الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خضر عدنان التجارة والموضة..

أحمد زكارنه

2012 / 2 / 23
القضية الفلسطينية


الفرق بين الهوية والموضة، هو ذاته الفرق بين أن تبدو أو أن تكون.. نحن والحمد والشكر لله نُصر على أن نبدو لا أن نكون، ما يفسر حالة التغريب التي نحياها اليوم في العديد من ممارساتنا، لا الاجتماعية فقط وإنما السياسية أيضا.
حينما طرح موضوع استحقاق ايلول، اخذ البعض منا – حتى دون أن يفهم فهماً عميقاً ايجابيات أو سلبيات المطروح فقط لمجاراة الحدث– موقف الداعم، وأخذ البعض الآخر موقف الرافض، ولكن الطرفين اتفقا دون اتفاق أن يرفع كل منهما شعار ايلول بفارق كلمة واحدة هي بالحالة الأولى ( نعم ) وبالثانية ( لا ) كشعار عظيم لنضال هلامي.
وحين باتت قرية بلعين شمال غرب مدينة رام الله، المبتدأ والخبر للعرب والعجم، بات السواد الأعظم منا يتحدث عن المقاومة السلمية في بلعين كنموذج، رغم أن فعل بلعين بأهلها وعجمها مع احترامنا الشديد لما بذل من جهد وأريق من دماء، لم يُنتج سوى الاقرار بحق الكيان الاسرائيلي في بناء الجدار، كون الخلاف المركزي هناك لم يكن في الأساس حول قانونية بناء الجدار من عدمه، وإنما حول جغرافيا بنائه، وأيضا لنسجل موقف اللاموقف والذي نبدو في سياقه دون أن نكون.
والأمر كلما دارت الدوائر تكرر بأشكال وأساليب مختلفة، وكأننا في وضع مفاضلة بين أن نكون أنفسنا أو أن نَسبح في فلك الآخرين، لا لطرح رؤانا ومناقشتها وإنما فقط لنسجل حضورنا، والمشكلة هنا تكمن في اختزال التاريخ والجغرافيا معاً، في سياق الموقف الراهن أياً كان دون غيره، علماً بأنه موقف يتبنى الموضة دون الاكتراث لضرورة التعبير عن الهوية.
إن دققنا النظر في القضية ( الموضة الأخيرة )، أو الرائجة اليوم على نطاق طال تغير النسبة الأكبر من « بروفايل» الصفحات الشخصية للفيسبوكيين الفلسطينيين تماشيا مع موضة « النضال الافتراضي» ، وهي قضية الشيخ المناضل خضر عدنان، ولو سألناه هو نفسه، لوجدنا أن القضية لم تكن يوماً قضية شخصية، قدر ما هي تعبير واضح وجلي عن مأساة الحركة الأسيرة منذ عشرات السنين، وهو ما يطرح سؤالاً مهما ومشروعاً في آن دون التقليل من شأن أي فعل حدث هنا أو هناك.. أكان التضامن مع الشيخ خضر تعبيراً عن هوية نضالنا أم مجرد تبنٍّ لموضة الظهور لمجرد الظهور في سياقِ بطولةٍ وهمية فقط تمارس فعل التجارة بعذابات الآخرين؟! إن كانت الاجابة هي الأولى فيحق لنا التساؤل.. أين كان مثل هذا الحراك الواسع والضاغط لصالح معاناة الحركة الأسيرة بكافة رموزها سواء على المستوى الافتراضي أو على المستوى الواقعي؟! وبأي شكل كان سيخرج هذا الحراك إن لم يتخذ الشيخ خضر موقفاً صلباً في مواجهة سجانه؟؟؟.
سؤال يفتح الباب مشرعاً أمام جدلية الفعل ورد الفعل، تبني الموضة أو التعبير عن الهوية؟! هل نكون أنفسنا كامتداد طبيعي لتراثنا وموروثنا، أم قدر لنا كما للعرب أجمعين أن نُسبحَ باسم ما يصدر لنا من معلباتٍ، وإن كانت فاسدة، فساد الحراك دون مخطط وبلا هدف، أو التقليد بلا فائدة باعتباره وباء اجتماعياً أو لربما رهاب اجتماعي، كما هي قضية الديمقراطية « مفهوم الحق المراد به باطل الأباطيل».
الحق أقول إنني كلما شاهدت أو استمعت لأبطال المسلسل المكسيكي العربي « شباب الضياع» على وزن المسلسل التركي « سنوات الضياع»، وهم يتشبثون بما يسمى زوراً وبهتاناً بـ « الثورة» لمجرد الثورة، كلما أيقنت أن رأس الهوية العربية قد أينع وحان قطافه، في ظل جيل بات يتحدث عن الديمقراطية باعتبارها موضة لا مطلب حرية وعدالة اجتماعية.
وإننا يجب أن نخجل، خجل العروس في ليلة دخلتها، حينما نتابع بعض تفاصيل « الآيات الشيطانية» في الأعراس العربية، وكأننا بتنا لم نعد من المتحضرين أو المتغربين الديمقراطيين، إن لم نقر بموضة حق العريس العربي في نزع الملابس الداخلية لعروسه العربية في حضرة المدعوين، كي يغرقها بماء الخمر قبل أن يحتسيه، ومن ثم يقذف بها لشبابٍ ينتظرون فعل الأمر نفسه ذات عرس قريب، بحسب ما شهدنا على اليوتيوب في عرس المطربة اللبنانية سيرين عبد النور وغيرها، لنكرر معاً صدق كل معلب مستورد عظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة