الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المالكي الأول والمالكي الثاني والمالكي الثالث
عبدالناصرجبارالناصري
2012 / 2 / 22مواضيع وابحاث سياسية
عبادة الشخص مهما كان فعله هو شرك بالله ووثنية ولافرق بين من يقدس شخص وبين من كان يعبد الأصنام ونحن في العراق ذقنا ويلات عبادة الشخص حتى أصبحنا نصنف في أوائل الدول من حيث الفقر والفساد وكل ماهو سيء تجد العراق فيه وهذا الشخص هو صدام حسين الذي كان أسمه مقدس أكثر من قدسية الله وقدسية النبي والأئمة ولا نريد الخوض في أعطاء الأمثلة التي تثبت كيف كان صدام حسين مقدس لأنها معروفة والجميع يعرف كيف كان البعثيون يقدسون هذا الطاغي الذي ذبح العراق من الوريد الى الوريد وبفضل الله ودماء الشهداء والأبرياء تمكنا من أسقاط هذا الطاغي ورحل كابوسه الى غير رجعة
وكذلك تمكن العراق من الخروج من التركيبة البريطانية التي ركبت وثبتت الملك الأول والملك الثاني والملك الثالث ولكن الشعب العراقي لن يقبل أن تفرض عليه قيادات جاهزة فأستطاع أن يطرد هذه التركيبات والملوك الجاهزة منذ زمن بعيد وقبل أن يكون هنالك أي مفهوم للربيع العربي وفي ذلك الوقت كان العراقيون يعشقون الديمقراطية ويعشقون التبادل السلمي للسلطة ولكن مبدأ التمسك في السلطة أدى الى سحل الحكام بالقوة والأعدامات وهي سلسلة مترابطة بعضها بالعض الآخر وهذه السلسلة يفترض أن يكون لها نهاية ديمقراطية لنتجنب مبدأ سحل الحاكم وأعدامه وجاء يوم 9-4- 2003 وكان العراقيون يعتقدون بأن العراق سوف يدخل في العصر الذهبي الديمقراطي والعصر النموذجي ولن يكون هنالك أدنى شك من أن تتحول التجربة العراقية الجديدة الى دكتاتورية جديدة بعد كل هذه التضحيات التي قدمها هذا الشعب المعطاء
فمن هو المالكي الأول ؟
أبرز شخصية عراقية عرفت بوطنيتها في أخطرمرحلة يشهدها العراق وكانت هذه المرحلة التي أستلم فيها المالكي رئاسة الوزراء كان العراق عبارة عن مدينة أشباح ولاتوجد فيه أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تعمل في العراق ولايوجد في العراق ألا القتل على الهوية والذبح الطائفي والمليشيات المنتشرة في الشوارع وكان الوضع في العراق مخيف جداً ولاأحد كان يتصور بأن العراق سوف يخرج من هذه الأزمات وهذه المليشيات ولاأحد كان يتصور بأن العراق سوف ينهض من جديد وتبدأ الحياة فيه وكانت مواقف المالكي وتصرفاته تدل على أنه رجل الدولة الأول والعراقي الأول والوطني الأول بسبب ضربه للمليشيات الشيعية والسنية وضرب القتلة الشيعة والسنة وكان المالكي يقاتل في الجبهات الشيعية والجبهات السنية ولاأحد كان يتصوربأن المالكي يميل الى هذه الطائفة أو تلك وأستطاع المالكي أن يعيد هيبة الدولة شيئا فشيئا وكل عراقي وطني كان يقف مع المالكي ومواقفه الوطنية وكنا نصفق له يوميا وكذلك صوتنا له ودعمناه وكذلك الشعب العراقي كافئه وصوت لقائمته وفازت قائمته في المركز الأول في المحافظات العراقية وكنا نقول هنيئاً للمالكي هذا الفوزولكن بعد خروج العراق من الأزمات بدأ أداء المالكي يتراجع
فمن هو المالكي الثاني؟
بعد الأنجازات التي حققها أستطاع أن يحصل على 89 مقعد في مجلس النواب وهو عدد لايستهان به وكذلك حصل بنفسه على أكبر عدد من الأصوات في بغداد وهذه الأعداد التي حصل عليها المالكي لايستطيع أحد أن ينكرها ولكن هنالك قائمة فائزة بالمرتبة الأولى وهي القائمة العراقية التي حصلت على 91 مقعد وهذا مايؤهلها الى أن تكلف بتشكيل الحكومة ولكن من هذه اللحظة بدأت مواقف المالكي السلبية وكان من أبرز الشخصيات السياسية العراقية التي حرمت الشعب العراقي من أن يتذوق طعم الديمقراطية وكان لموقف المالكي هذا أثر كبير في تراجع الديمقراطية في العراق وترتب على هذا الرأي الذي أبداه المالكي ضريبة كبرى من الدماء والفراغ السياسي وأدخل العراق في مأزق التصويت الطائفي والذي لاأعرف متى نستطيع الخروج منه فأنا على سبيل المثال كتبت مقالا تحت عنوان المالكي غاندي العراق أذا أعطى القائمة العراقية الحق في تشكيل الحكومة وكذلك كتبت مقالاآخر تحت عنوان سوف يعض الأسلام السياسي الشيعي أصبع الندم أذا ماأعطى القائمة العراقية فرصة تشكيل الحكومة , وأنا أعتقد أن غياب الوعي السياسي عند من وقفوا بوجه القائمة العراقية وعدم الأعتراف بها كقائمة فائزة فلوكان هنالك وعي سياسيي عند بقية القوائم الفائزة لكان أعطوها الفرصة الشكلية لتشكيل الحكومة ومن ثم لايتفقوا معها وجعلها تسقط لوحدها وتعجز عن أيجاد حلفاء لها وبالتالي تعطى قائمة المالكي الفرصة الأخرى ويشكل الحكومة بجدارة ويجبر الآخرين على أحترام هذه الحكومة لأنها منتخبة بالفعل وفوزها قانوني ومحترم ولكن حصل الذي حصل وتشكلت الحكومة وفق الدستور العراقي الذي يفترض أن نحترمه جميعاً لأنه السبيل الوحيد لبقاء العراق ويجب علينا أحترام الدستور وأحترام حكومة المالكي بغض النظر عن مساويء ومحاسن هذه الحكومة لأنها قائمة على أسس دستورية وقانونية وكذلك لأن المالكي لن يبقى في السلطة وسوف يخرج في الأنتخابات القادمة
أما المالكي الثالث فمن هو ؟
وهذا مالانتمناه للسيد المالكي وكذلك نحذر المالكي من المستشارين العاملين معه وعلى المالكي الحذر من كل من يصور له بأنه أصبح القائد الضرورة أو القائد المنقذ للشعب فهؤلاء لايريدون للمالكي الخير لأن الشعب العراقي لايمكن أن يقبل بالمالكي الثالث مهما كانت الظروف فالعراقيون أذاقوا الويلات من أجل رؤية العراق الجديد و العراق الديمقراطي والعراق الذي تحكمه صناديق الأقتراع والعراق الذي يتم فيه عملية تسليم السلطة بطريقة سلمية وأن كان المالكي الأول يعد الخروج عليه خيانة وطنية وكذلك من يخرج على المالكي الثاني خيانة وطنية ولكن الخروج على المالكي الثالث يعتبر روح الوطنية والجميع يجب عليهم أن يقفوا بوجه المالكي الثالث أذا كانوا يتمتعون بالوطنية العراقية
وكذلك يجب على جميع السياسيين العراقيين من أعضاء مجلس النواب وغيرهم أن يعملوا كل مابأستطاعتهم على تشريع القانون الذي ينص على تحدد صلاحية رئيس الوزراء الى فترتين فقط لكي يتخلص الشعب العراقي من ظاهرة السحل والأعدامات التي كانت سائدة في العقود العراقية السابقة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر