الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي .. وتقرير هيومن رايتس

كاظم الأسدي

2012 / 2 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العراقي والأعلام و تقرير هيومن رايتس
من حقنا نحن العراقيون أصحاب المصلحة الحقيقية لما جاء بالتقرير ؟ لا بل من واجبنا كمواطنون أو ناشطون في منظمات المجتمع المدني أو إعلاميون أو سياسيون أن يكون لنا رأي في تقييم ما جاء في التقرير ونعلن عن رأينا صريحا" في مدى إنسجام التقرير مع الحقائق اليومية المعاشة ورأي المثقف العراقي الحريص على التجربة الديمقراطية ومدى قناعاته بما جاء في التقرير من إستنتاجات ورؤى تشير الى مخاطر إحتمال إنزلاق العراق في إتون حرب أهلية مستقبلا" ؟؟ من عدمها ؟؟؟
وقد جاء في تقرير المنظمة الدولية لحقوق الأنسان حول العراق ما نصه [ أن العراق في طريقه إلى "الانزلاق السريع نحو الاستبداد" مع تحوّله إلى ما وصَفه التقرير بدولة أمنية تقمع الحريات، بحسب تعبيرها.] .. و لا يخفى على المتابع مدى العمومية في التشخيص والمهنية بعيدا" عن الأغراض السياسية أو الأنحياز ؟ ويستطيع القارىء النبيه أن يتلمس كيف تم إختيار العبارات الواردة في التقرير في منتهى العناية والدقة !! والحرص الواضح لتجنب الأساءة أو التحريض !! بل من منطلق الحرص والتنبيه والتحذير لقادة العملية السياسية الجارية في العراق !! من مغبة أن تقودهم مواجهتهم الحالية لظروف البلد الأمنية غير المستقرة وتحديات الهجمة الأرهابية التي يتعرضون لها الى تجاوزات خطيرة على حقوق المواطن العراقي والتمييز بين أبناءه ( وهو ما يسعى ويدفع اليه الأرهابيون ) .. مما يؤدي بالضرورة الى الأستبداد بحكم الظروف المعقدة التي تحيط بالعراق من تدخل مباشر و تآمر لدول الجوار في الشأن العراقي !! إضافتا" لحجم الفساد المالي والأداري الذي أهل العراق لأحتلال موقع الصدارة و التميز عن أكثر الدول فسادا" ؟؟ زبكل جدارة وإستحقاق !!
وبحكم كون التقرير الذي تصدره المنظمة المذكورة يعنى بالدرجة الأولى بمقدار التقدم المتحقق في مجال حقوق الأنسان ؟ وبعيدا" عن السياسه والحكومات !! كون المنظمة غير حكومية وتقع إداريا" وماليا" ضمن منظمات الأمم المتحدة ؟؟ فمن الطبيعي أن تكون تقاريرها مهنية وحيادية لحد ما .. وقد شهدنا سابقا" الكثير من المواقف التأريخية للمنظمة في دعم نضال شعبنا وقواه المعارضة أيام الديكتاتورية !!
في رصدِه لحقوق الإنسان في العراق، ذكر التقرير [ أن السلطات قمعت "بقسوة خلال عام 2011 حرية التعبير والتجمع عبر الترهيب والضرب واحتجاز الناشطين والمتظاهرين والصحافيين".] ؟؟؟ ولا أجد في ما شهده المتظاهرون في ساحة التحرير منذ 25 شباط وأيام الجمع التي تلته من أحداث إلا ما يدعم التقرير ويؤكده !!
كما إن الموقف الحكومي الرسمي الذي جاء متحفظا" ورافضا" لما جاء في التقرير هو الآخر ليس غريبا".. وهي محقة تماما" في رفضها له ؟ لأن عدم رفض التقرير يعني الأقرار به والأعتراف بقيامها بتلك التجاوزات مع السبق والأصرار ؟ولها كل الحق في رفض الأتهامات الموجهة لها والدفاع عن نهجها ..
ولكن الغريب حقا" وما يدعو الى التركيز عليه هو ذلك الموقف المنافق للكثير من المثقفين والأكاديميين ممن منحهم زمن أبو المكارم شهاداتهم بالدكتوراه في ألقاب (( القائد الضرورة )) أو فيض (( قادسيته المزعومة )) هؤلاء الذين وجدوا في كثرة الشهادات المزورة اليوم ما يعيد الثقه لهم بشهادات لايحمل أصحابها إلا لقبها!! وخبرة التملق والنفاق للمسؤول لتحقيق المغانم الذاتية وسرقة المواقع الوظيفية المتميزة ... بعد أن غنموا بالأمس الأمتيازات وأموال السحت عبر تجنيد أقلامهم وألقابهم تلك !! لتلميع صورة الفاشية وطاغيتها عبر توظيف مهاراتهم في إخفاء جرائمه أمام العالم !!
هؤلاء قد وظفوا خبراتهم المتراكمة من عملهم مع النظام السابق في رفض القرارات الأممية في حينها !! ليعاودوا نشاطهم وبالضد من مطامح وحقوق العراقيين ؟ فقد تسابقوا في الظهور بالأعلام لإدانة التقرير والتزلف للمسؤول والذي هو الآخر قد إستوعب اللعبة ومضى كسابقه في منح الدرجات العليا لمن يتقن إيصال رسالته للمسؤول ولمن يعلم جيدا" من أين تؤكل الكتف ؟؟ وكما جاء في مقال الوطني الغيور طيب الذكر [ عماد الأخرس ]إن هذه العقول لازالت تهيمن على البعض من مؤسسات الإعلام العراقي التي تعانى وبشكل فاضح من تفشى داء التقرب والتبعية للسلطة التنفيذية الحاكمة !! تلك الوجوه الكالحة التي طالما تشدقت بالديمقراطية وحقوق الأنسان وإنتقاد السلطة الوطنية في بداية التغيير ؟ سارعة فيما بعد الى الأنزواء لضمان سلامتها بعد أن ضمنت الموقع الوظيفي وإمتيازاته الخاصة.. وتكتفي فقط بتقديم الدفاع الحذر وغير المباشر عن المسؤول من خلال مواقف تبدو وطنية في ظاهرها ؟؟ولكنها لاوطنية وإنتهازيه في حقيقتها !! كإدانة تقرير منظمة حقوق الأنسان والذهاب في مناقشته الى أمور جانبية لاتمس جوهر الموضوع في العراق !!
إن أكثر من أساء الى الشعب العراقي وإطال في عمر الديكتاتورية هم أولئك المثقفين والكتاب الذين سخروا أقلامهم الصفراء في خدمة الديكتاتورية وتلميع صورتها وليفندوا مظلومية العراقيين وعذاباتهم أمام العالم ؟؟ وهاهم اليوم وبعد أن خلعوا الزيتوني.. وأرتدوا ما يناسب الواقع السياسي الآني من حلي وإكسسوارات !! هاهم ثانيتا" يناصبوا المظلومين من العراقيين العداء ويدفعوا بالبلد نحو هاوية الأستبداد والطائفية والأحتراب الأهلي عبر الدفاع عن الخطأ و التشجيع عليه .. والمباغة في تملق المسؤول والدفاع عن أخطاءه !! لأطماع شخصية دنيئة !! وهؤلاء من يجب الأنتباه الى نشاطهم التخريبي الخطير وعلى دورهم في تراجع الدور الوطني للعمل الأعلامي العراقي !!ذلك الأعلام الذي لازال لليوم بعيدا" عن المهنية والوطنية وينتاب العديد من مفاصله الرئيسية .. داء الإنتهازية والوصولية وعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر