الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس والرياح الموسمية ؟!

عماد بني حسن

2012 / 2 / 23
القضية الفلسطينية



بالامس سقط لنا على أرض فلسطين شهداء قوامهم شموخ عبد العزيز الرنتيسي الذي أستشهد واقفا ... وعقيدتهم عقيدة دخلت من كل الابواب السياسية الا من هو عدو لنهج المقاومة .. وكأن بنا اليوم نحسب أنفسنا كنا جيشا من المؤيدين لتلك المقاومة التي تتغير ريح دفعها بغير اتجاه .. باتجاة رياح قاتمه هبت على المنطقة ...نؤيد جزء كبير منها لكننا لانرى في الافق انها ستهطل امطارا تروي عطشنا .. لانرى كثير من الامل في أن فلسطين ستاخذ مكانتها الحقيقية في ضمير او ضمائر حكام المنطقة الجدد ... ولعل حركة حماس سبقت اؤلئك الحكام في أن غيرت مسارات التاريخ النضالي الطبيعي لمنطق المقاومة اولا واخيرا مع كيان مجرب في كل المراحل التي سبقت خصوصا التفاهمات ... ان مسار الواقع للحركة السياسية لبعض قادة حماس كما نفهم من الصورة الراهنه ...تنبىء على انها وضعت نصب عينيها محمود عباس والسلطة ... وبنت مواقفها الاخيرة على اساس أن البحر العربي في المنطقة هو بحر لايعيش فيه الا تيار واحد هو التيار الاسلامي ... وبالتالي فأن التوجه عبر بوابات الغد الميمون هو احد اهم الابواب التي توصل المقاومة () بمقاوميها الى السلطة والقرار .. ويتحول محمود عباس وسلطتة ومعه فتح أو ما أبقوا هو من فتح.. الى رعايا في دولة الاسلام الفلسطينية والتي ستكون أرثا لاقل من أؤسلوا .....ولكن زمن الثورات ببارجات اميركية وبأفكار خليجية سيقنعنا ان الحل هو هذا الخيار . واذا كنا اليوم قادرين على أنتقاد سلطة اوسلوا بمن فيها ... فغدا لن نساوي أكثر من فتوى يطلقها أيا يكن لنكون خارجين عن ديننا وعن الرعاية ...
-
..
2....
في المرحلة السابقة شهدت الساحة الفلسطينية هيمنة قرارالراحل ياسر عرفات على الفصائل او قرار بعضها أحيانا الا ان هذه السلطوية في القرار والانفراد به كان يخضع لتبريرات ومعطيات واضحة يسوقها ابو عمار قبل ان ينفرد بالقرار نيابة عن الاخرين.. وحتى نكون منصفين فأن حركة حماس في احسن الاحوال واحتراما للخبز والملح !! تستدعي ساحتها من الفصائل بعد ان تتخذ قرارها وتحزم أمرها وتنجز خطواتها الاولى ..... وكل قائد في حماس كبير اوصغير هو فاهم الحكاية لاداعي لفهمها من قبل الاخرين () ؟!!
اذن فان الاشتباه والتشابه بين الاشكاليات التي سبق وان عاشتها الساحة الفلسطينية على مستوى السياسات العامةوالداخلية هي غيرها اليوم...لانها اليوم عملت من البداية منفردة ولا ترى الا نفسها وعلى يسارها حركة الجهاد وفي عينها البعيدة قدرة فتح كيف تنال منها.. بل كان دور الفصائل الاخرى المغردة في ليل ليس فيه صبح ان تقف بوجه فتح .... فقد خسرت هذه الفصائل فتح والكاسب هو فتح وحماس ولم تحصل هذه الفصائل لاعلى ثمن موقفها ولاخدماتها في اقل الاحوال سوء ...
3
حيث تبرز سياسة حركة حماس كحركة فلسطينية بطريقة لا يفهم منها انها مدروسة ولايقرأ من خطواتها على أنها مضمونة النتائج او ان قرائتها واقعية...الا من منطق الخصوصية الجديدة المفترضة في تغيير وجهة المنطقة حكاما وسياسات
بل تبدو كانها رهانات متسرعة ... ومراهقة تحمل في طياتها الغرور .. (الانا ) الفوقيه .. مضافا اليها فوقية خروج الوطنية والعروبة من الحياة في العالم العربي وانتعاش النهج الذي تحيا به الحركات الاسلامية وحماس جزء منه تغتبط بالنصر .. وهو تفسير اعمى ... للامور فالاحادية ضرب من الخيال ... فلا اليسار سينتهي ولا العروبة ستذوب ولا أي شىء سيخلي الساحة للافكار الاحادية ؟ ... والعمل الوطني الفلسطيني سيبقى عمل وطني باشكالة المختلفه حتى لو كان العالم العربي بأجمعه محكوم لفتوى من القرضاوي او غيرة ...
تلك التهيئات أسقطت على العمل الوطني الفلسطيني وصوبت حماس خطواتها أفتراضيا على هذا الاساس .. وهذا ما لاتعرفة حماس مع الاحترام لتقديراتها ولرؤيتها هو خاطىء ونظريته الحتمية المبنبي عليها غير واقعية في العمل الفلسطيني ...
الذهاب للثنائية بعيدا عن الاجماع هو غرور وتفاخر غير محمود لانه قفز فوق الكثير من المعالجات الوطنية التي عليها ان تتفهم الشعب الفلسطيني بعمومه لا من الكم الذي ينضوي تحت راية حماس وهو حجم كبير وهو بالتالي جزء من الشعب الفلسطيني وله مصالح وطنية...
فالشعب الفلسطيني في سوريا او لبنان او اي مكان اخر وحتى لو كان منضويا تحت راية حماس فانه بالنهاية سيدفع ثمن اي خطأ بالموقف او المراهنة الغير محسوبة..
وكان على حماس ان تاخذ قراراتها بالاجماع الفصائلي على الاْقل المتحالف معها ....
الا ان الحركة السياسية الاخيرة لزعائمها الى المواقف المحلية تجاه ما يجري تحديداّفي سوريا كلها تشير الى ان حركة حماس ابعدت نفسها عن الواقع الفلسطيني,وعن الارث الفلسطيني في العمل السياسي وربما كان يراد لها أن تلعب دورا طليعيا بمعنة ان ترفع شعارا أستراتيجيا للمنطقة هو مع جميع الطاقات من أجل فلسطين لكن الخيار بالفوز بالسلطة هو خيار فردي ضيق لايعطي اصحابة طموحات اخرى .. ..
4
المرحلة جداّدقيقة وتختلط فيها الالوان وتحتاج الى حكمة في فرز الالوان وابراز الصورة الفلسطينية التي تتصدر سياسنها اليوم حركة حماس ...
هناك هروب من المعطيات التي ستكون نتائجها سلبية على الشعب الفلسطيني خصوصا في الجوارمع فلسطين ...
والهروب حصل تدريجيا باعتماد لغة (لعم) اي (مع وضد ولا)الخ.... لكن القراءة التي استندت اليها السياسة الغير واضحة لغاية الان بشكل ساطع لا تشبه قراءة حزب الله للاحداث مع ان حماس وحزب الله يلتقيان في اكثر من تقاطع ولا يفترقان احتمالا الا بمشروع الفتنة لاسمح الله ...
........
اما في جانب الرهان الذي نراه هو الدافع الحقيقي لمثل هذه السياسات فالتجربة تقول ان الخيار الذي عنوانه بوابة قطر وما تعنيه انفتاحاّعلى الاميريكي والاسرائيلي فانه رهان خاسر حتى لو سقطت انظمة وحتى لو حصلت حرب كبيرة ...وبالاصح فان القضية الفلسطينية هي الخاسر الاكبر في كل النتائج .... وكان المطلوب من كل القيادات الفلسطينية المثابرة على تقييم نتائج ما يجري في المنطقة ووضع القضية الفلسطينية من النتائج وعلى ضوئها يتم توزيع الادوار لحماية القضية الفلسطينيةالتي نراها ذاهبة الى المتاهات الكبرى والى الضياع ...لان القضية الفلسطينية بكل مراحل التدهور السياسي على كل المستويات لم تحفظ من مشروع المراهنة على الرياح الغربية والخليجية بل الرهان يبقى صلبا بالقوة والمقاومة ولم تحفظ فلسطين لا من الرهان على نوايا رعاة السلام غربا وعربا ولا من التنازلات التي لن تثمر الا عن مترتبات جديدة على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ...
ونعتقد أن المنطقة ربما تعيش شهر عسل شرعي لن يدوم طويلا .. وتبقى فلسطين للاحرارمهما تقلبت عليها الظروف ومهما تلونت الاطياف فالجميع سيذهب مع تلك الريح التي لن تطول وستبقى فلسطين القضية خارج أي تسعيرة يعتقد البعض انه قادر على التصرف حسب شهوتة بها من أجل السلطة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس