الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدمنوا على التصويت ..و الاحتراق متواصل ..

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 2 / 23
كتابات ساخرة


أدمنوا على التصويت ..و الاحتراق متواصل ..
و احتدّ الزحام على صندوق الاقتراع الواقف وحيدا في قلب المجلس ..و نادى المنادى أن صوّتوا واحدا واحدا على المقرّر الرسمي للدستور الديمقراطي و للاستبلاه الشعبي ..و طالت الجلسة بالجميع ..و تباطئت قائمة المناداة و تعبت المنادية و غصّ زميلها بالأسماء حتى كاد يشرق بالدمع ..دمع على الحاضرين المتثائبين و دمع على الغاضبين المتوثبين و دمع على الغائبين بموجب وزاري ..و حين خلت البلاد من البشر وزّعوا الحقائب على أنفسهم فتضاعف كل منهم ..و انشطر الى اثنين ..تارة كان نائبا للشعب و أخرى وزيرا ضدّه ..و صار بعضهم مصابا بالانفصام ..لكن الطبيب نفسه صار رئيسا و تعذّر عليه علاج من أصابه انفصام الديمقراطية ..و تبعثرت أوراق الدستور ..و هبّت الريح صدفة و دون أدنى شرعية ..فطارت بعض السندات الرسمية خوفا من اقصائها من القوانين الحلال و ادماجها ضمن الكفر بثوابت الأمة ..و انطلقت أشغال الفرز ..هل ستحافظون على مجلّة الاحوال الشخصية ؟ و احتدّ النقاش و راجت اشاعات حول الزواج العرفي و الزواج الأصلي و آداب المعاشرة ..و تعالت الأصوات من اليمين و من اليسار و من المحافظين التقدميين ..و من المغفلين و الحداثيين و السلفيين ..لا أحد كان مستعدّا لسماع الآخر ..حوار للطرشان ..كل آداب النقاش سقطت من شدّة الديمقراطية ..
و الاحتراق متواصل ..احتراق في الأسعار و احتراق في الأرواح و في الأبدان ..و ختان لكلّ الأعضاء دون حفل و لا رقص على المزمار ..ختان للعقول ..و ختان للألسنة ..و ختان للثورة و للثوّار ..ابتسم يا هذا ..أنت في قلب تونس الثورية و تونس الثلجية و تونس المهددة بكل أطياف الطوفان ...
لكن النتيجة لم تكن كارثية ..لقد مرّوا سريعا الى التصويت ..و طالت القائمة على الجميع ..سنة أو أكثر والصندوق منتصب في قلب المجلس ..و الديمقراطية في حالة ادمان مغرض على الأغلبية ..ادمنوا على التصويت ..لكنّ الاحتراق متواصل ..صوتوا جماعات لكنّ ثمّة من احترق بشكل فردي ..هل من موجب لتبادل الأدوار ؟ على من يصوتون و لمن تحرقصين يا زوجة الأعمى ؟ أيّتها النفس التونسية الجائعة الى الأصوات أفيقي من كابوس الدولة المدنية ..ألم تفهمي الدرس الأول في الاحتراق ؟ لا تخطئي العدّ ..كم عدد من احترق و من حرق و من مات ثلجا أو جوعا أو يأسا ..عودي الى ربّك و الى فقرك و الى مهزلتك راضية مرضية و اندبي عبادك الصالحين و المحترقين ...آمين ..يا كوابيس الديمقراطية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي