات الشعوب.
و هناك من يتهمها بالنفاق و التناقض بين الشعارات التي ترفعها و الواقع الحاصل على الأرض خصوصا في فلسطين و العراق وأفغانستان...عندما تساوي بين تعذيب سجين رأي واحد و قتل و حصار شعوب كاملة و كأن لسان حالها كما قال الشاعر:
قتل امرىء في غابة جريمة لاتغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
و هناك من يعيب عليها بطئها في إتخاد القرارات و التحرك و يرجع البعض ذلك إلى توسع المنظمة في مجالات إهتماماتها، حيث إنتقلت من مجرد الدفاع عن سجناء الرأي إلى مختلف الجوانب الخاصة بحقوق الإنسان، لهذا فهناك من يدعو المنظمة إلى العودة إلى مجل عملها الأصلي، وترك باقي المجالات لمنظمات أخرى متخصصة و أكثر خبرة.
إن المنظمات الدولية غير الحكومية تساهم في صنع السياسة الدولية، وتأثيرها أصبح واضحا أكثر من أي وقت سابق في القرارات الدولية، و آليتها الأساسية هي التعبئة و تفعيل دبلوماسية التحفيز و ممارسة الظغوط من خلال التأثير على الرأي العام الدولي و منظمة العفو الدولية تندرج ضمن هذه المنظمات، العفو الدولية تشتمل اليوم على أكثر من 3 ملايين عضو في أكثر من 150 بلدا و إقليما، و طيلة 50 سنة أعدت المنظمة أكثر من 19093 تقرير و وثيقة عامة حول حقوق الإنسان منذ 1961.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا