الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواجهة بين الكبار إلى أين... ؟

جاسم المطوع

2012 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن الدم العربي النازف في أكثر من موقع، وقعقعة السلاح والحشد غير المسبوق للقوة في هذه المنطقة الحيوية من العالم مقدمات لتطورات دراماتيكية توحي بتغييرات جوهرية في النظم والعلاقات الدولية وانتقال من حرب باردة لم تنته بسقوط الاتحاد السوفيتي, إلى حرب ساخنة يتصاعد دخانها باضطراد في الوطن العربي وشمال أفريقيا، كمقدمة لنزاعات أشمل وأكثر سخونة. نحن نشهد تجليات قوانين التطور التاريخي في تعمق التناقضات الاجتماعية, وتراجع أنماط من البنية الاقتصادية لصالح أنماط أخرى، وتراجع قوى دولية لصالح قوى أخرى صاعدة. فلقد توطدت هيمنة رأس المال المالي على رأس المال الصناعي وكافة البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدول المكبلة في أغلبها بالديون وتبعاتها. وأصبح رأس المال المضارب في الأسهم والسندات والعقارات معياراً في تقييم النمو الاقتصادي, على حساب تراجع وتدهور القطاعات الاقتصادية الحقيقية, بكل ما يترتب على ذلك من انتشار غير مسبوق لمعدلات الفقر والبطالة وانسحاق الطبقة الوسطى, ليزيد البون اتساعاً بين أقلية تملك وأغلبية ساحقة معدومة، بما في ذلك الدول الصناعية الكبرى والتي يقف بعضها على حافة الافلاس وهو التعبير المخفف للإنهيار. في حين أن غالبية الدول في القارات الثلاث تتحول الى فريسة وهدف لأطماع رؤوس الأموال والطُغَم المالية في الدول الصناعية. إن الخبرة التاريخية تؤّكد بان الازمات الاقتصادية العالمية تؤّدي بالضرورة إلى حروب. هكذا كانت الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية. وخلافا لبعض الآراء عن احتمالات حرب عالمية ثالثة فإَن الواقع يقول بأن هذه الحرب قائمة وإن كانت في بداياتها. فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، وفي ظل تفاقم الازمة الاقتصادية، وخروجهم خاسرين من العراق وهروبهم القادم من افغانستان، أيقنوا من أن الرمال بدأت تتحرك من تحت أقدامهم وأن زمن هيمنتهم الأحادية في انقضاء, في مواجهة قوى وتحالفات جديدة تتعزز قدراتها وتبحث عن دور متقدم على الساحة الدولية على رأسها روسيا الاتحادية والصين فيما يعرف بمجموعة بريكس وشنغهاي التي تضم أكثر من نصف سكان العالم وتمتلك أهم ثرواته وفي مقدمتها الطاقة. إذن نحن أمام مواجهة حتمية بين قوتين تعاني إحداهما أزمة مستعصية وحراكاً داخلياً يوجه للمرة الأول إلى جوهر النظام القائم وعصبة وهو سلطة رأس المال المالي, والأخرى تتكون وتعلن عن نفسها كقوة دولية لها مصالحها وكلمتها في بناء علاقات دولية جديدة تأخذ في الحسبان المتغيرات القائمة على الارض. ولعل هذا ما يمكن أن يفسر الفيتو الروسي الصيني المزدوج لمرتين في مجلس الأمن وهذا التصعيد الروسي في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها في الحدث السوري والموقف من الملف الإيراني. وأياً كانت الشعارات والمبررات الإنسانية والسياسية, والحديث الذي لا يكل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والاستبداد, فإن غاية هذا الضجيج ودغدغة عواطف الشعوب المتعطشة للحرية, إلهاءُ الوعي عن حقيقة صراع عالمي يتفاقم ويتخذ من أرضنا ساحة للهيمنة ومنطلقاً للتوسع في استيراتيجية صممت لمصلحة قلة من الاحتكارات وتجار الحروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف