الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نتعلم ثقافة الحوار؟؟

نوري جاسم المياحي

2012 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قبل قليل قرأت نقاش دائر بين كاتبين على الفيس بوك ..حول قضية ما ..وبما ان الكاتبان لم يتفقا على رأي واحد واختلفت وجهات النظربينهما وبدون اسأءة او غلط بينهما ...قام احدهما بمسح تعليق الاخر وحصل بينهما عتب حول المسح وايضا بادب..وقد وددت شخصيا لان أدلوا براي وبوجه نظر حول الموضوع .. ولكن بعد أن كتبت التعليق وجدت الموضوع برمته ممسوح .. فتوصلت الى قناعة ..ان العراقي بحاجة ماسة الى التدريب على ثقافة الحوار ..
من المؤلم ...الشريحة المثقفة من العراقيين لاتؤمن بثقافة الحوار ..او الرأي والرأي الاخر ...ولهذا لن يتقدم شعبنا وسيزداد تخلفا على تخلفه الحالي ما دمنا نفتقد الروحية المرنة والمتسمحة للمناقشة واتساع الصدر وتقبل الرأي الاخر...
انا اليوم شخصيا ابديت رأيا ( وانا لا أدعي الصواب او الكمال )..وكان موضوعه يتعلق بالفساد الاداري في احدى الوزارات ..على الصفحة الشخصية لاحد الرفاق من القيادين في حركة الوفاق لان لوزار من حصة الكتلة العراقية ولمرتين ومع هذا مسحه ...وهذه ظاهرة سلبية اعتبرها ليست في مصلحة صاحبها
من البديهي ..ان ندرك أن عملية مسح تعليق او رأي ..سوف لن يمسح الفكرة من عقل الكاتب وباستطاعته نشرها او التعبير عنها في مجالات او مناسبات اخرى ...او مواقع اخرى..او صفحات اخرى بالنسبة للفيس بوك ..
اخي القاريء الكريم ..قد تشاركني الرأي ..ان من الضروري (على الاقل نحن من ندعي اننا مثقفين من العراقيين)...ان نربي انفسنا وندربها على ثقافة الحوار وتقبل الرأي والرأي الاخر.. بشرط ان يلتزم المتحاوران بحدود ادب الحوار ولايتجاوزها ..
فكما تعلمون ..عراق اليوم ..تكالبت عليه كل قوى الشروالمدسوسين ..والاشخاص ذات التوجه الانفرادي الدكتاتوري في السلطة ..وفي جميع المجالات ...الدينية والفكرية العقائدية ...سواء في السياسة او الاقتصد او الاجتماع ..وهناك بالمقابل قوى الخير ..وبنفس الوقت توجد شريحة وهي الاكبر والاعظم هي شريحة الناس المستقلين البسطاء المتهيأة لاجابة اي داعي يدعوها ..فان توفرت لهذه الشريحة فرصة الاستماع الى رأي الاطراف لمتنازعة واعطيناه حرية الاختيار ...عندها يكون مسؤلا عن خياره الذي يختاره .. والا سنخضعه الى دكتاتورية الرأي الواحد المعمول بها في الانظمة الشمولية ذات الحزب الحاكم الواحد ..أوالزعيم الاوحد او القائد الضرورة ..
ومن هنا ادعوا نفسي وغيري ..ان نلتزم بثقافة الحوار البناء لا التسقيطي او الالغائي او المتعسف ...ولاسيما في القضايا الدينية من قبل الطائفيين ...وما الصراع المسلح الدائر بين انصار الصرخي والسيستاني (والمرفوض والمستنكر ولاسيما وهما يمثلان طائفة اسلامية واحدة )الا مظهر من مظاهر عدم احترام الرأي والرأي الاخر .. ويسقط الابرياء وهم الطرف الثالث في النزاع كمغرر بهم.. ضحية لهذا الصراع الفقهي ..علما ان الصراع لايخرج عن كونه صراع فكري بحت ..لايستحق الموت من اجله ..
انا شخصيا ..لست من انصار الطرفين ..لانني علماني ..وانني ادعوا الى ابعاد الدين عن السياسة ...أي لا لتسيس الدين ...الدين لله وللمؤمن نفسه .. والوطن لجميع الناس على اختلاف اديانهم وطوائفهم ونحلهم ومللهم (النحل هم جماعات من نفس الطائفة مع اختلاف في التفسير) ..
فالعلمانية من وجهة نظري الشخصية ...هو الدواء الناجع ..لمأٍ ساة شعب العراق الحالية ...فمتى ما تسلحنا بثقافة الحوار واحترام الاراء الاخرى ...ثقوا اننا سنصل بر الامان بسلام وامان وباقل الخسائر ...ولكن اعداء الشعب ...هل سيتوقفون عن نثر الدولار ...والشيكل ...والدينار الخليجي ..او الريال السعودي ...او الليرة التركية او التومان الايراني ؟؟؟؟وابتياع ذووي النفوس الضعيفة من وعاظ السلاطين وتجار السياسة ... لا والله لن يتوقفوا ...ولن يستجيبوا لنداء الحق ..والعدالة والمساواة ..
نجاة العراقيين في الليبرالية والعلمانية ...وبلا زعل ...من لايعجبه فليحاور ..على شرط ان يلتزم ادب الحوار ..وايضا بلا زعل ..
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي