الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطواتٌ علينا أن نخطوها أوّلاً

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2012 / 2 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الريحُ عصفت بأوربا ، وهي على وشك إنهيارٍ إقتصادي ، سواء بسبب دعم الإقتصاد في اليونان أو عوامل أخرى تتعلق بالصراعات بين الرأسمالية الأوربية والأمريكية ، ونحن طناش !! عصفت الريحُ في البلدان العربية ، فأطاحت برؤوس ولا تزال في صراع للإطاحة برؤوس أخرى ، ونحن سكوت !! والخرابُ في بلدنا مستمرٌّ من تسع سنوات ، جرت فيها إنتخابات وإستفتاءٌ ، خرابٌ يتمم خراباً ، ونحن قابعون في غرفتنا . في كل شهرين أو ثلاث يطلع على الناس واحدٌ منا ، يتفلسف ، ويصرّح بتصريحات ليس لها آذان صاغية ولا صدىً يُرتجى منه أمل . ندءاتنا تخرج من بئرٍ عميق ، والناس الذين خرجوا يوماً في تظاهرة الأول من أيار في عامٍ ما ، وملأوا الشوارع ، وإستمرّت المسيرة حتى اليوم التالي ، أولئك الناس ، وأقولها صراحة ، لا زال البعض منهم يحمل الأمل في الحزب الذي آمن به يوماً وسار على هديه ، أن يعود ويتحمل مسؤولياته لما تصبوا إليه النفوس من هداية إلى الطريق الذي يفترض أن يرسمه للسير فيه . الجماهير تريد تفسيرات لكثيرٍ مما يحدث في العالم عامة وفي الدول العربية ، وعلى الخصوص لما يسمى ب ( الربيع العربي ). وتريد تفسيرات كثيرة عن الأوضاع الداخلية للبلد . تريد تفسيرات مباشرة تصل إلى عقل العامل والفلاح والطالب والمرأة وصغار الموظفين ومنتسبي القوات المسلحة ، باللغة التي يفهمونها ، وبالإرتباط بمصالحهم الإقتصادية وحياتهم المعيشية . الجماهير تريد توضيحاً للأسباب التي أدّت إلى فقدان الحزب موقعه القيادي في المجتمع ، وتحوّله إلى جماعة سياسية تستجدي من الأحزاب الأخرى ، التي يُفترض أنهم أعداءٌ طبقيون ، أن يعطوها دوراً ما في الحياة السياسية . الجماهير بحاجة لتفسير الأسباب التي تجعل مسيرة البلد من سيئٍ إلى أسوأ لسيطرة الشريحة الإجتماعية الحالية على زمام الأمور . تريد تفسيراً لما يُتأمّل أن يحدث بنتيجة الصراعات الحالية الظاهرة على سطح السياسة العراقية ، وما هي الدوافع الحقيقية وراءها . إن الدعوة إلى مؤتمر وطني من قبل الحزب ، والذي تمّ تبنيه من قبل جميع القوى السياسية المسيطرة ، دون الإشارة إلى الجهة التي طرحته ، ثم السير في المشروع بإقصاء الحزب من حضور المؤتمر، يدلل بوضوح على حدية الصراع الطبقي والعمل على تهميش دوره بإعتباره ممثلاً للطبقة العاملة العراقية والطبقات الإجتماعية المسحوقة الأخرى . إن عدم تشخيص هذه الحالة ، يجعل الحزب يزن سياسته ( إستراتيجياً وتكتيكياً ) في ميزان خاسر ، ما دام لا ياخذ المكاييل المناسبة في الحسبان .

أيها السادة الجالسون في أبراجكم : عليكم الرجوع إلى مقاعد الدراسة العلمية ، وتعلّم كيفية سير التاريخ ، والعوامل التي تحدد المسيرة وسرعتها وزخم تطوّرها . تتعلمون ما هو الصراع الطبقي وطبيعته وما يتطابق منه مع الواقع العراقي ، وتحللون المجتمع طبقياً لتعرفوا طبقات الشعب ، وتشخصون أعداءه ، لكي تكونوا مؤهلين لبناء جبهة شعبية قوية متراصة من أجل النضال لتحقيق المطالب الآنية والمستقبلية للجماهير . تكونون مؤهلين لطرح الشعارات المرتبطة بمصالح الشعب . وبذلك فقط تستعيدون موقعكم القيادي للجماهير ، وليس بتكرار أخطاء أرتكبت في الماضي وأدت إلى إنعزال الحزب عن قاعدته الشعبية ، كبناء الجبهة الوطنية في عام 1959 من الحزب و المنظمات التابعة له . فالمحاولات الجارية الآن لبناء التيار الديمقراطي من الكوادر الحزبية ، وكذا إستجداء موقع بين الحركات السياسية الموجودة في الساحة العراقية ، والتفاخر بما قدّم الحزب من شهداء ، سوف لن يُحقق شيئاً . علينا أن نغيّر ما بأنفسنا ، ثمّ نتوجه إلى الجماهير مباشرة ، ونحاول البناء من جديد . وسوف نصل يوماً ، وبشرف ، إلى ما نريد ، وإن طال الزمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية