الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيناها ...والنقاب

محمد شحات ديسطى

2012 / 2 / 24
الادب والفن


اليوم ذاهب إلى البنك ليحصل على قرض بضمان راتبه كى يعينه على مصاعب الحياة ..فما زالت الدنيا تضغط عليه فى وطن العجائب ..ذلك الذى يعتصر أبنائه أويلفظهم خارج حدود الوطن ..فلكم تردد على البنك لاستكمال هذه الأوراق واليوم يحمل مظروفاً كبيراً به أوراق الضمان..رغم أن الهاربين بأموال البنوك لا يُطلب منهم كل هذه الأوراق !!!.يتعامل معه موظف البنك بتعالى وتأفف ..يرمقه بنظرة آمرة أن ينتظر فى صالة البنك حتى تنتهى إجراءات هذا القرض..يجول بنظره بين الوجوه والمقاعد ..هؤلاء موظفون أمثاله وأرباب معاشات ونساء ينتظرن حوالات دولارية معظمها من بلاد النفط ..إلا أن الذى استلفت نظره أن معظمهن منقبات .. يسرح بخاطره وتجول بعقله تساؤلات كثيرة..... كيف لتلك النسوة أن يرتضين العيش معلقات ينتظرن الحوالات الدولارية كل شهر؟؟ ...زوجات مع إيقاف التنفيذ !!.. لا يدرى سبباً لانتشار هذا الزى فى هذا الزمن ولم يجد مبرراً لانتشاره !!..وبطبيعته لا يستسيغ ذلك الزى.. وأن تسجن المرأة بداخله كونها أنثى وليست إنسانه لها من المشاعر والأحاسيس.. ربما زيادة فى التدين..!! ربما خوفاً من عيون الرجال الجائعة..!! أو لإرضاء الزوج .. أو نفاقاً للمجتمع ...!! فهو على يقين أنه ليس من الدين أو الدنيا فى شيء....بل إنها ثقافة وافدة مع التحويلات الدولارية من بلاد النفط .. لم يهتم بذلك كله كان شغله الشاغل القرض وأن يلبى احتياجات أسرته وأولاده ... يستند إلى الحائط فى انتظار أن ينتهي من ذلك القرض اللعين..... فجأة وقع نظره على عينين من خلف النقاب تلك العينان يعرفها جيداً ...نهران من العسل تذكرهما رغم مرور كل هذه السنوات..كان لا يستطيع العيش بدونهما لا يصدق عينيه.. كم تمنى أن يراها وأن يتلمس خطاها.. لم تكن له مهنة سوى أن يحبها ..كم هى صغيرة الدنيا ... شاء الحظ بينهما أن يتقابلا لقاء الغرباء .. يقتله الفضول ليتعرف عليها وليقترب منها.. كان يتمنى لقائها بأى شكل يكفيه منها نظرة وها هى اليوم أمامه ... لماذا لم تكلمه ؟!! ربما خوفاً من قيود المجتمع أم إنها الثقافة الوافدة ..ثقافة النقاب ..خفق قلبه بشدة دارت فى رأسه تساؤلات أترى هى أم لا ..يخشى أن يبادرها بالتحية فلا تكون هى ..أطلت الظنون من رأسه ..ارتاحت نفسه قليلاً ..سوف ينادى عليها موظف البنك ..وعندها سيعلم أتكون هى أم لا؟...ينادى عليها موظف البنك إنها هى ...رقص قلبه فرحاً
- معذرة البنك لا يملك عملة دولاريه بما يكفى.. يمكن استكمال المبلغ من العملة الوطنية..
إلا أنها رفضت وعادت لمقعدها ثانية ..
تحمس ووجد الجرأة الكافية أن يكلمها ...علامات الفرح تقفز من وجهه مد يديه مرحباً..
- أهلا بك يا......
- ردت بابتسامة باهتة أهلا ...معذرة لا اسلم على الغرباء..
ظلت يده معلقة فى الهواء ...انعقد لسانه من هول الموقف ..ابتلع الإهانة ..واخذ يلملم كرامته المبعثرة ..انسحب فى هدوء وهو ............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل